وقالت هيئة البث الإسرائيلية إن نتنياهو يتهم أرغمان بـ"محاولة ابتزازه باستخدام أساليب تنتمي إلى عالم الجريمة المنظمة".
جاءت الشكوى على خلفية تصريح لأرغمان في مقابلة مع القناة 12 الإسرائيلية قال فيه إنه "في حال خرق نتنياهو القانون، فإنه سينشر معلومات حساسة اطّلع عليها خلال فترة خدمته رئيساً لجهاز الشاباك".
وذكر نتنياهو في الشكوى التي قدمها إلى المفتش العام للشرطة داني ليفي: "أتوجه إليك بطلب فتح تحقيق فوري، بعدما جرى تجاوز جميع الخطوط الحمراء، حيث اختار رئيس جهاز الأمن العام السابق تهديد وابتزاز رئيس وزراء في منصبه، مستخدماً أساليب عصابات الجريمة المنظمة، كأنه زعيم مافيا وليس مسؤولاً أمنياً سابقاً في إسرائيل".
وأضاف في إشارة إلى أرغمان: "لقد لجأ إلى ممارسات تنتمي إلى العالم السفلي، متجاوزاً كل الحدود المسموح بها".
وقالت الشرطة الإسرائيلية في تصريح مكتوب: "بعد تلقي طلب رئيس الوزراء، أصدر مفوض الشرطة داني ليفي تعليماته إلى رئيس قسم التحقيقات والاستخبارات بفحص تصريحات أرغمان”.
وأشارت هيئة البث إلى أن "نتنياهو كان قد وجَّه اتهاماً علنياً خلال مقابلة تلفزيونية على القناة 12، إلى كلٍّ من أرغمان ورئيس الشاباك الحالي رونين بار، بمحاولة ابتزازه".
ورداً على ذلك قال "الشاباك" في بيان نشرته هيئة البث، الجمعة: "هذه اتهامات خطيرة ضد رئيس مؤسسة أمنية رسمية في إسرائيل. رئيس الشاباك رونين بار يكرِّس كل وقته وجهوده لحماية الأمن القومي، والعمل على استعادة المختطفين الإسرائيليين، والدفاع عن الديمقراطية. أي مزاعم أخرى في هذا السياق لا أساس لها من الصحة".
واحتدمت خلال الأيام الأخيرة الخلافات بين نتنياهو وجهاز الشاباك، بعدما انتقد رئيس الوزراء نتائج تحقيق أجراه الجهاز بشأن أحداث 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، معتبراً أنها "لا تجيب عن الأسئلة".
والثلاثاء الماضي، أقر الشاباك بفشله في تقييم قدرات حركة حماس قبل 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، وألمح إلى مسؤولية نتنياهو عن "رسم سياسة فاشلة على مر السنين"، وفق هيئة البث.
وبعد صدور تحقيق الشاباك، دعا زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد، ورئيس حزب معسكر الدولة بيني غانتس، نتنياهو إلى الاعتذار، وأكدا أن الأخير "يحاول إلقاء اللوم على الآخرين".
وأقرَّ الشاباك، وفق نتائج تحقيق أجراه، بفشله؛ إذ لم يقيّم بشكل جيد قدرات حماس قبل 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 أو هجوم الحركة في ذلك اليوم، وفق وسائل إعلام عبرية بينها هيئة البث.
وفي ذلك اليوم هاجمت حماس 22 مستوطنة و11 قاعدة عسكرية بمحاذاة غزة، فقتلت وأسرت إسرائيليين رداً على "جرائم الاحتلال الإسرائيلي اليومية بحق الشعب الفلسطيني ومقدساته، لا سيما المسجد الأقصى"، وفق الحركة.
وأضافت هيئة البث، عبر حسابها بمنصة إكس، أن تقرير الشاباك ألمح إلى أن نتنياهو "رسم سياسة فاشلة على مر السنين".
كما خلص الشاباك إلى أنه "كانت توجد ثغرات ومشكلات في التعامل مع المعلومات الاستخبارية بشكل عام، وفي آليات الرقابة على العمل الاستخباري بشكل خاص ليلة 7 أكتوبر/تشرين الأول".
وقال إن "قناعتنا بانشغال حماس بالضفة الغربية كانت أحد أسباب فشلنا في التحذير من هجوم 7 أكتوبر/تشرين الأول".
وبدعمٍ أمريكي، ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 إبادة جماعية في غزة، خلَّفت أكثر من 160 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود.
وبينما استقال مسؤولون عسكريون واستخباريون، معلنين تحملهم جانباً من المسؤولية عن فشل 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، يرفض نتنياهو تحمل أي مسؤولية، ويتجاهل دعوات المعارضة إلى رحيل حكومته وإجراء انتخابات مبكرة.