وأُصيب 18 فلسطينياً، الأربعاء، خلال عمليات اقتحام نفذها جيش الاحتلال الإسرائيلي في مناطق متفرقة من الضفة الغربية المحتلة، تخللتها اعتقالات وإطلاق نار واعتداءات، وتحويل منازل إلى ثكنات عسكرية.
وفي مخيم بلاطة بمدينة نابلس شمال الضفة، أصيب 16 فلسطينياً خلال اقتحام الجيش الإسرائيلي للمخيم، وفق وزارة الصحة التي قالت إن جميع الإصابات مستقرة. وأفاد شهود عيان بأن القوات الإسرائيلية حولت عدداً من المنازل في المخيم إلى ثكنات عسكرية بعد إخلاء سكانها قسراً، وعبثت بمحتويات المنازل التي اقتحمتها.
وفي مدينة جنين شمال الضفة، اقتحم الجيش بلدتي يعبد ورمانة، إذ أصيب شاب بشظايا رصاص حي في اليد والخاصرة خلال اقتحام يعبد، فيما اعتدى الجنود على طفل كان يلهو بدراجته، وصادروا تسجيلات كاميرات مراقبة من عدد من المنازل، وفق وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا".
وفي بلدة رمانة غرب المدينة، اتخذت القوات الإسرائيلية 11 منزلاً فيها ثكنات عسكرية بعد طرد سكانها منها. وفي بلدة ميثلون جنوب المدينة، اعتقل الجيش مواطنين اثنين بعد مداهمة منزليهما.
وقال مركز "عدالة" الحقوقي العربي بإسرائيل، الأربعاء، إن المحكمة العليا أجازت تنفيذ "هدم جماعي" لمنازل فلسطينيين بمخيم جنين للاجئين، وأفاد المركز في بيان أرسل نسخة منه للأناضول بأن المحكمة الإسرائيلية رفضت الثلاثاء، التماساً عاجلاً قدمه في 12 يونيو/حزيران الجاري، لوقف عمليات الهدم الواسعة في مخيم جنين. وأضاف أن رفض المحكمة يعني منح "الضوء الأخضر للجيش الإسرائيلي لمواصلة تدمير نحو 90 مبنى مدنياً في الضفة الغربية".
وفي قرية عينابوس بنابلس (شمال)، اقتحم الجيش القربة وحاصر منزل فلسطيني كان قد قتله سابقاً، تمهيداً لهدمه، وفق تلفزيون فلسطين الحكومي.
وفي وسط الضفة، اقتحم الجيش الإسرائيلي بلدة دير قديس غرب رام الله، وداهم عدة منازل لمعتقلين سابقين، واعتدى على سكانها ووجهت إليهم تهديدات بإعادة اعتقالهم، حسب ما أفادت به وكالة "وفا".
وأظهر مقطع مصور بثته إذاعة "صوت فلسطين" الرسمية، الأربعاء، تعرض ثلاثة أطفال فلسطينيين للتنكيل على يد الجيش الإسرائيلي في أثناء توقيفهم في قرية المغيّر، شرق مدينة رام الله وسط الضفة الغربية. ويظهر الفيديو الجنود وهم يقتادون الأطفال الثلاثة بعنف واحداً تلو الآخر، مع توجيه ركلات لهم، قبل تقييد أيديهم بقيود بلاستيكية.
وفي شمال شرق القدس، نصبت القوات الإسرائيلية بوابة حديدية على المدخل الرئيسي لبلدة عناتا بعد اقتحامها، وفق بيان لمحافظة القدس. ووصفت المحافظة هذه الخطوة بأنها جزء من سياسة "ممنهجة لتقييد حركة الفلسطينيين، وتقطيع أوصال البلدات الفلسطينية وتعميق العزلة الجغرافية والاجتماعية بينها".
وفي بيت لحم جنوب الضفة، أطلقت القوات الإسرائيلية النار صوب مجموعة من العمال شرق المدينة، ما أدى إلى إصابة أحدهم برصاصة في الركبة، حسب وكالة "وفا".
وفي مدينة الخليل (جنوب)، اقتحمت القوات الإسرائيلية عدة أحياء بشكل متزامن، ودَهَمت منازل وفتشتها، وأغلقت طرقاً رئيسية، وفق ذات المصدر. وفي بلدة يطا جنوب المدينة، اعتقلت القوات الاسرائيلية 3 مواطنين وصادرت مركبة أحدهم، بعد اعتداء للمستوطنين استهدف رعاة أغنام في المنطقة، وفق الناشط الحقوقي أسامة مخامرة في موجز إخباري وزعه على الصحفيين.
من جهة ثانية، أفادت منظمة "البيدر للدفاع عن حقوق البدو" باقتحام مستوطنين إسرائيليين تجمع العوجا شمال مدينة أريحا (شرق)، في خطوة "استفزازية تهدد أمن السكان"، مشيرة إلى أن "هذه الممارسات تهدف إلى دفع الأهالي نحو التهجير القسري، وتجري تحت حماية الجيش الإسرائيلي".
وتأتي هذه الانتهاكات بينما تفرض إسرائيل لليوم السابع على التوالي حصاراً مشدداً على الضفة الغربية منذ بدء العدوان الإسرائيلي على إيران الجمعة الماضي. وحولت الضفة إلى سجن كبير بعد فرض قيود مشددة على حركة الفلسطينيين، إذ أغلقت الطرق الرئيسية، ما أدى إلى شلل شبه كامل في حياتهم وفاقم من معاناتهم.
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، ترتكب إسرائيل بدعم أمريكي إبادة جماعية بغزة، تشمل قتلاً وتجويعاً وتدميراً وتهجيراً، متجاهلة النداءات الدولية وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.
وخلّفت الإبادة أكثر من 185 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين بينهم أطفال، فضلاً عن دمار واسع.