وفي رسالة مصورة وجّهها إلى المشاركين، أكد رئيس دائرة الاتصال في الرئاسة التركية، فخر الدين ألطون، أن "الناتو يُعدّ منذ تأسيسه أحد أكثر التحالفات الأمنية تأثيراً في ضمان الأمن الإقليمي والدولي"
وأشار إلى قدرة الحلف على التكيّف مع المتغيرات عبر فترات مختلفة، سواء خلال الحرب الباردة أو بعدها، مضيفاً أن “الناتو لعب دوراً مهماً ليس فقط في منطقة أوروبا الأطلسية، بل على مستوى الاستقرار العالمي أيضاً”.
وأوضح أن النظام العالمي يشهد في الوقت الراهن “تحولاً كبيراً وتغيرات شاملة، تتخللها اضطرابات كبيرة وتحولات في موازين القوى”، لافتاً إلى تنوع التحديات الأمنية وعدم اقتصار سبل مواجهتها على الوسائل العسكرية فقط.
واعتبر ألطون أن من أبرز مظاهر هذا التحول صعود التهديدات الهجينة القائمة على التكنولوجيا، وتزايد عمليات التلاعب بالمعلومات ونشر التضليل، مشدداً على أن "التحالف بات مضطراً إلى تعزيز قدراته في مواجهة هذه التحديات، ولم يعد ذلك خياراً بل ضرورة حتمية".
وقال: "شهدنا خلال العقد الأخير تصاعداً كبيراً في التهديدات الهجينة المعتمدة على التكنولوجيا، إلى جانب التلاعب بالمعلومات ونشر الأخبار المضللة، مما يجعل من الضروري تطوير استراتيجيات وسياسات جديدة تعتمد على الاتصال والإعلام والتكنولوجيا.
وأضاف: "يزداد يوماً بعد يوم حجم الحاجة إلى هذه السياسات، إذ لم تعد مواجهة هذه التهديدات ممكنة إلا عبر أدوات الاتصال الاستراتيجي والدبلوماسية العامة".
وأكد ألطون أن تعزيز الاتصال الاستراتيجي والدبلوماسية العامة لا يساهم فقط في بناء سرديات فعّالة وانتصار الحقيقة، بل يعزز أيضاً التعاون والتضامن بين الدول الأعضاء في الناتو، وهو ما يمثل عنصراً حاسماً في البحث عن أمن جماعي مشترك.
وأوضح ألطون أن تركيا، كإحدى الدول الأكثر مساهمة في مهام الناتو، أصبحت في السنوات الأخيرة مفتاحاً للسلام والعدالة إقليمياً ودولياً، بفضل جهودها الدبلوماسية وخبرتها في مجالات مكافحة التضليل وإدارة الأزمات والاتصال الاستراتيجي.
وختم بالتأكيد على استعداد تركيا للتعاون وتبادل الخبرات مع الحلفاء لتطوير استراتيجيات اتصال مبتكرة تعزز الأمن الجماعي في مواجهة التهديدات المتزايدة القائمة على المعلومات.