وأكد وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو أن بلاده تابعت الهجوم "بقلق بالغ"، مشدداً على أن باريس لم تشارك في التخطيط أو التنفيذ، فيما اعتبر وزير الخارجية الإسباني خوسيه مانويل ألباريس أن التصعيد الأخير يُظهِر "أن الحل لا يمكن أن يكون إلا عبر الدبلوماسية والمفاوضات".
من جهتها، أعربت سويسرا عن "قلق عميق"، داعية إلى استئناف المسار الدبلوماسي بشكل عاجل. وعبّر وزير الخارجية النرويجي إيسبن بارث إيدي عن قلق مماثل، مؤكداً أن "الولايات المتحدة أصبحت الآن طرفاً مباشراً في الحرب".
وفي موقف متصل، قال نائب رئيس مجلس الأمن القومي الروسي ديمتري ميدفيديف إنّ "واشنطن دخلت في صراع جديد، مع احتمال شن عملية برية، وإن النظام السياسي الإيراني بقي متماسكاً، بل وقد يزداد قوة".
أما رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، فأكدت أن "الوقت حان لحل دبلوماسي موثوق"، مشددة على أنه "يجب ألا تمتلك إيران القنبلة النووية أبداً".
ودعت ألمانيا إيران إلى الدخول في مفاوضات فورية مع الولايات المتحدة وإسرائيل، فيما أعربت إيطاليا عن أملها في "خفض التوتر بعد هذا الهجوم"، رغم إقرارها بأنه ألحق ضرراً كبيراً بالبرنامج النووي الإيراني.
إقليمياً، اعتبرت مصر أن "التصعيد يمثل تهديداً غير مقبول للأمن الإقليمي والدولي"، مؤكدة أولوية "الحل السياسي". وشاركت السعودية الموقف ذاته، مشددة على "ضرورة التوصل إلى تسوية سلمية تضمن الاستقرار".
من جهتها، أدانت باكستان الضربات، مؤكدة "حق إيران في الدفاع عن نفسها ضمن ميثاق الأمم المتحدة". ووصفت الحكومة العراقية الهجوم بأنه "تهديد خطير للسلام والاستقرار الإقليمي".
وفي أول تعليق بريطاني، قال رئيس الوزراء كير ستارمر إنّ "منع إيران من امتلاك أسلحة نووية أولوية"، مضيفاً أن "الولايات المتحدة تحركت لتقليل هذا التهديد". كذلك شدد الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي، كايا كالاس، على وجوب العودة إلى طاولة المفاوضات "لمنع التصعيد".
وفي الخليج، حذّرت قطر من أن الهجمات قد تؤدي إلى "عواقب كارثية" على المستويين الإقليمي والدولي.
كما أعربت الإمارات عن "القلق البالغ" من استمرار التوتر في المنطقة واستهداف المنشآت النووية الإيرانية، وطالبت بـ"الوقف الفوري للتصعيد".
وكذلك أدانت وزارة الخارجية العمانية الضربات الأمريكية التي استهدفت منشآت نووية في إيران فجراً، واعتبرتها "انتهاكاً خطيراً" لميثاق الأمم المتحدة.
السعودية بدورها أدانت الضربات الأمريكية ضد إيران ودعت إلى "حل سياسي يحقق الاستقرار" في المنطقة.
وأدانت كل من تشيلي وفنزويلا وكولومبيا وكوبا الهجمات على إيران، ووصفتها بأنها "انتهاك صارخ" للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة.
وفي تطور تقني، طمأن مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي السكان القريبين من المواقع المستهدفة، قائلاً: "لا نتوقع آثاراً صحية نتيجة الغارات".
من ناحيته أعلن البابا ليون الرابع عشر أن "البشرية تصرخ وتطالب بالسلام" إزاء "الأخبار المقلقة القادمة من الشرق الأوسط".
وقال البابا في ختام صلاة التبشير الأسبوعية في الفاتيكان إنّ "كل عضو في الأسرة الدولية يتحمل المسؤولية الأخلاقية بوضع حد لمأساة الحرب قبل أن تتحول إلى هاوية لا يمكن ردمها".
وفجر الأحد، دخلت الولايات المتحدة الحرب الإسرائيلية ضد إيران، بإعلان الرئيس دونالد ترمب تنفيذ هجوم "ناجح للغاية"، استهدف المواقع النووية الثلاثة الأبرز في إيران، وهي منشآت فوردو ونطنز وأصفهان.
ومنذ 13 يونيو/حزيران الجاري تشن إسرائيل بدعم أمريكي هجوماً واسعاً على إيران، استهدف منشآت نووية، وقواعد صاروخية، وقادة عسكريين، وعلماء نوويين. وردّت طهران بإطلاق صواريخ باليستية وطائرات مسيّرة باتجاه العمق الإسرائيلي، في أكبر مواجهة مباشرة بين الجانبين.