جاء ذلك في تصريحات أدلى بها أردوغان خلال مؤتمر صحفي عقب مشاركته في قمة لحلف شمال الأطلسي "ناتو"، التي عقدت يومي الثلاثاء والأربعاء بمدينة لاهاي الهولندية، إذ أوضح أن جميع الأحداث التي تهيمن على الأجندة الدولية تقريباً تقع في محيط تركيا القريب، مبيناً أنهم يسعون جاهدين لإبقائها بعيداً عن جميع هذه الأزمات.
إيران وإسرائيل
الرئيس التركي رحب باتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران، مبيناً أنهم ينتظرون التزام الأطراف "من دون شروط".
وأوضح أن التصعيد العسكري الأخير بين إسرائيل وإيران عرض المنطقة لمخاطر كبيرة، مبيناً أن تركيا أجرت اتصالات دبلوماسية مكثفة منذ اللحظة الأولى للأزمة، وأكد أن "حل المشكلات مع إيران ممكن من خلال الدبلوماسية والمفاوضات، ومنطقتنا مملوءة بالأمثلة إزاء أنه لا يمكن الوصول لأي نتيجة من خلال الحروب والدمار".
وبشأن حرب الإبادة الجماعية التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة، قال أردوغان، إن "هجمات إسرائيل حولت المأساة في غزة إلى كارثة إنسانية"، لافتاً إلى أنه "لا يمكن لأي صاحب ضمير التزام الصمت أمام هذه الوحشية".
وشدد الرئيس التركي على أنه "كما هو الحال مع جميع دول المنطقة فإن أمن إسرائيل مرتبط باستقرار وسلامة وازدهار جيرانها"، ودعا إسرائيل إلى التراجع عن موقفها الذي انتهجته في غزة.
مقاتلات "إف 35"
وفي سياق آخر، قال الرئيس أردوغان في تصريحاته خلال المؤتمر، إنه بحث مع نظيره الأمريكي دونالد ترمب مسألة مقاتلات "إف 35"، مشيراً إلى أن الأخير يحمل نية حسنة بشأن شراء أنقرة لهذه الطائرات.
وأضاف أردوغان: "ناقشنا مع ترمب مسألة مقاتلات ’إف 35’، ونرى أنه يحمل نية حسنة بشأن شرائنا هذه الطائرات التي دفعنا لأجلها ما يصل إلى 1.4 مليار دولار".
وعن شراء تركيا مقاتلات "يوروفايتر" قال أردوغان: "نواصل محادثاتنا مع بريطانيا وألمانيا وهناك تطورات إيجابية في هذا الصدد".
قرارات الناتو
وبشأن قرارات قمة الناتو، ذكر أردوغان: "قررنا خلال جلسة مجلس الناتو رفع إنفاقنا الدفاعي إلى 5% من الناتج المحلي الإجمالي خلال عشر سنوات"، وأضاف أن القرار ضروري لحلف الناتو في ظلّ تفاقم الأزمات الحالية وظهور أزمات جديدة يوماً بعد يوم.
وأكد أن الإشراك الكامل للحلفاء غير الأعضاء في مبادرات الاتحاد الأوروبي للصناعات الدفاعية سيكون من مصلحة أوروبا بأسرها، وتابع أردوغان: "قمنا بقيادة جهود لإدراج مبدأ إزالة العقبات أمام تجارة المنتجات الصناعية الدفاعية بين الحلفاء في وثائق الحلف".
وأوضح أن تركيا كانت أول من بادرت بتجسيد مفهوم إزالة العوائق أمام تجارة منتجات الصناعات الدفاعية بين الحلفاء "من دون شروط أو استثناءات"، معرباً عن أمله تطبيق هذا المفهوم بجميع عناصره.
حرب أوكرانيا
وبخصوص الحرب الروسية-الأوكرانية، ذكر الرئيس التركي أنه كانت لها آثار إقليمية وعالمية، وأن تركيا تواصل جهودها لإنهائها عبر سلام عادل ومستدام، وأضاف: "أعتقد أن هناك نافذة فرصة جديدة فتحت من أجل وقف إطلاق النار وتحقيق السلام الدائم".
وتابع: "حققنا نتائج ملموسة، مثل مبادرة حبوب البحر الأسود وتبادل أسرى الحرب، في المحادثات التي استضفناها بإسطنبول في مارس/آذار 2022، والتي لم تنته بعد"، وأردف: "هدفنا هو تمهيد الطريق لعملية تؤدي إلى سلام دائم من خلال دعم خطوات ملموسة إضافية بين الطرفين".
وأعرب أردوغان عن أمله أن تنتهي الحرب في أقرب وقت بدعم الحلفاء، مضيفاً "كما قلت دائماً، لا خاسر من السلام العادل".
مكافحة الإرهاب
وفي شأن مكافحة الإرهاب، قال الرئيس التركي: "أكدت أن مكافحة الإرهاب ليست ممكنة إلا من خلال التعاون بين الحلفاء، وساهمنا في إدراج هذا الخطر في بيان القمة".
وأكمل: "نحن الحليف الأكثر تضرراً من خطر الإرهاب، والمتأثر بشكل مباشر بالعديد من الأزمات في منطقتنا. تجري معظم الأحداث التي تُهيمن حالياً على الأجندة الدولية في جوار تركيا المباشر".
وأكد أن تركيا تسعى جاهدة لإبعاد كل هذه الأزمات والصراعات والتوترات الساخنة، وتولي أهمية كبيرة لزيادة الردع والتعزيز الدفاعي.