ونقلت وكالة "أسوشيتد برس" أمس الثلاثاء، عن مصدرين مطلعين (لم تكشف عن هويتهما) أن التقرير خلص إلى أن الضربة الأمريكية التي استهدفت منشآت فوردو ونطنز وأصفهان النووية الإيرانية "ألحقت أضراراً كبيرة بتلك المواقع، لكنها لم تؤد إلى تدمير كامل لها".
وقدر معدّو التقرير إن "جزءاً من اليورانيوم عالي التخصيب الإيراني نُقل من المواقع قبل الضربات، وبالتالي نجا منها، كما أن معظم أجهزة الطرد المركزي لم تتعرض لأضرار".
وبشأن منشأة فوردو، التي تقع داخل نفق أسفل جبل على عمق يراوح بين 80 و90 متراً، أشار التقرير إلى أن مدخلها انهار وتضررت بنى تحتية بها، لكن الهيكل الداخلي تحت الأرض لم يُدمر.
ولفت أحد المصدرين إلى أن تقييمات سابقة كانت قد حذرت من محدودية فعالية أي ضربة ضد فوردو.
وتعليقاً عما ورد بالتقرير، قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارولين ليفيت، في بيان: "تسريب هذا التقييم المزعوم محاولة واضحة للنيل من الرئيس ترمب والتقليل من نجاح الطيارين الذين نفذوا المهمة بدقة كاملة لتدمير البرنامج النووي الإيراني".
وأضافت: "الجميع يعلم أن إسقاط 14 قنبلة بزنة 30 ألف رطل على الأهداف يعني دماراً شاملاً".
وفي تصريحات متكررة خلال الأيام الماضية، قال ترمب إن الضربة الأمريكية على مواقع فوردو ونطنز وأصفهان "دمرتها تماماً"، وإن إيران "لن تتمكن أبداً من إعادة بناء منشآتها النووية".
من جانبه، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في خطاب متلفز مساء أمس الثلاثاء: "وعدتكم لعقود بأن إيران لن تمتلك سلاحاً نووياً، وبالفعل.. لقد دمرنا برنامج إيران النووي"، وفق ادعائه.
واعتبر أن انضمام الولايات المتحدة إلى إسرائيل في تنفيذ الضربات ضد إيران هو "حدث تاريخي"، موجهاً شكره لترمب.
وفي 13 يونيو/حزيران الجاري، شنت إسرائيل -بدعم أمريكي- عدواناً على إيران استمر 12 يوماً، شمل مواقع عسكرية ونووية ومنشآت مدنية واغتيال قادة عسكريين وعلماء نوويين، وأسفر عن 606 قتلى و5 آلاف و332 مصاباً، وفق وزارة الصحة الإيرانية.
وردَّت إيران باستهداف مقرات عسكرية واستخبارية إسرائيلية بصواريخ باليستية وطائرات مسيّرة، اخترق عدد كبير منها منظومات الدفاع، ما خلف دماراً وذعراً غير مسبوقين، فضلاً عن 28 قتيلاً و3 آلاف و238 جريحاً، حسب وزارة الصحة وإعلام عبري.
ومع رد إيران الصاروخي على إسرائيل وتكبيدها خسائر كبيرة، هاجمت الولايات المتحدة منشآت نووية بإيران مدعية "نهاية" برنامجها النووي، فردت طهران بقصف قاعدة "العديد" العسكرية الأمريكية بقطر، ثم أعلنت واشنطن في 24 يونيو/حزيران وقفاً لإطلاق النار بين تل أبيب وطهران.