ورحّب أردوغان بالأنباء الواردة اليوم بشأن توصل إسرائيل وإيران لاتفاق وقف إطلاق النار، ودعا الطرفين إلى الالتزام به، وذلك في مؤتمر صحفي عقده قبيل مغادرته تركيا إلى هولندا للمشاركة في قمة زعماء دول حلف شمال الأطلسي "الناتو".
وأشار إلى ضرورة اتخاذ الدول الفاعلة إجراءات ملموسة لوضع حد "لجنون" الحرب بين إيران وإسرائيل، محذراً من تبعاتها على المنطقة والعالم.
وأكد أنه لا يمكن قبول الخطوات المتهورة التي أقدمت عليها إسرائيل بدءاً من فلسطين ولبنان وسوريا واليمن وصولاً إلى إيران.
وشدد على ضرورة التوصل لوقف دائم لإطلاق النار بقطاع غزة في أسرع وقت ممكن، ووقف العدوان الإسرائيلي وتأمين وصول المساعدات الإنسانية بلا انقطاع للفلسطينيين.
وأوضح الرئيس التركي أن أنقرة تواصل بحزم موقفها المبدئي الملتزم القانون الدولي والذي يمنح الأولوية للدبلوماسية.
وتابع: "منطقتنا لا تتحمل عبء حرب ستمتد آثارها إلى العالم أجمع، ومن الصواب منح الدبلوماسية الفرصة من أجل رفع اليد عن الزناد".
وفي وقت سابق اليوم الثلاثاء، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترمب بدء سريان اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران، بعد ساعات من تأكيده التوصل إلى اتفاق كامل على وقف شامل لإطلاق النار، يدخل حيز التنفيذ خلال ست ساعات من الإعلان، ويستمر أولاً لمدة 12 ساعة قبل إعلان انتهاء الحرب رسمياً.
وجاء هذا الإعلان بعد ساعات من هجوم صاروخي إيراني استهدف قاعدة العديد الأمريكية في قطر ضمن ما سُمّي "عملية بشائر الفتح"، كما سبقه فجر الأحد غارات جوية أمريكية على منشآت استراتيجية في إيران، استكمالاً للدعم العسكري والاستخباري واللوجستي الذي تقدمه واشنطن لإسرائيل.
وتشهد المنطقة تصعيداً عسكرياً متبادلاً منذ 13 يونيو/حزيران الجاري، إذ تستهدف إسرائيل منشآت نووية وقواعد صاروخية وقادة وعلماء نوويين في إيران، فيما تردّ طهران باستهداف مقرات عسكرية واستخباراتية إسرائيلية بصواريخ باليستية وطائرات مسيّرة، ما أسفر عن قتلى وجرحى في الجانبين.
وأكد أردوغان أنه سيركز خلال قمة الناتو واللقاءات الثنائية، إلى مجازر حكومة بنيامين نتنياهو بحق الشعب الفلسطيني، قائلاً: "سنؤكد على ضرورة إنهاء سياسة الاحتلال والدمار المستمرة منذ 21 شهراً".
وفيما يخص الملف السوري، أكد أردوغان أن الإدارة الجديدة عازمة على محاربة جميع التنظيمات الإرهابية بما فيها "داعش"، وأن تركيا تواصل تقديم الدعم لها.
ورداً على سؤال حول الهجوم الإرهابي الذي استهدف كنيسة في دمشق وتبنّاه تنظيم "داعش" الإرهابي، قال أردوغان: "بعد حرب داخلية دامت 13 عاماً، فإن الجهود التي تبذلها سوريا لتحقيق الاستقرار تستحق الإشادة، وأؤمن بأن الإدارة السورية لن تسمح أبداً لمن يريدون جر البلاد إلى مستقبل مليء بالصراعات".
وأضاف: "الإدارة السورية حازمة جداً بمحاربة كل التنظيمات الإرهابية ومنها داعش، ونحن ندعمها وسنواصل دعمها بهذا المسار، وأثق تماماً بأن سوريا ستحقق مستقبلاً آمناً ومزدهراً.. كما أثق بأن الإدارة الجديدة ستتخذ خطوات فعالة وتحقق تقدماً سريعاً بمكافحة الإرهاب".
والأحد، قالت وزارة الداخلية السورية إن انتحاريا من تنظيم "داعش" الإرهابي دخل كنيسة القديس مار إلياس بالعاصمة دمشق، وأطلق النار ثم فجّر نفسه بسترة ناسفة، فيما أعلنت وزارة الصحة أن عدد الضحايا بلغ 25 قتيلا و63 مصابا.
كما تطرق أردوغان إلى أنشطة وفعاليات حلف شمال الأطلسي قائلا: "تركيا تدعم بشدة تقاسم الأعباء بشكل عادل داخل الناتو وتعزيز الأمن الأوروبي"، وأشار إلى أن قمة زعماء الناتو المرتقبة ستناقش خطوات تعزيز الردع والدفاع في الحلف. وأضاف: "سنتبنى أهدافاً جديدة لزيادة الإنفاق الدفاعي للحلفاء، تركيا هي الحليف الذي يمتلك ثاني أكبر جيش بري في الناتو. ونعمل على تطوير قدراتنا الدفاعية الوطنية، ونساهم في تعزيز الردع للحلف".
وفيما يخص مفاوضات إنهاء الحرب الروسية-الأوكرانية، أوضح أردوغان أن الجهود الرامية لإنهائها بحل عادل ودائم، ستكون من محاور القمة، مشيراً إلى أن الحلفاء سيجتمعون مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، وتابع: "سنعرض جهودنا الدبلوماسية لإنهاء الحرب دون الإخلال بالتزاماتنا تجاه الحلف. وبعد انقطاع دام 3 سنوات، جمعنا الأطراف مؤخراً في إسطنبول. وساهمنا في اتخاذ وتنفيذ قرارات بخصوص تبادل الأسرى والجثامين. ونخطط لخطوات جديدة لمواصلة مفاوضات إسطنبول".
وفي 15 و16 مايو/أيار الماضي استضافت إسطنبول مفاوضات سلام بين روسيا وأوكرانيا انتهت بالتوصل إلى اتفاق على تبادل ألفي أسير بين البلدين، ومنذ 24 فبراير/ شباط 2022 تشن روسيا هجوما عسكريا على جارتها أوكرانيا وتشترط لإنهائه تخلي كييف عن الانضمام إلى كيانات عسكرية غربية، وهو ما تعتبره كييف "تدخلا" في شؤونها.