وفي اتصالاته اليومية وتصريحاته العلنية، يمزج نتنياهو بين المديح والاحترام للرئيس الأمريكي، ويحرص على التأكيد في الوقت نفسه أن الضربات على إيران تصبّ في مصلحة الأمريكيين.
وتساءل نتنياهو خلال مقابلة مع قناة فوكس نيوز، الأحد الماضي: "هل تريدون أن يمتلك هؤلاء أسلحة نووية والوسائل اللازمة لإيصالها إليكم؟".
وقال لشبكة "إيه بي سي نيوز" في اليوم التالي: "اليوم تل أبيب، وغداً نيويورك"، متحدثاً عن سعي إيران إلى تطوير صواريخ بعيدة المدى قادرة على الوصول إلى السواحل الأمريكية في المستقبل.
جاءت حملته الإعلامية الواسعة بعد محادثات مكثفة بينه وبين ترمب، لم يكن الانسجام سيد الموقف فيها باستمرار هذا العام، إذ استُقبل رئيس الوزراء الإسرائيلي مرتين في البيت الأبيض منذ عودة ترمب إلى السلطة في يناير/كانون الثاني.
وأفادت صحيفة نيويورك تايمز، نقلاً عن مصادر في الإدارة الأمريكية لم تُسمها، الثلاثاء بأن نتنياهو طلب من ترمب في اجتماع بينهما في أبريل/نيسان، قنابل خارقة للتحصينات أمريكية الصنع قادرة على الوصول إلى المنشآت النووية الإيرانية تحت الأرض، لكنَّ طلبه قوبل بالرفض.
وبعد انتخابه بفضل معارضته التدخلات الأمريكية في الخارج ومواجهته "دعاة الحرب" المفترَضين في الحزب الديمقراطي، بدا ترمب متردداً في زج واشنطن في حرب أخرى في الشرق الأوسط لا تحظى بشعبية كبيرة لدى الرأي العام.
وعندما سُئل عمَّا إذا كان قد قرر شن ضربات جوية أمريكية، قال ترمب للصحفيين في البيت الأبيض: "قد أفعل ذلك وقد لا أفعل". وأوضح، الخميس، أنه سيتخذ قراره النهائي في هذا الشأن "خلال الأسبوعين المقبلين".
وأشاد ترمب علناً بنجاح الحملة العسكرية الإسرائيلية التي جمعت بين اغتيالات محددة الأهداف لعسكريين بارزين، وتدمير الدفاعات الجوية الإيرانية، وشنّ ضربات متكررة على مواقع نووية.
وأظهر استطلاع رأي أجرته مجموعة "يوغوف" المتخصصة في الاستطلاعات لصالح مجلة "ذي إيكونوميست" نهاية الأسبوع الماضي، أن نصف الأمريكيين يعدّون إيران "عدواً" لبلدهم، فيما يصفها رُبع آخر بأنها "غير ودية".
ومنذ 13 يونيو/حزيران تشن إسرائيل، بدعمٍ أمريكي، عدواناً على إيران استهدف منشآت نووية وقواعد صاروخية وقادة عسكريين وعلماء نوويين، وردَّت طهران بإطلاق صواريخ باليستية وطائرات مسيَّرة باتجاه العمق الإسرائيلي، في أكبر مواجهة مباشرة بين الجانبين.