وفي وقت سابق من هذا الأسبوع، تحدث وزراء كل من بريطانيا وفرنسا وألمانيا، بالإضافة إلى مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، مع عراقجي.
وأكد الوزراء الأوروبيون خلال المحادثات، على ضرورة العودة إلى طاولة المفاوضات وتجنب المزيد من التصعيد. وبناء على اقتراح إيران، وافق الجانبان على الاجتماع وجهاً لوجه.
وتعقد المحادثات في جنيف، حيث جرى التوصل في 2013 إلى اتفاق مبدئي بين إيران والقوى العالمية للحد من برنامجها النووي مقابل رفع العقوبات قبل التوصل إلى اتفاق شامل في 2015.
وتأتي المحادثات بعد انهيار المفاوضات بين طهران وواشنطن، وتلويح الأخيرة بالمشاركة في الضربات الإسرائيلية على إيران.
وقال دبلوماسي أوروبي في تصريح لرويترز: "لا يستطيع الإيرانيون الجلوس مع الأمريكيين بينما نستطيع نحن.. سنقول لهم أن يعودوا إلى الطاولة لمناقشة القضية النووية قبل (وقوع) السيناريو الأسوأ، وسنتطرق إلى مخاوفنا بشأن صواريخها الباليستية ودعمها لروسيا واحتجازها لمواطنينا".
كما نقلت "رويترز" عن دبلوماسيين آخرين أنه ليس هناك توقعات كبيرة بحدوث انفراجة في جنيف، حيث ستحضر كايا كالاس مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي المحادثات أيضاً.
لكنهما قالا، إن "من الضروري الانخراط في محادثات مع إيران لأنه بمجرد توقف الحرب، سيظل برنامجها النووي من دون حل".
من جهته، قال مسؤول إيراني لرويترز، إن طهران ترحب دائماً بالدبلوماسية، لكنه حث الأوروبيين على استخدام جميع الوسائل المتاحة للضغط على إسرائيل لوقف هجماتها على بلاده.
وأمس الخميس، اجتمع وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو مع نظيره البريطاني ديفيد لامي، وأجرى اتصالات منفصلة مع وزيرة الخارجية الأسترالية بيني وانغ ووزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو، ووزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاياني، لمناقشة تطورات التصعيد الإسرائيلي-الإيراني، وفق بيان للخارجية الأمريكية.
وأضاف البيان أن الوزراء اتفقوا على أن "إيران ينبغي ألا تطور أو تمتلك سلاحاً نووياً أبداً".
ومنذ فجر 13 يونيو/حزيران الجاري تشن إسرائيل بدعم أمريكي هجوماً واسعاً على إيران استهدف منشآت نووية وقواعد صاروخية وقادة عسكريين وعلماء نوويين، وردّت طهران بإطلاق صواريخ باليستية وطائرات مسيرة باتجاه العمق الإسرائيلي، في أكبر مواجهة مباشرة بين الجانبين حتى الآن.
ووفق آخر حصيلة رسمية أعلنتها وزارة الصحة الإيرانية الاثنين، أسفرت الضربات الإسرائيلية عن مقتل 224 شخصاً وإصابة 1277 آخرين، معظمهم مدنيون.
ومع غياب تحديث رسمي جديد، أفادت منظمة "نشطاء حقوق الإنسان" (مقرها واشنطن) بأن عدد القتلى في إيران ارتفع إلى نحو 639 شخصاً، إضافة إلى أكثر من 1329 مصاباً، حتى صباح الخميس، في حصيلة تستند إلى توثيق ميداني.
في المقابل تشير أحدث التقديرات الإسرائيلية نقلاً عن وسائل إعلام عبرية بينها القناة "12"، إلى مقتل 25 شخصاً وإصابة أكثر من 800 آخرين جراء الضربات الإيرانية التي شملت موجات مكثفة من الصواريخ والطائرات المسيَّرة.
وتلوح في الأفق مخاطر توسيع الصراع مع تقارير غربية وعبرية عن إمكانية انضمام الولايات المتحدة إلى إسرائيل في عدوانها على إيران، بالتزامن مع تصريحات للرئيس الأمريكي دونالد ترمب دعا خلالها طهران إلى الاستسلام بلا شروط، ولوح بإمكانية استهداف المرشد الأعلى علي خامنئي.