وردد المشاركون الذين تجمعوا أمام المسرح البلدي في العاصمة تونس، شعارات داعمة للقضية الفلسطينية، بينها: "من النهر إلى البحر.. فلسطين ستصبح حرة"، و"صامدون في تونس وفلسطين".
وأظهرت فيديوهات نشرتها تنسيقية العمل المشترك من أجل فلسطين في تونس عبر حسابها بموقع "فيسبوك"، استقبالات شعبية للقافلة منذ دخولها معبر رأس جدير صباح الخميس، مروراً بمدنين وقابس وصفاقس.
وقدم التحالف التونسي لدعم الحق الفلسطيني (ائتلاف جمعيات مستقلة مساندة للقضية الفلسطينية) في مدينة سوسة، الحلوى للمشاركين في القافلة، فيما رفع أعضاؤه لوحات كتب عليها "نحن فخورون بمشاركتكم في قافلة الصمود"، و"كسر الحصار.. صمود وانتصار".
وأعلنت "قافلة الصمود" المغاربية لكسر الحصار على غزة الأربعاء الماضي، مغادرتها ليبيا والعودة إلى تونس، بعد إطلاق سراح آخر شخص من أعضاء القافلة، والذين جرى توقيفهم من جانب الحكومة المكلفة من البرلمان في الشرق الليبي.
وقال متحدث القافلة نبيل الشنوفي في اتصال هاتفي مع الأناضول، الخميس، إنهم في طريق العودة إلى تونس، مشيراً إلى أنهم انطلقوا من مدينة زليتن الليبية عائدين إلى تونس، بعد إفراج سلطات شرق ليبيا عن آخر الموقوفين من المشاركين في القافلة.
وسبق أن أشار مسؤولو القافلة في تصريحات سابقة إلى أن مغادرتهم ليبيا "مشروطة بعودة جميع الموقوفين"، وقالوا آنذاك، إن "هذا ما أبلغناه إلى جميع وسطاء التفاوض"، من دون إيضاحات، وفي وقت سابق، أعلن المنظمون أن قوات ليبية أوقفت سير القافلة عند مدخل سرت، بانتظار موافقة بنغازي على المرور.
والثلاثاء، شددت القافلة في بيان على "أنها لن ترجع من ليبيا إلى تونس إلا مع عودة كل الموقفين من ناشطي القافلة"، لافتة إلى أن سلطات شرق ليبيا كانت تحتجز 3 ليبيين لديها.
وأكد الشنوفي أن الليبيين الثلاثة "أطلق سراحهم فجر الأربعاء، وهم: مصعب يوسف الفارس، وأبو عجيلة علي أبو القطف، وعبد الحكيم الحمروني".
ومساء يوم الجمعة الماضي، أوقفت وزارة الداخلية بالحكومة المكلفة من البرلمان في الشرق الليبي، عدداً من المشاركين في القافلة، على خلفية "عدم حملهم جوازات سفر سارية، أو أي أوراق ثبوتية"، على حد قولها.
ومن تونس، عبرت القافلة إلى ليبيا ووصلت حتى مدينة سرت (450 كم شرق العاصمة طرابلس)، لكنها تراجعت إلى مدينة مصراتة إثر رفض حكومة الشرق الليبي مرورها نحو معبر مساعد الحدودي.
ومن هذا المعبر كانت القافلة التي تضم أكثر من 1500 ناشط من الدول المغاربية، تأمل دخول مصر من معبر السلوم، والتوجه نحو معبر رفح البري الحدودي مع قطاع غزة، احتجاجاً على الحصار وحرب الإبادة الإسرائيلية.
ومنذ سنوات تتصارع في ليبيا حكومتان، إحداهما معترف بها من الأمم المتحدة وهي حكومة الوحدة الوطنية ومقرها طرابلس (غرب)، والأخرى كلفها مجلس النواب ومقرها مدينة بنغازي (شرق).
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، تشن إسرائيل حرب إبادة جماعية بغزة، تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة النداءات الدولية كافة وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.
وخلفت الإبادة، بدعم أمريكي، نحو 186 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين، بينهم أطفال.