وذكرت وكالة الأنباء العراقية عن مصدر حكومي وصفته بـ"المسؤول" ولم تسمه، أن "هذه الخطوات تتعلق بإجراءات تخص الوجود الدبلوماسي الأمريكي في عدد من بلدان الشرق الأوسط، ولا تخص العراق فقط، إذ لم يسجل لدى الجانب العراقي أي مؤشر أمني يستدعي هذا الاخلاء".
وأضاف أن "كل المؤشرات والإيجازات الأمنية تدعم تصاعد قراءات الاستقرار واستتباب الأمن الداخلي". وأردف المصدر أن "جميع البعثات الدبلوماسية العربية والأجنبية العاملة في العراق تتمتع بأوسع مديات العمل الآمن وحرية التواصل والفاعلية وبمختلف النشاطات وعلى مستوى جميع أنحاء العراق، وليس في العاصمة بغداد فقط".
والأربعاء، نقلت وكالة أسوشيتد برس، عن مسؤولين أمريكيين لم تسمهما إن الخارجية الأمريكية تستعد لإصدار أمر بمغادرة موظفيها غير الأساسيين من سفارتها ببغداد. كما تُجيز الخارجية الأمريكية مغادرة الموظفين غير الأساسيين وأفراد عائلاتهم من البحرين والكويت، ما يمنحهم خيار مغادرة البلدين، حسب الوكالة.
إلا أن سفارة الولايات المتحدة لدى الكويت، أكدت الأربعاء، استمرار عملها المعتاد بكامل طاقمها، في بيان أصدرته "عقب إعلان صادر عن الإدارة الأمريكية بشأن تقليص حجم بعثتها الدبلوماسية في العراق"، وفق وكالة الأنباء الكويتية الرسمية "كونا".
كما نقلت صحيفة بوليتيكو عن مسؤول دفاعي أمريكي أن وزير الدفاع بيت هيغسيث أذن بالمغادرة الطوعية لأفراد عائلات العسكريين بجميع أنحاء الشرق الأوسط.
وأرجع المصدران الخطوة المرتقبة إلى وصول مفاوضات الولايات المتحدة مع إيران (جارة العراق) إلى طريق مسدود، واحتمالية حدوث اضطرابات في المنطقة.
من جانبه، قال الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان خلال لقائه ناشطين سياسيين واجتماعيين في محافظة إيلام غربي إيران، إن “أساس المحادثات مع الولايات المتحدة هو سياسات قائد الثورة، وليس الرضوخ للقوة، ولن نقبل أبداً أن تُخفّض أبحاثنا إلى الصفر ثم ننتظر موافقتهم للحصول على المواد النووية اللازمة للصناعة والطب والزراعة وغيرها من العلوم. لن نصنع قنبلة نووية، وهذه هي سياستنا النهائية”.
أما البعثة الدائمة لإيران لدى الأمم المتحدة فقد نشرت عبر حسابها في منصة إكس قائلة: “لن تُغيّر التهديدات باستخدام "القوة الساحقة" الحقائق، إيران لا تسعى لامتلاك سلاح نووي، والعسكرة الأمريكية لا تُؤجج سوى عدم الاستقرار. إرث القيادة المركزية الأمريكية CENTCOM، في تأجيج عدم الاستقرار الإقليمي، من خلال تسليح المعتدين وتمكين الجرائم الإسرائيلية، يُجرّدها من أي مصداقية للحديث عن السلام أو منع الانتشار. الدبلوماسية -وليس العسكرة- هي السبيل الوحيد للمضي قدماً”.
وتصاعدت التوترات في المنطقة في الأيام الأخيرة، إذ يبدو أن المحادثات بين الولايات المتحدة وإيران بشأن برنامجها النووي وصلت إلى طريق مسدود، ما قد ينذر باللجوء إلى الخيار العسكري.
وقال الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، في مقابلة مع بودكاست "بود فورس وان" أُذيعت الأربعاء، إن ثقته قلت بأن إيران ستوافق على وقف تخصيب اليورانيوم ضمن اتفاق نووي مع الولايات المتحدة. وتابع: "لا أرى نفس الحماسة لدى الإيرانيين لإبرام اتفاق وأعتقد أنهم سيرتكبون خطأ لكن سنرى".
والاثنين الماضي، أعلنت الخارجية الإيرانية أن الجولة السادسة من المحادثات النووية مع الولايات المتحدة ستُعقد في 15 يونيو/ حزيران الجاري، بالعاصمة العُمانية مسقط.
وتتهم الولايات المتحدة وحليفتها إسرائيل ودول أخرى، إيران بالسعي لإنتاج أسلحة نووية، بينما تقول طهران إن برنامجها مصمم لأغراض سلمية، بما في ذلك توليد الكهرباء. وتعد إسرائيل الدولة الوحيد في المنطقة التي تمتلك ترسانة نووية، وهي غير خاضعة لرقابة دولية، وتواصل منذ عقود احتلال أراضٍ عربية في فلسطين وسوريا ولبنان.
وتسعى إيران لرفع العقوبات الدولية المفروضة عليها، مقابل الحد من بعض أنشطتها النووية، بما لا يمس حقها في الاستخدام السلمي للطاقة الذرية.