وذكرت صحيفة هآرتس الإسرائيلية أن الجيش يعتقد أن أحد الصواريخ التي أطلقتها طهران كان من طراز متعدد الرؤوس، فيما نقلت إذاعة الجيش عن مصدرين أمنيين أن صاروخاً إيرانياً انفجر فوق مناطق مختلفة في وسط إسرائيل، بعد أن انشطرت منه ذخائر صغيرة سقطت في عدة مواقع، من بينها أور يهودا ويافا وسافيون.
وتحقق الجهات العسكرية في احتمال أن يكون الرأس الحربي المستخدم من نوع "القنابل العنقودية"، وهي ذخائر فرعية تنفجر على نطاق واسع.
وتزعم هيئة البث الإسرائيلية أن الحرس الثوري الإيراني يُشتبه أنه استخدم في الهجوم صواريخ مزودة برؤوس عنقودية تحتوي على ذخائر صغيرة.
في هذا السياق أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي أنه أرسل فرق تفكيك القنابل إلى المواقع المتضررة، فيما تواصل قيادة الجبهة الداخلية وسلاح الجو التحقيق في طبيعة الصواريخ المستخدمة.
من جانبه أقر المتحدث باسم الجيش إيفي ديفرين خلال مؤتمر صحفي، بأن إيران لا تزال قادرة على إطلاق الصواريخ رغم الضربات التي تعرضت لها، مضيفاً أن طهران أطلقت "عشرات الصواريخ والطائرات المسيّرة" صباح الخميس، استهدفت بعضها منشآت حيوية، من بينها "مستشفى سوروكا" في بئر السبع جنوبيّ البلاد.
واتهم ديفرين إيران بمحاولة استهداف المستشفيات عمداً لإيقاع أكبر عدد ممكن من الضحايا، وهي رواية نفتها طهران، مؤكدة أن الهجوم استهدف مقراً لقيادة الجيش الإسرائيلي يقع بالقرب من المستشفى.
في هذه الأثناء أعلنت الشرطة الإسرائيلية أنها نشرت وحدات ميدانية لمنع وسائل إعلام أجنبية من تصوير مواقع سقوط الصواريخ، في محاولة للحد من تداول المشاهد المصورة للهجمات.
وقال ديفرين: "نواصل استهداف قدرات الإطلاق الإيرانية وتعزيز دفاعاتنا الجوية"، مشيراً إلى أن الجيش الإسرائيلي ألحق أضراراً جسيمة بمئات من منصات إطلاق الصواريخ الإيرانية، بعضها أصبح خارج الخدمة، وفق تعبيره.
ورداً على سؤال بشأن إمكانية استهداف المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي، قال ديفرين إن الجيش "يعمل بتنسيق كامل مع المستوى السياسي، ويواصل تنفيذ خطة الحرب لتحقيق الأهداف المحددة"، دون تأكيد أو نفي لاحتمال استهداف شخصيات قيادية إيرانية.
وختم قائلاً: "نمرّ بأيام معقدة، لكننا مستمرون في الهجوم على جميع الجبهات، وسنواصل ضرب قلب النظام الإيراني حتى تحقيق أهدافنا".
وصباح الخميس أطلقت إيران وابلاً من الصواريخ الباليستية تجاه إسرائيل ما تسبب في إصابة 147 شخصاً بينهم 6 بجروح خطيرة وفق صحيفة "يديعوت أحرنوت"، ردّاً على العدوان الذي تشنّه تل أبيب على إيران منذ الجمعة الماضي.
وبدأت إسرائيل فجر الجمعة 13 يونيو/حزيران الجاري، بدعم أمريكي ضمني، هجوماً واسعاً على إيران بقصف مبانٍ سكنية ومنشآت نووية وقواعد صواريخ واغتيال قادة عسكريين وعلماء نوويين ومدنيين.
ومساء اليوم نفسه بدأت إيران الردّ بصواريخ باليستية وطائرات مسيّرة وخلفت إلى جانب القتلى والجرحى أضراراً مادية كبيرة، وفق مكتب الصحافة الحكومي الإسرائيلي.