ونقلت صحيفة وول ستريت جورنال، مساء الأربعاء، عن مصادر مطلعة أن ترمب أعطى الضوء الأخضر لخطط عسكرية أمريكية تستهدف إيران، لكنه أرجأ اتخاذ القرار النهائي في انتظار معرفة ما إذا كانت طهران ستتخلى عن برنامجها النووي.
وأشارت الصحيفة إلى أن منشأة فوردو الإيرانية لتخصيب اليورانيوم تُعدّ هدفاً أمريكياً محتملاً، مضيفة أن الخبراء العسكريين عموماً يرون أنها بعيدة عن متناول جميع القنابل باستثناء أقوى القنابل.
وحسب وكالة بلومبرغ، فإن كبار المسؤولين الأمريكيين يضعون اللمسات الأخيرة على خطة لضرب إيران خلال الأيام المقبلة، مع استمرار تطورات الموقف على الأرض، ما قد يغيّر طبيعة القرار.
وعُقد اجتماع حاسم في غرفة العمليات بالبيت الأبيض مساء 17 يونيو/حزيران، حضره كبار المسؤولين الأمنيين والعسكريين، إذ ناقش ترمب سيناريوهات التدخل الأمريكي، على خلفية التصعيد الإسرائيلي.
وفي تصريحات أدلى بها الرئيس الأمريكي لاحقاً من المكتب البيضاوي، أكد أنه لم يتخذ قراراً نهائياً بعد بشأن توجيه ضربة لإيران، مشيراً إلى أنه لا يسعى إلى الانخراط في صراع جديد بالمنطقة.
ويأتي هذا التوجه في وقت يواجه فيه ترمب انقساماً حاداً داخل معسكره السياسي، وخاصة بين حلفائه البارزين من تحالف "لنجعل أمريكا عظيمة مجدداً"، الذي أوصله إلى الرئاسة في انتخابات 2016 و2024. وأعرب عدد من هؤلاء الحلفاء عن مخاوفهم من التورط في صراع عسكري واسع النطاق في الشرق الأوسط، محذرين من تكرار تجربة العراق.
في المقابل، أبدى بعض الجمهوريين البارزين، مثل السيناتور لينزي غراهام، دعمهم لاحتمال تدخل عسكري، معتبرين أن إيران تمثل تهديداً وجودياً لإسرائيل، وأن على الولايات المتحدة الوقوف إلى جانب حليفتها الاستراتيجية.
وظهر الانقسام داخل الحزب الجمهوري جلياً في مناظرات إعلامية علنية، أبرزها مواجهة حادة بين تاكر كارلسون والسيناتور تيد كروز بشأن السياسة الأمريكية تجاه إيران. كما حاول نائب الرئيس جيه. دي. فانس التخفيف من حدة الجدل، مشيراً إلى ثقة مؤيديه في قرارات ترمب رغم المخاوف.
ورغم هذا الجدل، أبدى ترمب تمسكه بموقفه قائلاً: "أريد شيئاً واحداً فقط وهو ألا تمتلك إيران سلاحاً نووياً... أنا لا أريد القتال، لكن إذا كان الخيار بين القتال أو امتلاك إيران للسلاح النووي، فعليك أن تفعل ما عليك فعله".
ومنذ فجر 13 يونيو/حزيران الجاري، تشن إسرائيل بدعم أمريكي عدواناً على إيران يشمل قصف منشآت نووية وقواعد صواريخ واغتيال قادة عسكريين وعلماء نوويين، فيما ترد طهران بصواريخ باليستية وطائرات مسيرة.
وتلوح في الأفق مخاطر توسيع الصراع مع تقارير غربية وعبرية عن إمكانية انضمام الولايات المتحدة إلى إسرائيل في عدوانها على إيران، بالتزامن مع تصريحات للرئيس الأمريكي دونالد ترمب دعا خلالها طهران إلى الاستسلام من دون أي شروط، ولوح بإمكانية استهداف المرشد الأعلى علي خامنئي.