ومن المقرر أن يتوجه آلاف الأشخاص المشاركين في المسيرة العالمية إلى غزة إلى معبر رفح الحدودي بين مصر والأراضي الفلسطينية يوم الجمعة للمطالبة بزيادة وصول المساعدات الإنسانية.
وقال المتحدث باسم المسيرة سيف أبو كشك لوكالة الصحافة الفرنسية إن "أكثر من 200 مشارك جرى اعتقالهم في مطار القاهرة أو استجوابهم في فنادق في أنحاء القاهرة".
وأضاف أن المعتقلين بينهم أشخاص من الجزائر وأستراليا وفرنسا والمغرب وهولندا وإسبانيا والولايات المتحدة.
وقال أبو كشك إن ضباطاً بملابس مدنية دخلوا فنادق القاهرة يوم الأربعاء ومعهم قوائم أسماء، واستجوبوا الناشطين، وفي بعض الحالات صادروا الهواتف وفتشوا المتعلقات الشخصية. "وبعد التحقيقات جرى اعتقال البعض والإفراج عن آخرين”.
وأشار أبو كشك إلى أنه في مطار القاهرة جرى احتجاز بعض المعتقلين لساعات دون تفسير، مضيفاً أنه جرى ترحيل آخرين دون تحديد عددهم. وأضاف أن أكثر من 20 ناشطاً فرنسياً كانوا يعتزمون الانضمام إلى المسيرة احتجزوا في مطار القاهرة لمدة 18 ساعة.
وقالت المسيرة العالمية إلى غزة إنه جرى إطلاق سراح عدد من الأشخاص بعد وصول موظفين دبلوماسيين إلى مطار القاهرة لتقديم "المساعدة القنصلية للمشاركين المعتقلين".
الضغط على إسرائيل
بعد عشرين شهراً من الحرب، تواجه إسرائيل ضغوطاً دولية متزايدة للسماح بدخول مزيد من المساعدات إلى غزة، التي وصفتها الأمم المتحدة بأنها "المكان الأكثر جوعاً على وجه الأرض". ودعت إسرائيل السلطات المصرية إلى "منع وصول المتظاهرين إلى الحدود المصرية-الإسرائيلية".
وقال وزير الدفاع الإسرائيلي إسرائيل كاتس إن مثل هذه الأعمال "من شأنها أن تعرض سلامة الجنود (الإسرائيليين) للخطر ولن يُسمح بها".
وردت وزارة الخارجية المصرية على ذلك قائلة إنها تدعم الجهود الرامية إلى "الضغط على إسرائيل"، لكن أي وفود أجنبية تزور المنطقة الحدودية يجب أن تحصل على موافقة من خلال القنوات الرسمية.
قافلة شمال افريقيا
غادرت قافلة أخرى أطلق عليها اسم "الصمود" العاصمة التونسية الاثنين في حافلات وسيارات على أمل المرور عبر ليبيا ومصر -والتي يقول المنظمون إنها لم تمنح تصاريح المرور بعد- للوصول إلى غزة.
ووصلت القافلة إلى طرابلس -العاصمة الليبية التي تسيطر عليها الحكومة المعترف بها دولياً- يوم الأربعاء.
ورحبت الحكومة المنافسة في الشرق، الموالية لقوات القائد العسكري خليفة حفتر، الخميس، "بهذه المبادرة الشعبية الشجاعة"، لكنها أضافت أن على القافلة أن تحترم الضوابط التي وضعتها مصر لزيارة منطقة الحدود مع غزة.
وقالت المسيرة العالمية إلى غزة التي تنسق مع مؤسسة صمود إن نحو 4 آلاف مشارك من أكثر من 40 دولة سيشاركون في مسيرة الجمعة، وقد وصل عديد منهم بالفعل.
وبحسب الخطة، من المقرر أن يسافر المشاركون بالحافلة إلى مدينة العريش في شبه جزيرة سيناء الخاضعة لحراسة مشددة قبل السير لمسافة 50 كيلومتراً (30 ميلاً) نحو الحدود مع غزة.
ومن المقرر أن يخيم المشاركون هناك بعد ذلك قبل العودة إلى القاهرة في 19 يونيو/حزيران.
وأضاف أبو كشك أن المنظمين قدموا بالفعل عدة طلبات إلى السلطات المصرية، لكنهم "لم يتلقوا أي رد". وأضاف: "سنستمر رغم ما حدث لأن الأعداد الحالية في مصر والمتوقع وصولها كافية لتنظيم هذه المسيرة".
