من جهتها، أكدت هيئة البث الإسرائيلية تعرض إسرائيل لهجوم معقد ومركب بصواريخ وطائرات مسيرة من مصادر إيرانية ويمنية. وذكرت الإذاعة الإسرائيلية أن إطلاق الصواريخ من إيران واليمن جاء بالتزامن مع وصول أسراب من الطائرات المسيّرة إلى منطقة تل أبيب الكبرى.
وأشارت وسائل إعلام إسرائيلية إلى أن الهجوم كان واسع النطاق ومزدوجاً بين الصواريخ والطائرات المسيّرة.
وفي سياق متصل، أفادت تقارير إسرائيلية بأن القوات الجوية الإسرائيلية نفذت عملية اغتيال في اليمن. ونقلت هيئة البث الإسرائيلية عن مسؤول وصف العملية بأنها ستكون ذات أهمية بالغة في حال نجاحها.
كما نقل موقع "أكسيوس" عن مسؤول إسرائيلي رفيع المستوى أن إسرائيل حاولت استهداف رئيس هيئة الأركان العامة لجماعة الحوثيين، محمد عبد الكريم الغماري.
وأوردت القناة 12 الإسرائيلية عن مصدر أمني أن نجاح الضربة في اليمن سيكون له تأثير دراماتيكي.
وجاء هذا التصعيد في وقت أكد فيه زعيم أنصار الله الحوثيين، عبد الملك الحوثي، تأييده الرد الإيراني على إسرائيل، متوعداً تل أبيب بحرب مفتوحة ومستدامة، في كلمة متلفزة بثتها قناة المسيرة مساء السبت.
في سياق منفصل، قال مسؤول أمريكي، إن الولايات المتحدة لا تزال غير معنية بالمشاركة العسكرية المباشرة إلى جانب إسرائيل في استهداف المنشآت النووية الإيرانية، بعد يومين من تصاعد المواجهة بين البلدين وتبادل القصف. وأضاف المسؤول أن واشنطن تأمل في عودة إيران إلى طاولة المفاوضات وتحقيق السلام.
وفي الوقت ذاته، دعت وزارة الخارجية الأمريكية أمس السبت المواطنين الأمريكيين إلى مغادرة إيران فوراً، وحثت غير القادرين على المغادرة على الاستعداد للبقاء لفترات طويلة في أماكن وجودهم.
وأوضحت الخارجية أن "الحكومة الأمريكية لا تستطيع ضمان سلامة المواطنين الراغبين في مغادرة إيران عبر الوسائل المتاحة، ولهذا ننصح رعايانا بمغادرة البلاد إذا رأوا ذلك ضرورياً".
وبدأت إسرائيل فجر الجمعة، بدعم ضمني من الولايات المتحدة، هجوما واسعا على إيران بعشرات المقاتلات، سمّته "الأسد الصاعد"، وقصفت خلاله منشآت نووية وقواعد صواريخ بمناطق مختلفة واغتالت قادة عسكريين بارزين وعلماء نوويين.
وفي مساء اليوم نفسه، بدأت إيران الرد على الهجوم بسلسلة من الضربات الصاروخية الباليستية والطائرات المسيّرة، بلغ عدد موجاتها 8، خلفت قتلى وجرحى، فضلاً عن أضرار مادية كبيرة طالت مباني ومركبات.
والهجوم الإسرائيلي الحالي على إيران يعد الأوسع، ويمثل انتقالاً واضحاً من "حرب الظل" التي كانت تديرها تل أبيب ضد طهران عبر التفجيرات والاغتيالات، إلى صراع عسكري مفتوح يتجاوز ما شهده الشرق الأوسط منذ سنوات.
