وأعلنت وزارة الصحة في غزة في بيان، اليوم الأربعاء، ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي المتواصل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 إلى 55 ألفاً و104 شهداء و127 ألفاً و394 مصاباً.
وذكرت أن حصيلة الضحايا الفلسطينيين منذ استئناف إسرائيل إبادتها في 18 مارس/آذار 2025 ارتفعت إلى 4 آلاف و821 شهيداً و15 ألفاً و353 مصاباً.
كما أعلنت ارتفاع حصيلة "ضحايا المساعدات" الأمريكية-الإسرائيلية منذ 27 مايو/أيار إلى 224 شهيداً و1858 مصاباً غداة استشهاد 57 فلسطينياً وإصابة 363 الثلاثاء.
في غضون ذلك، ارتفع عدد الشهداء بقطاع غزة إلى 47 فلسطينياً، الأربعاء، بينهم 34 باحثاً عن طعام، بإطلاق نار وغارات إسرائيلية استهدفتهم منذ الصباح.
وفي أحدث الاعتداءات، استشهد 9 فلسطينيين برصاص جيش الاحتلال الإسرائيلي بمدينة رفح (جنوب)، في أثناء انتظارهم الحصول على مساعدات ضمن ما تعرف بـ"آلية المساعدات الأمريكية-الإسرائيلية".
كما انتشلت طواقم الدفاع المدني 11 جثماناً لفلسطينيين استشهدوا خلال الليلة الماضية جراء قصف إسرائيلي على أنحاء متفرقة من قطاع غزة.
وفي وقت سابق الأربعاء، استشهد فلسطينيان وأصيب آخرون بقصف استهدف تجمعاً للمدنيين في مدينة دير البلح وسط القطاع، كما استشهد 25 فلسطينياً برصاص جيش الاحتلال في أثناء انتظارهم مساعدات إنسانية قرب محور "نتساريم" جنوبي مدينة غزة.
ودفعت إسرائيل الفلسطينيين بقطاع غزة إلى المجاعة، بإغلاق المعابر لأكثر من 100 يوم، في تجويع متعمد يمهّد لتهجير قسري، حسب المكتب الإعلامي الحكومي بالقطاع.
أكثر من 2700 طفل دون الخامسة شُخّصوا بسوء تغذية حاد
في السياق، أعلنت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا"، الأربعاء، أن أكثر من 2700 طفل فلسطيني دون سن الخامسة جرى تشخيصهم بسوء تغذية حاد أواخر مايو/أيار بقطاع غزة جراء التجويع الممنهج الذي تمارسه إسرائيل.
وقالت أونروا على منصة إكس، إن الأزمة في جميع أنحاء قطاع غزة "وصلت إلى مستويات غير مسبوقة من اليأس، مع استمرار الناس في المعاناة من الجوع".
وأضافت أن "أكثر من 2700 طفل دون سن الخامسة شُخّصوا بسوء التغذية الحاد أواخر مايو/أيار الماضي".
وأشارت إلى أن "نقطة طبية واحدة فقط ما زالت تعمل بشكل جزئي شمال قطاع غزة"، لافتة إلى أن "مخزون الوقود في حالة حرجة".
وطالبت المنظمة الأممية "باستعادة الوصول الإنساني بشكل عاجل إلى قطاع غزة" الذي تحاصره إسرائيل وتمنع عنه جميع الإمدادات.
والأحد، حذرت وزارة الصحة بقطاع غزة، من توقف عمل مستشفيات مركزية عاملة جراء أزمة وقود ناجمة عن الإغلاق الإسرائيلي للمعابر منذ 2 مارس/آذار.
استهداف الباحثين عن طعام
من جانبه، اتهم المكتب الإعلامي الحكومي بقطاع غزة، الأربعاء، إسرائيل بتعمد خلق فوضى شاملة عبر تكريس سياسة تجويع الفلسطينيين واستهداف المدنيين الباحثين عن الغذاء، مؤكداً أن هذا يجري بشكل "مقصود وممنهج".
وقال المكتب في بيان إن قوات الاحتلال الإسرائيلي ترتكب منذ شهور جرائم متصاعدة بحق المدنيين المجوعين في غزة، عبر القتل المباشر أو العشوائي باستخدام الطائرات المسيّرة والدبابات، مستهدفة من يبحثون عن مساعدات غذائية لسد رمق عائلاتهم.
وأوضح البيان أنه "بعد نحو 100 يوم، بدأت محاولات إدخال مساعدات محدودة عبر شاحنات إلى مناطق متفرقة من القطاع، لكنها كانت عرضة لاستهداف مباشر من الاحتلال، أو لعمليات سطو منظمة نفذتها عصابات مسلحة مدعومة ضمنياً من إسرائيل، بهدف إشعال الفوضى الميدانية".
وأضاف: "عندما يتجمع المواطنون المجوعون بحثاً عن الطحين والغذاء، تتقدم دبابات الاحتلال وطائراته المسيّرة وتباشر إطلاق النار الكثيف والمباشر على الحشود، ما تسبب بسقوط شهداء وإصابات في مشاهد مروعة تكررت بشكل دوري".
وأشار المكتب إلى أن "المواطنين ينسحبون في نهاية المطاف نحو منازلهم من دون الحصول على الغذاء، في ظل استمرار إغلاق الاحتلال لجميع المعابر منذ 100 يوم، ومنعه إدخال المساعدات بشكل انسيابي، وعرقلته المتعمدة لعمل المؤسسات الدولية، فضلاً عن رعايته لعمليات نهب منظمة للطحين والمساعدات الغذائية".
وأكد البيان أنه "جرى توثيق آلاف الضحايا من شهداء ومصابين، بينهم مئات الإصابات الخطيرة والمفقودين".
وطالب المكتب المجتمع الدولي بالتحرك لحماية المدنيين، ووقف جرائم الاحتلال، والضغط لفتح المعابر والسماح بإدخال وتوزيع المساعدات عبر المؤسسات الأممية.
يأتي ذلك بينما تغلق إسرائيل منذ 2 مارس/آذار بشكل محكم معابر قطاع غزة أمام شاحنات إمدادات ومساعدات مكدسة على الحدود.
ولم تسمح إلا بدخول عشرات الشاحنات فقط، بينما يحتاج الفلسطينيون في غزة إلى 500 شاحنة يومياً كحد أدنى.
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 ترتكب إسرائيل -بدعم أمريكي- إبادة جماعية بغزة، تشمل قتلاً وتجويعاً وتدميراً وتهجيراً، متجاهلة النداءات الدولية وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.
وخلفت الإبادة نحو 182 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين بينهم أطفال، فضلاً عن دمار واسع.