وأوضح فيدان، عبر منشور على منصة إكس، اليوم الجمعة، أن الرئيس رجب طيب أردوغان يتابع التطورات منذ بدايتها عن كثب، وقد أُبلغ بكل المستجدات، مشيراً إلى أن المؤسسات التركية المعنية تتخذ جميع التدابير الضرورية استعداداً لأي سيناريو محتمل قد يطال البلاد.
وأشار الوزير التركي إلى استمرار التواصل المكثف مع عدد من الدول الإقليمية والدولية، من بينها إيران، والعراق، والأردن، والولايات المتحدة، في ظل التصعيد المتزايد.
وانتقد فيدان السياسات الإسرائيلية في المنطقة، قائلاً إن "على إسرائيل، التي تتسبب في مأساة إنسانية في غزة، وتؤجج الفوضى في لبنان، وتسعى لاحتلال سوريا، وتستهدف الآن إيران، أن تتخلى عن استراتيجيتها لزعزعة الاستقرار في الشرق الأوسط".
وشدد على ضرورة عدم السماح للتوترات الإقليمية بإلهاء المجتمع الدولي عن "الإبادة الجماعية المستمرة في غزة"، معتبراً أن العودة إلى المسار التفاوضي بشأن الملف النووي الإيراني، الذي أطلقه الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، هو الحل الوحيد المستدام لتهدئة النزاع النووي.
وأكد وزير الخارجية أن تركيا اتخذت كل التدابير الأمنية اللازمة على أعلى مستوى، وتواصل مراقبة الأوضاع عن كثب بالتنسيق مع شركائها في المنطقة.
ومنذ فجر الجمعة، بدأت إسرائيل، وبدعمٍ ضمنيٍّ من الولايات المتحدة، هجوماً واسعاً على إيران بأكثر من 200 مقاتلة، سمَّته "الأسد الصاعد"، قصفت خلاله منشآت نووية وقواعد صواريخ في مناطق مختلفة واغتالت قادة عسكريين بارزين وعلماء نوويين.
وأعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي أن هجومه "الاستباقي"، الذي يتواصل على موجات متتالية، جاء بتوجيهات من المستوى السياسي، فيما قال رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إن "هدف الهجوم غير المسبوق هو ضرب البنية التحتية النووية الإيرانية ومصانع الصواريخ الباليستية وعديد من القدرات العسكرية".
في المقابل، أكدت إيران حقها الشرعي في الرد على الهجوم، وتوعَّد المرشد الأعلى علي خامنئي -عبر رسالة وجهها إلى شعبه- إسرائيل، بـ"برد ساحق" يجعلها تندم على هجومها.
وهذا الهجوم الإسرائيلي هو الأوسع من نوعه على إيران، ويمثل انتقالاً واضحاً من "حرب الظل" التي كانت تديرها تل أبيب ضد طهران عبر التفجيرات والاغتيالات، إلى صراع عسكري مفتوح يتجاوز ما شهده الشرق الأوسط منذ سنوات.
وبينما وصف الرئيس الأمريكي دونالد ترمب الهجوم الإسرائيلي بـ"المثالي"، مشيراً إلى أنه منح إيران 60 يوماً للتوصل إلى اتفاق بشأن برنامجها النووي، وأن هذه المهلة انتهت أمس الخميس، تتصاعد تحركات واتصالات إقليمية، في مسعى لتجنيب المنطقة تصعيداً قد يتحول إلى حرب شاملة.