وأفادت مصادر طبية باستشهاد 27 فلسطينياً بنيران وقصف جيش الاحتلال الإسرائيلي منذ فجر اليوم، بينهم 11 من منتظري المساعدات.
وقال شهود عيان إنّ آليات جيش الاحتلال ومسيّراته أطلقت نيرانها العشوائية صوب تجمعات من المُجوّعين كانوا ينتظرون الحصول على المساعدات قرب مركز توزيع تابع للآلية الأمريكية-الإسرائيلية في منطقة محور نتساريم.
في سياق ذلك، وصف رئيس المجلس الوطني الفلسطيني روحي فتوح، السبت، استهداف الاحتلال لمدنيين يبحثون عن المساعدات الغذائية في قطاع غزة بأنه "تطهير عرقي"، في ظل تفاقم المجاعة الناجمة عن الإغلاق الإسرائيلي المشدد لأكثر من 3 أشهُر.
وقال فتوح في بيان إنّ سياسات إسرائيل في غزة "تهدد الأمن القومي، وتدفع المنطقة نحو الانفجار الواسع"، وأكد أن إسرائيل ترتكب "جريمة حرب دموية" عبر استدراج الفلسطينيين المُجوّعين بغزة إلى "مصايد الموت" التي تنصبها تحت غطاء إنساني، في إشارة إلى نقاط توزيع المساعدات الأمريكية-الإسرائيلية.
وفي شمالي القطاع، استُشهد 4 فلسطينيين وأصيب آخرون جرّاء قصف مدفعية الاحتلال حي الشجاعية شرقي مدينة غزة، واستهداف زوارقه الحربية خيام النازحين في محيط مسجد الخالدي شمال غربي المدينة.
وأفاد الدفاع المدني بوقوع إصابات جرّاء قصف الاحتلال منزلاً في جباليا البلد، فيما واصلت الزوارق إطلاق النار بكثافة على الفلسطينيين المتجمعين في شارع الرشيد قرب دوار النابلسي، في أثناء انتظارهم للمساعدات، ما أدى إلى سقوط شهداء وعدد من الإصابات.
وفي وسط القطاع، تحديداً في شارع صلاح الدين وشمال مخيم النصيرات، ارتكبت قوات الاحتلال مجزرة جديدة بحق المدنيين بعد استهدافهم بالطائرات المسيّرة والآليات العسكرية خلال انتظارهم المساعدات، ما أسفر عن استشهاد اثنين على الأقل، وإصابة 27 آخرين، بحسَب مستشفى العودة في النصيرات، الذي أعلن عن عجزه عن استيعاب الأعداد الكبيرة من الجرحى.
كما استهدفت قوات الاحتلال بشكل مباشر تجمعاً لمنتظري المساعدات قرب جسر وادي غزة، ما أدى إلى سقوط عدد من الشهداء والجرحى وسط مناشدات عاجلة لسيارات الإسعاف بالتوجه إلى الموقع.
أما في جنوب القطاع فقد قصفت مدفعية الاحتلال أبراج مدينة حمد السكنية شمال خان يونس، كما أطلقت الآليات العسكرية النار بشكل مكثف تجاه خيام النازحين في منطقة أصداء، ما تسبب في وقوع إصابات بين صفوف المدنيين.
وبعيداً عن إشراف الأمم المتحدة والمنظمات الإغاثية الدولية، بدأت تل أبيب منذ 27 مايو/أيار الماضي تنفيذ خطة توزيع مساعدات إنسانية عبر ما يُعرف بـ"مؤسسة غزة للإغاثة الإنسانية"، وهي جهة مدعومة إسرائيلياً وأمريكياً، لكنها مرفوضة من قِبل الأمم المتحدة.
يأتي ذلك فيما تغلق إسرائيل منذ 2 مارس/آذار بشكل محكم معابر قطاع غزة أمام شاحنات إمدادات ومساعدات مكدسة على الحدود.
ولم تسمح إسرائيل إلا بدخول أعداد محدودة من شاحنات المساعدات عبر معبر كرم أبو سالم، الخاضع لسيطرتها شرق مدينة رفح، في حين يحتاج الفلسطينيون في غزة إلى نحو 500 شاحنة يومياً بحد أدنى.
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 تشن إسرائيل حرب إبادة في غزة، تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة النداءات الدولية كافة، وأوامر محكمة العدل الدولية بوقفها.
وخلفت الإبادة، بدعم أمريكي، أكثر من 183 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين، ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين، بينهم أطفال.