وذكرت صحيفة "يديعوت أحرنوت" أن 7 صواريخ إيرانية أصابت تل أبيب وضواحيها، بعد إخفاق منظومات الدفاع الجوي في اعتراضها، مشيرة إلى أن إيران أطلقت في الدفعة الأولى نحو 100 صاروخ باليستي باتجاه إسرائيل.
من جهتها، أكدت قناة "14" العبرية سقوط صاروخ في تل أبيب، وتحدثت عن تصاعد أعمدة الدخان من موقع الاستهداف، بينما أشارت الإذاعة الإسرائيلية الرسمية إلى إطلاق 150 صاروخاً من إيران، جرى اعتراض معظمها، وفق زعمها.
وقالت صحيفة "يسرائيل هيوم" إن الهجمات الصاروخية الإيرانية نُفذت على ثلاث دفعات، في حين تحدثت قناة 12 عن إصابة 17 شخصاً جرّاء الضربات، ارتفع تعدادهم لاحقاً إلى 40.
وأفادت إذاعة جيش الاحتلال باندلاع حريق قرب مقر وزارة الدفاع في تل أبيب نتيجة أحد الصواريخ. كما أكدت هآرتس أن الصواريخ الإيرانية دمرت 9 مبانٍ بشكل كامل وألحقت أضراراً بمئات الشقق والمركبات في مدينة رمات غان قرب تل أبيب.
في السياق ذاته، أفادت قناة 12 بأن صافرات الإنذار دوّت في معظم أنحاء البلاد، وسط محاولات مستمرة من منظومات الدفاع الجوي لاعتراض الهجمات الإيرانية.
كما قالت إن وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس صرّح بأن طهران "تجاوزت الخطوط الحمراء" وتوعدها بـ"ثمن باهظ"، في حين أفادت هيئة البث الإسرائيلية الرسمية بأن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو "يعقد تقييماً للوضع في مجمّع تحت الأرض" بالتزامن مع الرد الإيراني.
من جانبها، قالت قناة 13 إن إسرائيل تتلقى دعماً أمريكياً في التصدي للصواريخ الإيرانية، فيما دعا الجيش المواطنين إلى عدم تداول صور لآثار القصف، حسب القناة.
وكان جيش الاحتلال قد أعلن في وقت سابق من الجمعة عن رصد إطلاق صواريخ من إيران باتجاه الأراضي الإسرائيلية، مؤكداً أن "أجهزة الدفاع الجوي تعمل على اعتراض التهديدات"، حسب بيان له على منصة "إكس".
بالمقابل، أعلن التلفزيون الإيراني الرسمي بدء هجمات بصواريخ باليستية على إسرائيل، مؤكداً إطلاق "مئات" الصواريخ نحو "الأراضي الفلسطينية المحتلة"، كما بث مشاهد حية تُظهر سقوط صواريخ على تل أبيب.
يأتي هذا التطور بعد هجوم واسع شنّته إسرائيل، فجر الجمعة، على إيران باستخدام أكثر من 200 مقاتلة في عملية أُطلق عليها اسم "الأسد الصاعد"، واستهدفت منشآت نووية وقواعد صواريخ في عدة مناطق، واغتالت خلالها قادة عسكريين بارزين وعلماء نوويين.
ووصف رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو العملية بأنها تهدف إلى "ضرب البنية التحتية النووية الإيرانية ومصانع الصواريخ الباليستية والعديد من القدرات العسكرية".
من جهته، اعتبر المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي أن من حق بلاده الرد، متوعداً إسرائيل بـ"عقاب صارم"، وفق رسالة وجهها إلى الشعب الإيراني.
وفي ظل التصعيد غير المسبوق، أغلقت عدة دول مجالاتها الجوية، وسط تحركات واتصالات إقليمية مكثفة لتفادي انزلاق المنطقة نحو حرب شاملة. فيما وصف الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترمب الهجوم الإسرائيلي بأنه "مثالي"، مشيراً إلى أنه منح إيران مهلة 60 يوماً للتوصل إلى اتفاق بشأن برنامجها النووي، وانتهت هذه المهلة الخميس.
وتتهم إسرائيل والولايات المتحدة ودول أخرى، إيران بالسعي لامتلاك أسلحة نووية، بينما تؤكد طهران أن برنامجها لأغراض سلمية. وتُعد إسرائيل الدولة الوحيدة في المنطقة التي تمتلك ترسانة نووية، دون أن تخضع لرقابة دولية.