تأتي هذه الهجمات في ظل أوضاع إنسانية كارثية يعيشها القطاع، جراء حرب الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل بحق الفلسطينيين منذ 21 شهراً.
وفي أحدث الغارات، أفادت مصادر طبية باستشهاد 3 فلسطينيين وإصابة آخرين في قصف إسرائيلي استهدف تجمع مدنيين غرب مفترق العيون في شارع النصر، غربي مدينة غزة.
وفي وقت سابق، استُشهد 7 فلسطينيين بينهم طفل، وأُصيب آخرون بقصف إسرائيلي لتجمع مدنيين بحي الشيخ رضوان شمالي مدينة غزة، وفق قول المصادر.
وسبقه بفترة وجيزة استشهاد فلسطينيين اثنين في قصف إسرائيلي استهدف منزلاً لعائلة الشرافي بحي التفاح شرقي المدينة، واستشهاد فلسطينيين آخرَين وإصابة 10 أشخاص بقصف مسيَّرة إسرائيلية تجمع مدنيين في محيط مستشفى الشفاء غربي غزة.
كما قتلت غارة نفَّذتها مسيَّرة أخرى فلسطينياً وأصابت آخرين في حي الشجاعية شرقي المدينة.
وفي وسط قطاع غزة، استُشهد فلسطينيان وأُصيب آخرون بقصف الطيران الإسرائيلي منزلاً لعائلة العديني بدير البلح.
وفي جنوب القطاع، استُشهدت الطفلة رفيف علاء خليل البريم (13 عاماً)، وأُصيب عدد من المدنيين، إثر إطلاق نار من جيش الاحتلال تجاه مجموعة من المواطنين قرب المنطقة الصناعية شمالي خان يونس.
وفي خان يونس أيضاً، قتلت مسيَّرة إسرائيلية 3 فلسطينيين عقب استهدافها تجمعاً للمدنيين قرب مسجد السنية.
وفجراً، أفادت مصادر طبية بأن جيش الاحتلال ارتكب مجزرة جديدة بحق مدنيين كانوا ينتظرون مساعدات غذائية قرب محور نتساريم وسط قطاع غزة.
ووفق المصادر، وصل 23 شهيداً وعشرات الجرحى إلى مستشفى العودة في مخيم النصيرات، جراء استهداف الجيش تجمعاً مدنياً في المنطقة.
وأفاد شهود عيان بأن عدداً من الشهداء والجرحى لا يزالون ملقين على الأرض، إذ تعذر انتشالهم بسبب خطورة الوضع واستمرار القصف.
وفي وقت متزامن، قتلت غارة جوية إسرائيلية 11 فلسطينياً وأصابت آخرين، بعد استهداف منزل مأهول لعائلة عياش في مدينة دير البلح، وفق ما أفاد به مصدر طبي في مستشفى شهداء الأقصى.
إخلاء مناطق مدينة غزة
في غضون ذلك، أنذر جيش الاحتلال الفلسطينيين بإخلاء مناطق في البلدة القديمة وحي التفاح بمدينة غزة "فوراً" قبل مهاجمتها "بقوة".
وقال متحدث الجيش أفيخاي أدرعي، في منشور على منصة إكس، إنه يدعو الفلسطينيين الموجودين "في منطقة مدينة غزة، وتحديداً البلدة القديمة وحي التفاح في البلوكات 606 و607 و719 و720" بمغادرتها فوراً باتجاه الغرب.
وأضاف: "من أجل أمنكم، أخلوا فوراً غرباً إلى المآوي المعروفة في مدينة غزة"، وهدد بشن ضربات عنيفة على ما وصفها بـ"مواقع لإطلاق صواريخ".
300 غارة خلال أسبوع
في سياق متصل، أعلن جيش الاحتلال، الجمعة، أنه شن أكثر من 300 غارة على أنحاء قطاع غزة خلال أسبوع.
وقال الجيش في بيان: "خلال الأسبوع الماضي، نفَّذت قيادة المنطقة الجنوبية أكثر من 300 غارة على أهداف في قطاع غزة".
وزعم أن الأهداف شملت "مسلحين، ومباني عسكرية، ومخازن سلاح، ومواقع إطلاق صواريخ مضادة للدروع"، على حد قوله.
"مجازر مروعة"
من جانبها، قالت حركة حماس إن جيش الاحتلال ارتكب سلسلة مجازر دامية في قطاع غزة الجمعة، أسفرت عن استشهاد 40 فلسطينياً، وأكدت أنه يهدف بذلك إلى "إبقاء هذا المشهد الوحشي قائماً ومتصاعداً".
وأضافت حماس في بيان: "في مشهد دموي يومي متكرر، يرتكب جيش الاحتلال الإرهابي اليوم سلسلة مجازر مروعة بحق أبناء شعبنا الفلسطيني في قطاع غزة، راح ضحيتها نحو أربعين شهيداً، جراء القصف على المنازل وخيام النازحين، وإطلاق النار المباشر تجاه المجوّعين حول مراكز السيطرة الصهيونية-الأمريكية على المساعدات الإنسانية".
وشددت على أن "الاحتلال يُمعن يومياً في استهداف المدنيين ضمن سياسة دموية ممنهجة، تهدف إلى إبقاء المشهد الوحشي في غزة قائماً ومتصاعداً".
وأكدت حماس أن "قتل الأطفال والنساء بات هدفاً يومياً ثابتاً في هذه الحرب الإجرامية".
تقرير أممي يُدين جيش الاحتلال
إلى ذلك، أبقت الأمم المتحدة قوات جيش الاحتلال والأمن الإسرائيلية ضمن "القائمة السوداء" للأطراف التي ترتكب انتهاكات جسيمة ضد الأطفال في مناطق النزاع خلال عام 2024.
وأشار تقرير الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش "الأطفال والنزاعات المسلحة" الذي يتضمن بيانات عام 2024 إلى أن إسرائيل ما زالت على "القائمة السوداء" هذا العام بصفتها طرفا ارتكب انتهاكات جسيمة ضد الأطفال في النزاعات المسلحة.
ووصف التقرير القوات الإسرائيلية بأنها "الطرف الذي قتل وشوه الأطفال" و"الطرف الذي هاجم المدارس و/أو المستشفيات".
وأكد وقوع 8554 "انتهاكا خطيرا" ضد 2944 طفلا فلسطينيا في غزة والضفة الغربية المحتلة والقدس الشرقية، على يد جيش الاحتلال الإسرائيلي ومستوطنين غير شرعيين.
وأشار إلى أن قوات الاحتلال الإسرائيلية اعتقلت 951 طفلا فلسطينيا، 602 منهم في الضفة الغربية، و259 في القدس الشرقية، و90 في قطاع غزة.
ولفت إلى أن إسرائيل استخدمت 27 طفلا فلسطينيا دروعا بشرية في عملياتها العسكرية في الضفة الغربية وقطاع غزة المحتلتين.
وأوضح وجود 1561 طفلا فلسطينيا من ذوي الإعاقة، منهم 1507 أصيبوا على يد قوات الاحتلال في قطاع غزة والضفة الغربية والقدس الشرقية، و54 على يد مستوطنين احتلوا أراض فلسطينية.
وذكر التقرير أن قوات الاحتلال منعت وصول المساعدات الإنسانية إلى الفلسطينيين 5091 مرة إجمالا، منها 2828 مرة في الضفة الغربية المحتلة والقدس الشرقية، و2263 مرة في قطاع غزة.
وأعرب غوتيريش في التقرير عن "قلقه العميق إزاء استمرار تصعيد الانتهاكات الجسيمة ضد الأطفال على يد قوات الاحتلال.
ويأتي التقرير الأممي في وقت ترتكب إسرائيل بدعم أمريكي منذ 7 أكتوبر 2023 إبادة جماعية بغزة، تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة النداءات الدولية كافة وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.