وذكرت هيئة البث الإسرائيلية الرسمية أن إيران أطلقت منذ بداية التصعيد وحتى عصر السبت، 4 رشقات تضمنت نحو 200 صاروخ باليستي، بينما تقول الجبهة الداخلية الإسرائيلية إنها 6 رشقات.
ونقلت صحيفة "يديعوت أحرونوت" عن مصادر عسكرية أن الضربة الإيرانية التي استهدفت تل أبيب مساء الجمعة ألحقت دماراً واسعاً بـ3 شقق بالكامل، مشيرة إلى أن الغرف المحصَّنة وحدها صمدت في وجه الهجوم.
وأكد الجيش الإسرائيلي أنه فعّل الجبهة الداخلية بالكامل، وأطلق عملية انتشار واسعة تضمنت نشر أكثر من 50 كتيبة إنقاذ وإغاثة في مختلف المناطق، بينما تستعد المؤسسات الرسمية لاحتمال تجدد الهجمات في أية لحظة.
التعليمات الأمنية التي جرى تعميمها حتى إشعار آخر لا تزال سارية، إذ تقرر تعطيل الدراسة في أنحاء البلاد كافة، إلى جانب دعوة القطاعات غير الحيوية إلى التوقف عن العمل.
وفي السياق أشارت الصحيفة إلى تفعيل نظام تحذير جديد مكون من 4 مراحل، الأولى تتضمن تنبيه مسبق قبل 15 دقيقة من التقدير بوجود رشقة محتملة، والثانية إشعار مُلحّ عبر رسائل إلكترونية قبل 10 دقائق لدخول الملاجئ، والثالثة تفعيل صافرات الإنذار قبل دقيقة ونصف، أما المرحلة الرابعة فهي إعلان إنهاء التهديد.
ومنذ فجر الجمعة، بدأت إسرائيل، بدعم ضمني من الولايات المتحدة، هجوماً واسعاً على إيران بعشرات المقاتلات، سمّته "الأسد الصاعد"، وقصفت خلاله منشآت نووية وقواعد صواريخ بمناطق مختلفة واغتالت قادة عسكريين بارزين وعلماء نوويين.
وفي مساء اليوم نفسه، بدأت إيران بعملية سمّتها "الوعد الصادق 3"، للرد على الهجوم بسلسلة من الضربات الصاروخية الباليستية والطائرات المسيّرة، بلغ عدد موجاتها حتى عصر السبت 6، ما أدى– بحسب وسائل إعلام عبرية– إلى مقتل ثلاثة إسرائيليين وإصابة 172 آخرين بجروح متفاوتة، فضلاً عن أضرار مادية كبيرة طالت مباني ومركبات.
وتحدثت وسائل إعلام إسرائيلية عن "حدث خطير جداً" في تل أبيب، عقب قصف إيراني استهدف موقعاً استراتيجياً، دون الكشف عن تفاصيل إضافية بسبب الرقابة العسكرية الصارمة وتعليمات التعتيم المفروضة.
ويعد الهجوم الإسرائيلي الحالي على إيران الأوسع من نوعه، ويمثل انتقالاً واضحاً من "حرب الظل" التي كانت تديرها تل أبيب ضد طهران عبر التفجيرات والاغتيالات، إلى صراع عسكري مفتوح يتجاوز ما شهده الشرق الأوسط منذ سنوات.