مضيق هرمز سلاح ذو حدَّين.. اقتصاد إيران والصين أول المتضررين
الهجمات على إيران
4 دقيقة قراءة
مضيق هرمز سلاح ذو حدَّين.. اقتصاد إيران والصين أول المتضررينسلّطت الضربات الأمريكية ضد منشآت إيران النووية الضوء على إمكانية إغلاق مضيق هرمز، الذي يصل ما بين الخليج العربي والمحيط الهندي ويمر منه يومياً نحو 20 مليون برميل من النفط، أي ما يعادل خُمس الإنتاج العالمي اليومي، حسب إدارة معلومات الطاقة الأمريكية.
يمر يوميا من المضيق نحو 20 مليون برميل من النفط، أي ما يعادل خمس الإنتاج العالمي اليومي، بحسب إدارة معلومات الطاقة الأميركية / AFP
23 يونيو 2025

وأفادت وسائل الإعلام الإيرانية الرسمية بأن البرلمان صوّت لصالح إغلاق المضيق، لكنها أضافت أن القرار النهائي بيد أعلى الجهات الأمنية في النظام. كما نقلت وكالة "تسنيم" الإيرانية السبت، عن القيادي بالحرس الثوري اللواء إسماعيل كوثري إن إغلاق هرمز قيد الدراسة، وطهران ستتخذ القرار الأفضل بحزم.

هذه التصريحات والضربات الأمريكية وإمكانية إغلاق المضيق انعكست على أسعار النفط. ففي تصريح أدلى به لشبكة CNN، قال روب ثاميل، كبير مديري المَحافظ في شركة "تورتويز كابيتال" المتخصصة في استثمارات الطاقة، إن مستقبل أسعار النفط مرهون برد الفعل الإيراني.

وحذر من أن أي تهديد جدّي للممرات الملاحية التي تسيطر عليها إيران، مثل مضيق هرمز، قد يدفع الأسعار إلى مستوى 100 دولار للبرميل، وهو الأعلى منذ ثلاث سنوات، وتحديداً منذ فرض العقوبات الغربية على روسيا في بداية غزوها لأوكرانيا.

الرئيس الأمريكي دونالد ترمب علّق على التطورات عبر منصة "تروث سوشيال"، قائلاً: "إلى الجميع، حافظوا على انخفاض أسعار النفط. أنا أراقبكم! أنتم تلعبون لصالح العدو. لا تفعلوا ذلك!"، في رسالة فُسّرت بأنها موجهة للفاعلين في الأسواق والقطاع النفطي.

الأسواق الآسيوية 

وفقاً لإدارة معلومات الطاقة الأمريكية، شكّلت الأسواق الآسيوية الوجهة الرئيسية لصادرات الطاقة التي تمر عبر مضيق هرمز في عام 2024، إذ استقبلت 84% من النفط الخام والمكثفات، و83% من الغاز الطبيعي المُسال المار عبر هذا الممر الحيوي.
وقد تصدّرت الصين والهند واليابان وكوريا الجنوبية قائمة المستوردين، مستحوذة مجتمعة على نحو 69% من إجمالي تدفقات النفط الخام والمكثفات المنقولة عبر المضيق خلال العام ذاته، مما يجعلها الأكثر عرضة للتأثر حال حدوث اضطرابات في الإمدادات.

وفي المقابل، أظهرت بيانات الإدارة الأمريكية أن الولايات المتحدة استوردت نحو 500 ألف برميل يومياً من النفط الخام والمكثفات من دول الخليج العربي عبر مضيق هرمز خلال عام 2024، وهو ما يمثل 7% فقط من إجمالي وارداتها من الخام والمكثفات، و2% من استهلاكها الكلي للسوائل البترولية.


وقد تراجعت هذه الكميات إلى أدنى مستوياتها منذ ما يقرب من أربعة عقود، نتيجة الارتفاع الكبير في الإنتاج المحلي الأمريكي، إلى جانب زيادة الاعتماد على الواردات من كندا.

وفي سياق التصعيد الأمني الأخير، أشارت شبكة CNN إلى أن وزارة الخارجية الصينية أكدت، في مؤتمر صحفي عقدته يوم الاثنين، الأهمية الاستراتيجية للخليج والممرات البحرية المحيطة بالنسبة للتجارة الدولية.
وشدّدت الوزارة على أن "الحفاظ على الأمن والاستقرار في هذه المنطقة يخدم المصالح المشتركة للمجتمع الدولي"، في إشارة ضمنية إلى مخاطر التصعيد بين إيران والولايات المتحدة على خطوط إمداد الطاقة العالمية.

ونقلت CNN عن المتحدث باسم الخارجية الصينية، قوه جيا كون، دعوته إلى تكثيف الجهود الدولية لخفض التوتر، محذراً من أن استمرار التصعيد في المنطقة "قد يُلحق ضرراً بالغاً بالتنمية الاقتصادية العالمية"، خصوصاً في ظل اعتماد الأسواق الآسيوية بشكل كبير على النفط والغاز المنقولين عبر مضيق هرمز.

السوق الإيرانية

وفقاً لوكالة بلومبيرغ، فإن إقدام إيران على إغلاق مضيق هرمز من شأنه أن يوجّه ضربة مباشرة وسريعة لاقتصادها، نظراً لاعتمادها الكبير على صادرات النفط التي تمر عبر هذا الممر البحري الاستراتيجي. ويُشكّل النفط المصدر الأساسي للدخل القومي الإيراني، وأي تعطيل في حركة الشحن سيكبّد طهران خسائر مالية جسيمة.

وتضيف بلومبيرغ أن هذا السيناريو لا يهدد الاقتصاد الإيراني فحسب، بل قد يفتح أيضاً جبهة سياسية معقدة مع بكين، الحليف الأبرز لطهران وأكبر مشترٍ لنفطها.

وتلعب الصين دوراً محورياً في حماية إيران دبلوماسياً، وقد استخدمت بالفعل حق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن الدولي لعرقلة قرارات غربية ضدها، ما يجعل من أي تصعيد في المضيق عامل ضغط يطال علاقات إيران مع شركائها الأساسيين.

في هذا السياق، أفادت صحيفة وول ستريت جورنال بأن شركة "ريستاد إنرجي" قدّرت ارتفاع صادرات النفط الإيرانية بنسبة تتراوح بين 30% و40% مقارنة بالمعدلات المعتادة لهذا الوقت من العام، رغم التصعيد العسكري الأخير، ما يعكس مرونة في تدفقات النفط الإيراني، لكنها تبقى رهينة استقرار الممرات البحرية.

من جانبه، حذّر نائب الرئيس الأمريكي جي دي فانس في مقابلة مع شبكة NBC من أن إقدام إيران على إغلاق مضيق هرمز سيكون بمثابة "انتحار اقتصادي"، مؤكداً أن "الاقتصاد الإيراني بأكمله يعتمد على هذا الممر الحيوي"، وأن مثل هذه الخطوة "تفتقر إلى أي منطق استراتيجي".

أما الباحث الزائر في المعهد الألماني للشؤون الدولية والأمنية، حميد رضا عزيزي، فقد صرّح لصحيفة وول ستريت جورنال بأن قرار تعطيل الملاحة في المضيق مرهون بمدى تصاعد التوتر ومدى شعور طهران بأن نظامها السياسي مهدد وجودياً. 

وبيّن أن القيادة الإيرانية قد ترى في التضحية الاقتصادية المؤقتة وسيلة للضغط على خصومها، لكنها بذلك تغامر بخسارة موردها الرئيسي من الطاقة، وتفتح على نفسها أبواب غضب داخلي واسع، إضافة إلى الإضرار بسمعتها الدولية على المدى الطويل.

مصدر:TRT Arabi
اكتشف
تفاصيل الضربة الأمريكية المفاجئة على إيران.. الخداع والسرية في "مطرقة منتصف الليل"
إيران تستهدف قواعد أمريكية في قطر والعراق.. الدوحة تدين "انتهاك سيادتها" وتحتفظ بحق الرد
أمين عام الناتو يحذّر من امتلاك إيران للسلاح النووي وسط التصعيد العسكري مع إسرائيل
بعثة للأمم المتحدة: بعض هجمات إسرائيل على إيران قد تخالف مبادئ القانون الدولي
تل أبيب تعلن اعتقال إسرائيلي يعمل لصالح طهران وإيران توقف جاسوساً "أوروبياً" يعمل لصالح الاحتلال
إيران تلوّح بوقف التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية بعد غارات أمريكية على منشآتها النووية
الوكالة الدولية للطاقة الذرية تتوقع أضراراً جسيمة في منشأة فوردو الإيرانية بعد القصف الأمريكي
روسيا تعلن إسقاط 16 مسيّرة أوكرانية.. وكييف تتهم موسكو بقتل مدنيين إثر هجمات بالصواريخ
ترمب يخالف إدارته ويعلن نجاح الضربات على إيران ويناقش مع ستارمر إعادة طهران إلى المفاوضات
عراقجي يؤكد من موسكو حق إيران في الدفاع عن نفسها ويعقد مباحثات "حاسمة" مع بوتين
هجوم صاروخي جديد على تل أبيب.. ونتنياهو يتحدث عن حصيلة القتلى الإسرائيليين
إسرائيل تهاجم أهدافاً إيرانية جديدة.. وطهران تُسقط مسيّرة وتدين عدوان واشنطن على أراضيها بمجلس الأمن
دول عربية تُدين العدوان الأمريكي على إيران وتطالب بوقف التصعيد
"إعلان إسطنبول".. دعم موحَّد لإيران وفلسطين وسوريا ورفض شامل للعدوان الإسرائيلي
إيران تطالب مجلس الأمن بإدانة العدوان الأمريكي وتحمّل واشنطن المسؤولية عن دعم "مجرم حرب"
ألق نظرة سريعة على TRT Global. شاركونا تعليقاتكم
Contact us