وشهد المعرض، مراسم توقيع مشروع مشترك بين "بايكار"، أبرز منتج للطائرات المسيّرة في تركيا، و"ليوناردو"، إحدى أكبر شركات الصناعات الدفاعية في أوروبا.
وشارك في مراسم التوقيع كل من رئيس مجلس إدارة "بايكار"، سلجوق بيرقدار، والرئيس التنفيذي لشركة ليوناردو روبرتو سينغولاني، إذ وقّعا رسمياً على اتفاق المشروع المشترك.
وعقب توقيع الاتفاق، عقد كل من سينغولاني وبيرقدار مؤتمراً صحفياً مشتركاً، أعرب خلاله سينغولاني عن سروره بتوقيع مشروع مشترك بين "بايكار" و"ليوناردو" لتطوير أنظمة جديدة، من المخطط بدء إنتاجها في وقت قريب.
وأشار سينغولاني إلى وجود فراغ في مجال الطائرات المسيّرة داخل حلف شمال الأطلسي (ناتو) وأوروبا.
وذكر أن الشركتين بدأتا العمل على دمج أنظمة الحمولة المفيدة، ويهدفان إلى تنفيذ عملية هبوط ناجحة على حاملة طائرات تابعة للبحرية الإيطالية بحلول نهاية العام الجاري.
وأوضح أنه سيبدأ الإنتاج ضمن إطار المشروع في أربعة مواقع داخل إيطاليا، من بينها "رونكي دي ليجيوناري"، وأن عملية الحصول على شهادات الاعتماد للمعدات الجديدة ستكون جزءاً من الخطة، إذ يُتوقع إصدار الشهادات بحلول عام 2026.
وفي رده على سؤال أحد الصحفيين عن الشراكة مع بايكار أشار سينغولاني إلى أنه أجرى أول زيارة لشركة بايكار قبل 7 أشهر وانبهاره بمرافق الشركة قائلاً: "ما كان مثيراً للإعجاب هو خطة الإنتاج الرائعة لديهم. رأينا هناك مئات، بل ربما آلاف الشباب، وكان متوسط أعمارهم نحو 29 عاماً".
وأضاف: "علاوة على ذلك، يجب أن تأخذوا في الاعتبار أنهم من أوائل المصدّرين في العالم. لا بد أن هناك سبباً لهذا، أليس كذلك؟ لقد حققوا نمواً سريعاً جداً. جميع المؤشرات التقنية والتجارية للشركة كانت مكتملة".
وأوضح سينغولاني أن الانطباع الإيجابي الذي كوّنوه عن مرافق بايكار دفعهم للنظر في إمكانية التكامل التكنولوجي بين الشركتين، ومن ثم قرروا المضي قدماً في تأسيس مشروع مشترك.
وشدد سينغولاني على ضرورة تعزيز قوة الجناح الشرقي لحلف الناتو، ودعا إلى تحالفات أقوى بين أوروبا وتركيا، وخصوصاً في التقنيات الجديدة.
ولم يستبعد سينغولاني دمج الأسلحة والتقنيات التركية مع ليوناردو مستقبلاً، بحسب احتياجات السوق والتكلفة.
وعلى الجانب الآخر أشار بيرقدار إلى أن اختيارهم لشركة ليوناردو جاء بسبب امتلاكها أنظمة رادار وحمولة مفيدة متطورة تكنولوجياً.
وقال بيرقدار إنهم وقعوا "شراكة تكاملية رائعة" مع شركة ليوناردو، مشيراً أيضاً إلى توقيع اتفاقية تعاون بين الشركتين.
وأكد بيرقدار أن لديهم تعاوناً جيداً مع ليوناردو ويطمحون إلى تطويره.
ومضى قائلاً: "عندما يتعلق الأمر بالأمن العالمي، من الأفضل دائماً تأسيس تحالفات، وخاصة في مجال التكنولوجيا. وإقامة شراكات والتأكد من توافق المصالح والأهداف هو الخيار الأمثل".
وأشار إلى أن هذا التعاون لا يهم فقط أوروبا وحلف الناتو، بل يعد مهماً أيضاً للأمن العالمي.
وأوضح بيرقدار أن الكوادر من الجانبين تبحث مجالات التعاون المستقبلية، بما في ذلك الفضاء، مؤكداً أن التكنولوجيا في مجال الطيران تتغير بسرعة، وهم يتابعون هذه التطورات باستمرار.
البداية مع "بيرقدار تي بي 3” و"أقنجي"
وبعد المؤتمر الصحفي، أدلى بيرقدار بتصريحات قال فيها إن "المبادرة المشتركة التي أُسست ضمن شراكة ليوناردو-بايكار بدأت عملها من اليوم. في المرحلة الأولى، سيجري التركيز على العمل على المسيرتين "بيرقدار تي بي 3" و"أقنجي".
وذكر بيرقدار أن شركة بايكار تمتلك 60% من سوق تصدير الطائرات المُسيّرة في العالم، بينما تستحوذ تركيا على 65% من هذا السوق".
وتسعى شركة بايكار بحسب بيرقدار للحفاظ على الريادة في الطائرات المسيّرة عبر الابتكار المستمر.
وأوضح أن العمل مستمر على مشروع الطائرة المقاتلة المسيرة "قزل إلما"، متوقعاً أنها ستحدث ثورة في المعارك الجوية.
وأكد بيرقدار أن هدفهم هو تحقيق الاستقلال التكنولوجي الكامل لتركيا في جميع المجالات التقنية.
ولفت بيرقدار إلى أن هذه المبادرة المشتركة بين الشركتين تعزز الروابط القائمة بالفعل بين إيطاليا وتركيا، مؤكداً أهمية تعزيز التعاون الأمني بين تركيا وأوروبا.
وأشار إلى أن العالم يمر بفترة من التحولات التكنولوجية والجيواستراتيجية، وصفها بأنها فترات معقدة لا يمكن التنبؤ فيها بموعد أو مكان اندلاع الأزمات أو الحروب.
وأضاف أن هذه العلاقات التحالفية مهمة من أجل السلام والاستقرار العالمي، مشيراً إلى أن النجاح والتطور الذي أحرزته صناعة الدفاع التركية خلال العشرين عاماً الماضية أصبح لافتاً للنظر على مستوى العالم.