ومن تونس، عبرت القافلة إلى ليبيا ووصلت حتى مدينة سرت (450 كم شرق العاصمة طرابلس)، لكنها تراجعت إلى مدينة مصراتة؛ إثر رفض حكومة الشرق الليبي مرورها نحو معبر مساعد الحدودي.
ومن هذا المعبر كانت القافلة، التي تضم أكثر من 1500 ناشط من الدول المغاربية، تأمل دخول مصر من معبر السلوم، والتوجه نحو معبر رفح البري الحدودي مع قطاع غزة؛ احتجاجاً على الحصار وحرب الإبادة الإسرائيلية.
وقال متحدث القافلة غسان الهنشيري، في تصريحات الاثنين، إن القائمين على الفاعلية قرروا عدم العودة إلى تونس إلا بإطلاق سراح الموقوفين من جانب قوات أمن الشرق الليبي.
وذكر أن عدد الموقوفين 15 شخصاً، مبيناً أنهم 3 جزائريين وتونسيان و10 ليبيين. وتابع: "كما قررنا توفير نقل آمن لمَن يريدون مغادرة القافلة والعودة إلى تونس".
ومساء الخميس، أعلن منظمو القافلة أن قوات ليبية أوقفت سيرها عند مدخل سرت، بانتظار موافقة بنغازي على المرور.
لكن صباح الأحد أفادت بأنها قررت العودة إلى آخر نقطة آمنة في مصراتة، "للمطالبة بإطلاق سراح الموقوفين الذين أوقفتهم سلطات شرق ليبيا".
وقالت وزارة الداخلية بالحكومة المكلفة من البرلمان في الشرق الليبي، مساء الجمعة، إنها "تسمح للأجانب بدخول أراضيها، بشرط حصولهم على الإجراءات القانونية الكاملة".
وأفادت بأنه "ثبت من الفحص الميداني أن عدداً من المشاركين لا يحملون جوازات سفر سارية، وبعضهم لا يملك أي أوراق ثبوتية"، وفق البيان.
الوزارة أردفت: "فضلاً عن عدم وجود أختام دخول إلى الدولة الليبية في وثائق بعضهم، ما يُعد مخالفة صريحة، ويحول دون استكمال الإجراءات القانونية اللازمة للعبور".
إسرائيل تطلق آخر 3 ناشطين من "مادلين"
في غضون ذلك، أعلن مركز "عدالة" الحقوقي العربي في إسرائيل، عبر بيان، الاثنين، أن إسرائيل أطلقت سراح آخر 3 ناشطين من السفينة "مادلين" ضمن "أسطول الحرية" لقطاع غزة، وأنهم وصلوا الأردن.
وقال المركز: "جرى صباح اليوم الإفراج عن المتطوعين الثلاثة من أسطول الحرية (الرامي لكسر الحصار عن غزة)".
وأوضح أن المتطوعين هم "ماركو فان رين (هولندي)، وباسكال موريراس (فرنسي) ويانيس محمدي (فرنسي)، ووصلوا إلى الحدود الأردنية".
وأضاف المركز أن الناشطين الثلاثة "التقوا هناك بممثلي سفارات بلدانهم في الأردن، ويجري الآن ترتيب نقلهم إلى دولهم".
وسبق لإسرائيل أن أطلقت سراح 9 ناشطين من أصل 12 اعتقلتهم على متن السفينة "مادلين"، في عملية قرصنة انتهكت بها القوانين الدولية ذات الصلة.
وفجر 9 يونيو/حزيران الجاري، استولى جيش الاحتلال الإسرائيلي على السفينة من المياه الدولية، بينما كانت في طريقها إلى قطاع غزة المحاصر لنقل مساعدات إنسانية.
وبقية الناشطين الـ12 هم الفرنسيون النائبة في البرلمان الأوروبي ريما حسن، والناشط البيئي ريفا فيارد، والصحفي بقناة "الجزيرة مباشر" عمر فياض، والطبيب الناشط بابتيست أندري.
وكذلك الناشطة السويدية بمجال المناخ غريتا ثونبرغ، والألمانية من أصل تركي ياسمين أجار، والبرازيلي تياغو أفيلا، والتركي شعيب أوردو، والإسباني سيرجيو توريبيو.
وأفاد مركز "عدالة"، في بيان الخميس الماضي، بأن "الناشطين تعرضوا في أثناء احتجازهم لسوء المعاملة وإجراءات عقابية ومعاملة عدوانية، واحتُجز اثنان منهم لفترة في الحبس الانفرادي".
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 تشن إسرائيل حرب إبادة جماعية بغزة، تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة النداءات الدولية كافة وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.
وخلفت الإبادة، بدعم أمريكي، أكثر من 184 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين، بينهم أطفال.
ومنذ 18 عاماً تحاصر إسرائيل غزة، وبات نحو 1.5 مليون فلسطيني من أصل نحو 2.4 مليون بالقطاع، بلا مأوى، بعد أن دمّرت حرب الإبادة مساكنهم.
وتحتل منذ عقود أراضي في فلسطين وسوريا ولبنان، وترفض الانسحاب منها وقيام دولة فلسطينية مستقلة، وعاصمتها القدس الشرقية، على حدود ما قبل حرب 1967.