وأعلنت وزارة الصحة في غزة، في بيانها اليوم الثلاثاء، ارتفاع حصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي المتواصل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 إلى "55 ألفا و493 شهيدا و129 ألفاً و320 مصاباً"، وأشارت إلى وصول "61 شهيدًا و37 مصاباً إلى مستشفيات القطاع خلال آخر 24 ساعة" جراء استمرار الهجمات الإسرائيلية.
وقالت وزارة الصحة في غزة، في بيان، إن 51 شخصاً استُشهدوا وأُصيب أكثر من 200 آخرين، بينهم 20 في حالة "حرجة جداً"، إثر قصف إسرائيلي استهدف تجمعاً لمواطنين كانوا ينتظرون مساعدات على "دوار التحلية" في خان يونس، موضحة أن عشرات من الجرحى نُقلوا إلى مستشفى ناصر في حالات خطيرة.
وفي هجمات متفرقة أخرى، استُشهد فلسطيني وأُصيب آخرون برصاص آليات الاحتلال الإسرائيلي استهدف تجمعاً لمنتظري مساعدات جنوب محور "نتساريم" وسط القطاع، كما استُشهد 4 فلسطينيين في قصف استهدف خيمة نازحين قرب صالة "دريم" في منطقة المواصي غرب خان يونس، وفق مصادر طبية.
وفي دير البلح، استُشهد اثنان من النازحين إثر استهداف خيمتهم في مدرسة الصلاح غرب المدينة، كما استشهدت امرأة في قصف طال محيط "برج فيصل" شمال المدينة.
وواصلت قوات الاحتلال قصفها مناطق مختلفة، ما أسفر عن سقوط شهداء وإصابات في النصيرات وحي الصبرة بمدينة غزة، فيما استُشهدت طفلة جراء قصف على شارع غزة القديم شمال القطاع.
وذكرت مصادر طبية وصول جثماني شهيدين إلى مجمع الشفاء الطبي في غزة، استُشهدا برصاص قناص إسرائيلي في شارع 10 جنوبي المدينة.
تدمير ممنهج للقطاع التعليمي
في سياق متصل، قالت وزارة التربية والتعليم العالي الفلسطينية، إن عدد الطلاب الذين استُشهدوا منذ بدء العدوان الإسرائيلي على غزة والضفة الغربية في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، بلغ 16607، بينما أُصيب 26271 آخرون.
وأفادت في بيان الثلاثاء، أن عدد الطلبة الذين استُشهدوا في قطاع غزة منذ بدء العدوان تجاوز 16470، بينما بلغ عدد المصابين 25374. وأضافت أن 137 طالباً استُشهدوا في الضفة المحتلة وأُصيب 897 آخرون، إلى جانب اعتقال 754 طالباً منذ بداية الحرب.
وأشارت الوزارة في بيان، إلى أن 914 من الكوادر التعليمية استُشهدوا وأصيب 4363 آخرون، واعتُقل أكثر من 196 في الضفة، بينما تعرّضت 352 مدرسة حكومية لأضرار جسيمة، بينها 111 دُمرت بالكامل.
كما طالت الغارات 89 مدرسة تابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا"، و20 مؤسسة تعليم عالٍ، بينها 60 مبنى جامعياً دُمّرت كلياً. واقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي 152 مدرسة و8 جامعات في الضفة الغربية، وسط استمرار سياسة التدمير الممنهج للمرافق التعليمية.
وتابعت الوزارة أن قوات الاحتلال الإسرائيلي تواصل إغلاق 6 مدارس تابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" في مدينة القدس وضواحيها، وذلك منذ الثامن من مايو/أيار الماضي.
وأوضحت أن 788 ألف طالب في غزة لا يزالون محرومين من الالتحاق بالمدارس والجامعات، بينما يُمنع طلاب الثانوية العامة في القطاع للعام الثاني من تقديم امتحاناتهم، في حين من المقرر عقد الامتحانات بالضفة بدءاً من 21 يونيو/حزيران الجاري.
تحذيرات أممية
من جانبها، قالت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، إن الاحتلال الإسرائيلي يمنع دخول الوقود إلى غزة منذ أكثر من 100 يوم، ما يهدد بوقف كامل للعمليات الإنسانية.
وأكدت الوكالة، في منشور على منصة "إكس"، أن قطاعات الصحة والمياه والغذاء والاتصالات مهددة بالتوقف نتيجة الحصار، مشددة على أن "العمليات الإنسانية لا يمكن أن تستمر دون وقود، دون الوقود، ستُزهق الأرواح".
ويعاني قطاع غزة من كارثة إنسانية متفاقمة منذ إغلاق المعابر في 2 مارس/آذار الماضي، وسط منع شامل لإدخال الغذاء والدواء والمساعدات. وبعيداً عن إشراف الأمم المتحدة والمنظمات الإغاثية الدولية، بدأت تل أبيب منذ 27 مايو/أيار الماضي، تنفيذ خطة توزيع مساعدات إنسانية عبر ما يُعرف بـ"مؤسسة غزة للإغاثة الإنسانية"، وهي جهة مدعومة إسرائيلياً وأمريكياً، لكنها مرفوضة من الأمم المتحدة.
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، ترتكب إسرائيل بدعم أمريكي، إبادة جماعية في غزة، تشمل قتلاً وتجويعاً وتدميراً وتهجيراً، متجاهلة النداءات الدولية وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.
وخلفت الإبادة أكثر من 184 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين بينهم أطفال، فضلاً عن دمار واسع.