مدينة تل أبيب ثاني أكبر المدن الإسرائيلية بعد القدس، تأسست في عام 1909. بناها اليهود على أنقاض قرى مدينة يافا الفلسطينية، بعد أن هُجّر أهلها قسراً. وهي تعتبر عاصمة لإسرائيل ومركزها الاقتصادي والتجاري والثقافي.
نشأة تل أبيب
تقع المدينة على الساحل الشرقي للبحر الأبيض المتوسط تأسست في عام 1909 بالقرب من مدينة يافا الفلسطينية، وكانت حياً صغيراً يقع شمالي يافا، في ظل الحكم العثماني لفلسطين.
تعتبر تل أبيب ثاني أكبر مدينة يسكنها الإسرائيليون في فلسطين، بحوالي 3 ملايين إسرائيلي. وهي عاصمة لإسرائيل.
تأسست تل أبيب على يد شخصين "مئير ديزنجوف" الذي ساهم بشراء الأراضي من الفلسطينيين والشخص الثاني هو المعماري "عقيفا آرييه فايس". وهم يهود قادمون من أوروبا.
في البداية كانت بيوت وأراضٍ مستأجرة من الفلسطينيين، يسكنها عدد قليل من اليهود ثم توسعت الرقعة وتحولت الحارة إلى شارع كامل مع ازدياد توافد اليهود من أوروبا، ومع نمو عدد السكان تحول الشارع إلى حي وأطلق عليه مؤقتاً "أحوزات بيت" وهو اسم النقابة التي بنت الحي.
في عام 1917 أثناء الانتداب البريطاني سمح البريطانيون لليهود بالعودة إلى الحي بعد أن طردت السلطات التركية اليهود من يافا في الحرب العالمية الأولى.
استمر توافد اليهود إلى هذا الحي، وكان أغلب المهاجرين من ذوي رؤوس الأموال ولهذا ازداد عدد المباني والشركات فيها.
في عام 1921 هاجم الفلسطينيون اليهود في يافا وانتقلوا جميعهم للعيش في تل أبيب في أكواخ وخيام إذ كانوا من الطبقة الفقيرة ولا يستطيعون بناء البيوت.
في العام ذاته في شهر مايو/أيار 1921 أعلن المندوب السامي البريطاني تل أبيب بلدةً مستقلة، وتم نقل جميع الشركات اليهودية إليها.
في عام 1923 أصبحت تل أبيب مركزاً اقتصادياً وثقافياً وعسكرياً وسياسياً لليهود، إذ تطورت بشكل كبير.
على مرور السنين ازدادت هجرة اليهود إلى تل أبيب بسبب نزاعات تحدث بينهم وبين الفلسطينيين في عام 1933 أصبحت تل أبيب مدينة وكان مؤسسها مئير ديزنغوف أول عمدة لها.
خلال الثورة الفلسطينية أنشأ اليهود ميناء منفصلاً في تل أبيب، بعد أن اعترضوا على عدم استخدام ميناء يافا بسبب سيطرة الفلسطينيين عليه.
حينها أصبح عدد اليهود في تل أبيب قرابة 120 ألفاً، وعلى هذا جرى افتتاح المدارس والكليات والمصانع وأصبحت تل أبيب مركزاً اقتصادياً لليهود وذلك في عام 1936.
عام 1948 حدثت النكبة واحتل اليهود فلسطين، حينها أصبحت تل أبيب عاصمة لإسرائيل.
وحصل هذا بعد أن هاجمت قوات يهودية (الهاغاناه) في أواخر عام 1947 وقد أقدمت على تهجير أهالي يافا، وارتكاب مجاوز شنيعة في حق الأهالي.
وقد كان عدد سكانها حوالي 100 ألف نسمة، قسم كبير منهم عبر البحر لم ينجوا تماماً فقد غرق عدد كبير من أهالي يافا في البحر حينها.
ازدادت هجرة اليهود أكثر إلى يافا ووصل عددهم إلى أكثر من مليون يهودي، ولم يبق من أهل يافا إلا قلة قليلة. في عام 1950 قرر اليهود ضم يافا إلى تل أبيب وأصبحت تعرف باسم تل أبيب-يافا
حينها إسرائيل أعلنت الحرب على يافا وقصفت قراها واستُشهد معظم أهالي هذه القرى، أقام اليهود مدينة تل أبيب على أنقاض 7 قرى فلسطينية، إذ استطاع اليهود بعد هذه الحرب تدمير عدة قرى بشكل كامل في يافا.
جرى حصر ما تبقى من أهالي مدينة يافا في حي اسمه العجمي وقد أصبحوا يمثلون 3% فقط من سكان المنطقة.
احتل الصهاينة المدينة وزاد عدد اليهود لتصبح المدينة يهودية بشكلٍ شبه كامل. وكان عدد الصهاينة آنذاك نصف مليون يهودي.
استطاع اليهود ضم يافا إلى نطاق تل أبيب، ونشر الثقافة اليهودية واستبدال كل المسميات العربية بمسميات عبرية.
واصلت تل أبيب نموها في التسعينيات واستقطاب مهاجرين جدد إليها، استثمر العديد من الأجانب في السوق الإسرائيلية. في الطرف المواجه كانت الأحياء العربية المتبقية تعاني انهياراً اقتصادياً ونقصاً في الخدمات التعليمية مع عدم وجود حلول للتطوير والترميم.
شهدت تل أبيب هجمات مسلحة متتالية في أعوام مختلفة، إذ تعرض لهجمة عراقية في حرب الخليج عام 1991، وأيضاً شنت المقاومة هجمات من قطاع غزة استهدفت بها تل أبيب خلال الأعوام 2012 و2014 و2021.
تسمية تل أبيب
يعود تاريخ إطلاق اسم تل أبيب، إلى الروائي ومؤسس الفكر الصهيوني "لثيودور هرتزل" لرواية خيالية كان قد ألفها تتحدث عن الهجرة اليهودية وعن تأسيس دولة لهم وكانت الرواية تحمل اسم "التنويلاند" وتعني باللغة العبرية (الأرض القديمة الجديدة).
تُرجمت هذه الرواية على يد مؤلف ومؤرخ صهيوني معروف اسمه "ناحوم سوكولوف" من اللغة الألمانية إلى العبرية، والذي فكر في اسم لهذه المدينة عندما احتار اليهود المقيمون بيافا المحتلة في اسم لها، لم يستقروا على اسم، حتى قرر سوكولوف اسم "تل أبيب" والذي يعني بترجمته الحرفية "تل الربيع"، أي أن "تل" تشير إلى قِدم الأرض و"أفيف" تعني الربيع باللغة العبرية وتشير إلى التجدد. ويلفظ بالعربية بـ"أبيب".
الموقع الجغرافي لمدينة تل أبيب
تقع تل أبيب على البحر الأبيض المتوسط، وتبعد عن مصب نهر العوجا بسبعة كيلومترات، وعن عاصمة فلسطين القدس نحو 60 كيلومتراً، وتبلغ مساحتها نحو 52 كيلومتراً مربعاً.
مناخ تل أبيب
يعد مناخ تل أبيب متوسطياً وفق مناخ البحر الأبيض المتوسط، أي صيف دافئ ورطب، شهر أغسطس.آب هو الأشد حرارة تصل إلى 30 درجة مئوية لكن درجة الحرارة لا تتجاوز 35 بالحد الأقصى. أما الشتاء فهو بارد وماطر، يناير/كانون الثاني هو الشهر الأشد برودة تبلغ درجة الحرارة فيه نحو 18 درجة مئوية.
سكان تل أبيب
في عام 1950 وكما ذكرنا آنفاً عدد سكانها الفلسطينيين كان قرابة 100 ألف نسمة، بعد التهجير الذي حصل لهم في العام ذاته نقص عددهم إلى 4000 فلسطيني وقد أقاموا حينها في العجمي وأحيطوا بأسلاك شائكة.
ازداد عدد الفلسطينيين في حلول عام 1958 إلى نحو 6500 مواطن فلسطيني، بينما كان عدد اليهود 50 ألف يهودياً. مع مرور السنين عاد الكثير من أهالي يافا إلى موطنهم، ترافق ذلك مع نمو عدد اليهود في المدينة.
في عام 2009 جرى إحصاء عدد سكان "تل أبيب-يافا" بنحو 400 ألف نسمة. بينما وصل عدد السكان في عام 2020 إلى 465 ألفاً معظمهم من اليهود بينما يمثل العرب نسبة قليلة من السكان.
اقتصاد تل أبيب
تعتبر صناعة التكنولوجيا من أهم محركات الاقتصاد في تل أبيب. فهي تستضيف العديد من الشركات الناشئة والمنشآت التجارية والمناطق الصناعية مثل الصناعات التكنولوجية وشركات التأمين والأوراق النقدية والبورصة.
أما قطاع الزراعة في تل أبيب فهو ضعيف جداً، في حين يمثل قطاع الخدمات 66% من الناتج الإجمالي المحلي في اقتصاد إسرائيل وذلك حسب وكالة الاستخبارات الأمريكية 2012، فهو يوظف 77% من القوة العاملة. ويعتبر أكبر من القطاع الصناعي فهو يضم شركات ناشئة وشركات كبيرة خاصة وعامة.