ونقلت الصحيفة عن أحد التجار السودانيين قوله إنه يُضطر لدفع نحو 330 دولاراً لمقاتلي قوات "الدعم السريع"، للسماح بعبور شاحناته المحملة بالصمغ العربي من مدينة الأبيض، مركز ولاية كردفان، غربي البلاد.
وتفرض قوات "الدعم السريع" حصاراً على مدينة الأبيض منذ يونيو/حزيران 2023، وتسيطر على 3 من أصل 4 طرق رئيسية تؤدي إلى المدينة، التي تعد واحدة من المراكز الزراعية الرئيسية في السودان.
وأضاف التاجر في حديثه للصحيفة، أنه بالإضافة إلى الدفع عند نقاط التفتيش الرئيسية لـ"الدعم السريع"، يدفع تجار الصمغ العربي أيضاً بين 60 إلى 100 دولار، للمقاتلين الذين يرافقون شاحناتهم، ويخاطر التجار الذين يرفضون الدفع بخسارة بضائعهم ومركباتهم.
ويدخل الصمغ العربي، وهو عنصر غير معروف، في تكوينات بعض المنتجات الاستهلاكية الأكثر شهرة في العالم، بما في ذلك "كوكا كولا" و"M&Ms" وعلكة أوربت، بالإضافة إلى مستحضرات التجميل والعديد من الأدوية.
ويغطي حزام الصمغ العربي 13 ولاية في السودان ويتركز في أقاليم دارفور وكردفان والنيل الأزرق ومنطقة القضارف شرقي البلاد، ويمتد في مساحة 500 كلم. وتتراوح صادرات السودان من الصمغ العربي بين 90 إلى 100 ألف طن في العام، بمتوسط عائدات يبلغ 97 مليون دولار، وفق البيان الرسمي لوزارة التجارة الخارجية في البلاد.
وأشارت "وول ستريت جورنال" إلى أن الصمغ العربي، أصبح مصدراً رئيسياً في تمويل طرفي الصراع، فإلى جانب ما تجنيه قوات "الدعم السريع" من خلال سيطرتها على معظم الطرق الزراعية الرئيسية، يفرض الجيش السوداني أيضاً على التجار، الضرائب والرسوم الجمركية.
ولكن على الرغم من هذه المخاوف، لم تتخذ أغلب الشركات العالمية، التي تعتمد في صناعتها على الصمغ العربي، أي خطوات جادة بشأن ذلك.
ووفق الصحيفة، أوقفت شركة Nexira الفرنسية، التي تقول إنها تمتلك نحو 40٪ من سوق الصمغ العربي العالمي، عملياتها في السودان لمدة 3 أشهر العام الماضي، لكنها استأنفت بعد ذلك استلام شحنات الصمغ من البلاد.
وقالت متحدثة باسم الشركة: أُبلغنا مؤخراً عن "نشاط ابتزاز محتمل على الطرق السودانية".
وأضافت: "على الرغم من عدم اليقين بشأن النقل والحوادث المحتملة التي تؤثر في المحصول، فقد قررنا مواصلة شراء محاصيل الصمغ.. هذا جزء من التزامنا تجاه المجتمعات المحلية التي عملنا معها لعدة عقود".
كما قال أسامة إدريس، المدير العام لشركة "مروج للسلع" بالمملكة المتحدة، وهي شركة مستوردة للعلكة الخام والمجهزة: "أنت لا تريد أن ينفد العملاء من العلكة".
ونوه إدريس بأنه لم تعرب أي جهة من عملائه، بما في ذلك شركات الحلويات والمشروبات والنكهات، عن مخاوفها بشأن الحصول على الصمغ العربي من السودان.
وبدورها، قالت شركة "نستله"، التي تضيف الصمغ العربي إلى الشوكولاتة والحلوى الصمغية، إنه وفقاً لمورديها، فإن الكميات الصغيرة التي تستخدمها تأتي في المقام الأول من تشاد والنيجر ومالي.
وقال متحدث باسم شركة "Kisses-maker Hershey"، إن الشركة تتوقع من جميع مورديها التزام جميع القوانين في البلدان التي يعملون فيها.
وقالت متحدثة باسم "فيريرو" إن شركة صناعة الشوكولاتة لديها إجراءات صارمة، يجب على جميع مورديها التزامها، بما في ذلك التقييمات وعمليات التدقيق الميدانية.
لكن شركة FOGA Gum الهولندية، أعلنت عن إيقاف جميع أنشطتها التجارية في السودان منذ أبريل/نيسان 2023، أي بعد وقت قصير من بدء الحرب.
وأشارت إلى أنه "بسبب الحرب، ليس من الواضح من أين يأتي الصمغ في السودان، لا نريد التعاون مع أي من الطرفين".
ومنذ منتصف أبريل/نيسان 2023، يخوض الجيش السوداني بقيادة رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان، و"الدعم السريع" بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي) حرباً خلّفت نحو 15 ألف قتيل وأكثر من 8 ملايين نازح ولاجئ، وفقاً للأمم المتحدة.