تصريحات فيدان جاءت خلال مؤتمر صحفي مشترك عقده مع نظيره البوتسواني فينيو بوتالي، عقب لقائهما في العاصمة أنقرة، تناول خلاله الجانبان العلاقات الثنائية بين البلدين، وأفق التعاون المشترك في إفريقيا، وجهود السلام الدولية.
وأشار فيدان إلى دعم بوتسوانا القضية الفلسطينية وإدانتها لإسرائيل، مشدداً على أنها تتفق مع أنقرة بشأن حل الدولتين.
ولفت الوزير التركي إلى أن زيارته إلى مصر السبت الماضي كانت ضمن مساعي تركيا لوقف إطلاق النار في غزة وإيصال المساعدات الإنسانية، مضيفاً أنه سيتوجه إلى قطر اليوم لبحث الملف نفسه.
وشدّد فيدان على أن "سياسة التجويع في غزة بلغت حداً لا يطاق"، ودعا المجتمع الدولي إلى العمل المشترك لوقف التجويع وإطلاق النار في القطاع.
وأوضح أنه وبصفته رئيساً للدورة الحالية لمجلس وزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامي، وجّه دعوة للمنظمة مجدداً لعقد اجتماع لبحث قرار إسرائيل في توسيع الاحتلال في غزة، وأوضح أنهم يخططون لعقد هذا الاجتماع في مدينة جدة السعودية خلال الأيام القادمة.
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، ترتكب إسرائيل بدعم أمريكي إبادة جماعية بغزة، تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة النداءات الدولية كافة وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.
وخلّفت الإبادة الإسرائيلية 61 ألفاً و599 شهيداً و154 ألفاً و88 مصاباً من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 9 آلاف مفقود، ومئات آلاف النازحين، ومجاعة أزهقت أرواح 227 شخصاً، بينهم 103 أطفال.
وقال فيدان إن "علاقاتنا تتطور وتنمو مع الدول الإفريقية، وقد اكتسبت تركيا الثقة الكاملة في القارة"، مؤكداً حرص بلاده على "تحقيق المصالح المشتركة لجميع الأطراف والثقة بجميع حلفائها في إفريقيا، وعزمها على تقوية علاقاتها مع بوتسوانا".
وأضاف فيدان أن البلدين يسعيان "لخلق الأجواء المناسبة لتطوير الاقتصاد في تركيا وبوتسوانا"، مشيراً إلى توقيع عدة اتفاقيات بين أنقرة وغابورون تشمل الصناعات الدفاعية، بالإضافة إلى تقديم منح دراسية للطلاب البوتسوانيين للدراسة في تركيا.
من جانبه، أكد بوتالي أن بلاده تؤمن "بالحلول السلمية لجميع الصراعات"، وأنها تتوافق مع الجهود الدولية التي تبذلها أنقرة، مثمناً "جهود تركيا في إرساء السلام على المستوى العالمي".
وتابع بوتالي: "ممتنون لفتح السفارة التركية في دولتنا"، مشيراً إلى أن هذه الزيارة هي الثانية له إلى تركيا في فترة قصيرة، وهو ما يعكس أهمية العلاقات بين البلدين.
كما أعرب عن تطلّع بلاده إلى استضافة مزيد من الشركات التركية، للاستفادة من المزايا الجغرافية لبلاده. وأضاف بوتالي أن بلاده مستعدة لإقامة مجالات تعاون جديدة مع أنقرة، لافتاً إلى قوة الاقتصاد التركي.
كما تطرق بوتالي إلى جهود تركيا في مجالات التنمية، مشيراً إلى مساهمتها في التعليم والصحة والبنية التحتية والثقافة في إفريقيا، ودور وكالة التعاون والتنسيق التركية (تيكا) في تنفيذ مشروعات متنوعة بنشاط كبير، بهدف تحقيق تنمية مستدامة على مستوى القارة.
وعبر بوتالي عن سعادته بعلاقات بلاده مع تركيا، مؤكداً أن البلدين وقعا العديد من الاتفاقيات، وأعرب عن استعداده لاستضافة فيدان في زيارة محتملة إلى بوتسوانا.