وأفاد بيان صادر عن الرئاسة اللبنانية، بأن الرئيس عون تابع التطورات الأمنية في المنطقة الحدودية الشمالية-الشرقية، وأجرى سلسلة اتصالات مع قائد الجيش، العماد رودولف هيكل، الذي أطلعه على التدابير التي يتخذها الجيش اللبناني لإعادة الهدوء والاستقرار إلى تلك المناطق.
وشدد الرئيس اللبناني على "ضرورة التزام وقف إطلاق النار ووقف الاعتداءات" إلى جانب تعزيز إجراءات ضبط الحدود لمنع أي تصعيد إضافي.
من جهته، أعلن الجيش اللبناني، في بيان، أنه بدأ في الانتشار في المناطق الحدودية، بعد تنسيق مكثف بين السلطات اللبنانية والسورية لمنع تفاقم الأوضاع في ضوء التوترات الأخيرة.
وأوضح البيان أن الوحدات العسكرية المنتشرة شرعت في تنفيذ تدابير أمنية في منطقة "حوش السيد علي–الهرمل، شرقي لبنان"، تتضمن تسيير دوريات مكثفة للحفاظ على الأمن والاستقرار في المنطقة الحدودية.
وكانت وزارة الدفاع السورية قد أعلنت، الاثنين، عن اتفاق جرى التوصل إليه مع نظيرتها اللبنانية، يقضي بوقف إطلاق النار وتعزيز آليات التنسيق والتعاون بين الطرفين، من دون تقديم مزيد من التفاصيل حول طبيعة هذا الاتفاق.
ومساء الأحد تصاعد التوتر، إذ اتهمت وزارة الدفاع السورية حزب الله باختطاف وقتل ثلاثة من جنودها، محذرةً من أنها ستتخذ "جميع الإجراءات اللازمة" لمواجهة ما وصفته بـ"التصعيد الخطير" من الحزب.
من جانبه، أوضح الجيش اللبناني، في بيان أصدره الاثنين، أن منطقة "حوش السيد علي–الهرمل" تعرضت لقصف مكثف من الجانب السوري، ما دفع الوحدات العسكرية اللبنانية إلى الرد على مصادر النيران.
وتسعى الإدارة السورية إلى ضبط الأوضاع الأمنية في البلاد، وتعزيز قبضتها على الحدود مع دول الجوار ومنها لبنان، بما يشمل ملاحقة مهربي المخدرات وفلول النظام المنهار الذين يثيرون قلاقل أمنية.
وتتسم الحدود اللبنانية-السورية بتداخلها الجغرافي، إذ تتكون من جبال وأودية وسهول من دون علامات أو إشارات تدل على الحد الفاصل بين البلدين، اللذين يرتبطان بـ6 معابر حدودية برية على طول نحو 375 كلم.
وفي 8 ديسمبر/كانون الأول 2024 بسطت فصائل سورية سيطرتها على البلاد، منهية 61 عاماً من حكم نظام البعث، و53 سنة من سيطرة عائلة الأسد.
وارتبط حزب الله بعلاقات قوية مع النظام السوري المنهار، الذي حكم لمدة 24 عاماً بين عامي 2000 و2024.