وقال قائد شرطة مدينة "ري" العقيد حسين مافي، إن "قوات الاستخبارات والأمن داهمت منزلاً في المدينة، بعد تلقي بلاغ عن وجود عناصر مشبوهة، واعتقلت أفراد الخلية الإرهابية"، حسب ما أوردت وكالة "مهر" الإيرانية.
وأشار مافي إلى أن المداهمة أسفرت عن ضبط عدد كبير من الطائرات المسيّرة ومعدات لصنع طائرات مسيّرة انتحارية، إلى جانب قنابل مصنَّعة محلياً.
ولم تتحدث الشرطة الإيرانية عن عدد المعتقلين أو هوياتهم، فيما لم يصدر أي تعليق رسمي من الجانب الإسرائيلي بهذا الخصوص.
وقبل ساعات، أعلنت شرطة محافظة "البرز" الإيرانية أنها تمكنت من اعتقال عضوين من عناصر جهاز الموساد الإسرائيلي، حسب وكالة "تسنيم" الإيرانية.
ولفتت الوكالة إلى أن "العضوين كانا يعتزمان تصنيع عبوات ناسفة ومواد متفجرة، وأفخاخ تفجيرية ومعدات إلكترونية داخل منزل في مدينة ساوجبلاغ".
وتحدثت وسائل إعلام إسرائيلية في وقت سابق عن مهمات نفذها جهاز الموساد داخل الأراضي الإيرانية، خلال الضربة الافتتاحية التي شنها جيش الاحتلال فجر يوم الجمعة الماضي.
ونقلت هيئة البث العبرية الرسمية عن مصدر أمني إسرائيلي، لم تسمّه، قوله: "توجد 3 عمليات مختلفة نفذها الموساد في إيران". وفي التفاصيل، قال المصدر: "أولا، وسط إيران، عملت فرق كوماندوز تابعة للموساد على نشر أنظمة تشغيلية لأسلحة دقيقة التوجيه، في مناطق مفتوحة قرب أنظمة صواريخ أرض-جو الإيرانية".
ونوه إلى أنه "مع بداية الهجوم الإسرائيلي، وبالتوازي مع هجمات سلاح الجو في جميع أنحاء إيران، جرى تفعيل الأنظمة، وأطلقت الصواريخ الدقيقة مباشرة على الأهداف دفعة واحدة وبدقة عالية".
وتابع المصدر: "ثانيا، في حملة عملياتية أخرى لإحباط قدرات الدفاع الجوي الإيرانية التي تهدد الطائرات المقاتلة الإسرائيلية، زرع الموساد أنظمة وتقنيات هجومية متطورة على المركبات في عمليات سرية"، لافتاً إلى أنه "مع بدء الهجوم المفاجئ، جرى إطلاق الأسلحة وتدمير أنظمة الدفاع الإيرانية بالكامل".
وفي ما يتعلق بالمهمة الثالثة، قال المصدر: "أنشأ الموساد قاعدة لطائرات مسيّرة متفجرة جرى تسللها إلى قلب إيران قبل وقت طويل من الهجوم عبر عملاء الموساد"، مبيناً أنه "خلال الهجوم الإسرائيلي، جرى تفعيل طائرات مسيّرة محملة بالمتفجرات وإطلاقها على منصات إطلاق الصواريخ أرض-أرض الموجودة في قاعدة أشفق آباد قرب طهران".
وبدأت إسرائيل فجر الجمعة، بدعم ضمني من الولايات المتحدة، هجوماً واسعاً على إيران بعشرات المقاتلات، سمّته "الأسد الصاعد"، وقصفت خلاله منشآت نووية وقواعد صواريخ بمناطق مختلفة واغتالت قادة عسكريين بارزين وعلماء نوويين.
وفي مساء اليوم نفسه، بدأت إيران الرد على الهجوم بسلسلة من الضربات الصاروخية الباليستية والطائرات المسيّرة، بلغ عدد موجاتها 10 حتى مساء الأحد.
والهجوم الإسرائيلي الحالي على إيران يعد الأوسع، ويمثل انتقالاً واضحاً من "حرب الظل" التي كانت تديرها تل أبيب ضد طهران عبر التفجيرات والاغتيالات، إلى صراع عسكري مفتوح يتجاوز ما شهده الشرق الأوسط منذ سنوات.