وفي أحدث الهجمات، قتل جيش الاحتلال الإسرائيلي 7 فلسطينيين، وأصاب أكثر من 50 آخرين في مجزرة جديدة استهدفت منتظري المساعدات في محيط شارع الرشيد شمال غربي مدينة غزة، وفق مصدر طبي.
وبالتزامن، قتل جيش الاحتلال فلسطينيَّين اثنين، وأصاب آخرين في قصف استهدف مجموعة من المواطنين في محيط بوابة مستشفى المعمداني في مدينة غزة، وفق مصدر طبي.
وارتفع عدد قتلى المجزرة المروعة التي ارتكبها جيش الاحتلال في ساعات الصباح بحق منتظري المساعدات على "دوار التحلية" بمحافظة خان يونس جنوب القطاع، إلى 54 وإصابة أكثر من 200 بينهم 20 بحالة خطرة.
وأفادت وزارة الصحة الفلسطينية بأن عشرات من المصابين الذين وصلوا إلى "مستشفى ناصر" بمدينة خان يونس حالاتهم "خطيرة جداً".
وسبق أن قتل جيش الاحتلال فلسطينياً وأصاب عدداً آخر، بعضهم بجروح خطيرة بنيران آليات إسرائيلية استهدفت تجمعاً لفلسطينيين من منتظري مساعدات جنوب محور نتساريم وسط قطاع غزة، وفق مصدر طبي للأناضول.
وذكر المصدر أن 8 فلسطينيين استُشهدوا جراء قصف منزل لعائلة أبو شمالة في بلوك 10 بمخيم البريج، وسط قطاع غزة.
ووسط القطاع أيضاً، استُشهد الشاب محمد سعيد تنيرة بقصف إسرائيلي استهدف منزله غربي دير البلح.
وذكرت مصادر طبية أن فلسطينيَّين اثنين استُشهدا بقصف إسرائيلي استهدف خيمة نازحين في "مدرسة الصلاح" غرب مدينة دير البلح، وسط قطاع غزة.
كما استُشهدت سيدة، وفق المصادر نفسها، في قصف إسرائيلي استهدف خيمة نازحين في محيط "برج فيصل" شمال مدينة دير البلح.
وفي مخيم النصيرات، قالت المصادر إن فلسطينياً استُشهد جراء قصف طائرات إسرائيلية منزله.
وفي منطقة المواصي جنوب القطاع، قتل جيش الاحتلال أيضاً 10 فلسطينيين في عدة استهدافات إسرائيلية لخيم تؤوي نازحين.
وفي شمال غزة، استُشهد فلسطينيَّين اثنين، إثر إطلاق نار من قناص إسرائيلي في محيط شارع 10 جنوبي مدينة غزة، وفق مصادر طبية.
وأضافت المصادر أن طفلة فلسطينية استُشهدت نتيجة غارات إسرائيلية على شارع غزة القديم شمال قطاع غزة.
وجنوب مدينة غزة، ذكرت المصادر أن عدداً من الفلسطينيين أُصيبوا جراء قصف طائرات إسرائيلية شقة سكنية تعود لعائلة السحباني في حي الصبرة.
إدانة أممية
في غضون ذلك، قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، الثلاثاء، إن مقتل وإصابة مدنيين جنوب قطاع غزة في أثناء سعيهم للحصول على الغذاء أمر "غير مقبول"، ودعا إلى تحقيق "فوري ومستقل" بشأن ذلك.
جاء ذلك في تصريحات لنائب المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، فرحان حق، خلال مؤتمره الصحفي اليومي في جنيف، وفق ما ذكره موقع "أخبار الأمم المتحدة".
وتعليقاً على المجزرة الإسرائيلية الجديدة بحق المجوّعين في القطاع، نقل حق إدانة غوتيريش "فقدان الأرواح ووقوع إصابات بين المدنيين في غزة، الذين يتعرضون مرة أخرى، لإطلاق النار في أثناء سعيهم للحصول على الطعام".
وأكد الأمين العام للأمم المتحدة أن استهداف منتظري الطعام في ظل الحصار، أمر "غير مقبول".
وأوضح حق أن غوتيريش "يواصل الدعوة إلى إجراء تحقيق فوري ومستقل وإرساء المساءلة" بشأن تقارير عن استهداف مدنيين في غزة في مراكز توزيع المساعدات.
وأكد المسؤول الأممي أن الاحتياجات الأساسية للسكان الفلسطينيين في غزة "هائلة ولا تزال غير ملبَّاة".
وأشار حق إلى "التزامات واضحة تقع على إسرائيل بموجب القانون الإنساني الدولي للموافقة على الإغاثة الإنسانية وتسهيلها لجميع المدنيين الذين يحتاجون إليها".
وشدد على ضرورة العودة إلى إدخال المساعدات الإنسانية "فوراً وعلى نطاق واسع ودون عوائق" إلى قطاع غزة.
وأكد حق "ضرورة السماح للأمم المتحدة وجميع الجهات الفاعلة الإنسانية بالعمل بأمان وتحت ظروف الاحترام الكامل للمبادئ الإنسانية".
وبعيداً عن إشراف الأمم المتحدة والمنظمات الإغاثية الدولية، بدأت تل أبيب منذ 27 مايو/أيار الماضي، تنفيذ خطة توزيع مساعدات إنسانية عبر ما تُعرف بـ"مؤسسة غزة للإغاثة الإنسانية"، وهي جهة مدعومة إسرائيلياً وأمريكياً، لكنها مرفوضة من الأمم المتحدة.
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 ترتكب إسرائيل، بدعمٍ أمريكي، إبادة جماعية في غزة، تشمل قتلاً وتجويعاً وتدميراً وتهجيراً، متجاهلةً النداءات الدولية وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.
وخلَّفت الإبادة أكثر من 184 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، إضافةً إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين بينهم أطفال، فضلاً عن دمار واسع.