البرنامج النووي الإيراني بعد الهجوم.. خسائر محدودة أم ضربة استراتيجية؟
الهجمات على إيران
5 دقيقة قراءة
البرنامج النووي الإيراني بعد الهجوم.. خسائر محدودة أم ضربة استراتيجية؟شنّ جيش الاحتلال الإسرائيلي، فجر الجمعة، هجوماً واسع النطاق على إيران، أطلق عليه اسم "الأسد الصاعد"، استهدف خلاله منشآت نووية في عدة مناطق، إلى جانب تنفيذ عمليات اغتيال طالت قادة عسكريين وعلماء مرتبطين بالبرنامج النووي الإيراني.
وتشير آخر البيانات إلى وجود نحو 17 ألف جهاز طرد مركزي داخل نطنز، منها ما يقارب 13,500 جهاز قيد التشغيل، تقوم بتخصيب اليورانيوم إلى مستوى يبلغ نحو 5% / Reuters
17 يونيو 2025

وبحسب المعلومات المتوافرة، نُفذ الهجوم عبر غارات جوية نفذتها طائرات إسرائيلية وعناصر ميدانية، واستهدفت منشآت حيوية تُعدّ محوراً رئيساً في منظومة تخصيب اليورانيوم، التي تُشكل جوهر البرنامج النووي الإيراني.

ولم تتمكن الوكالة الدولية للطاقة الذرية حتى الآن من إجراء عمليات تفتيش ميدانية للتحقق من حجم الأضرار التي لحقت بهذه المنشآت، في ظل استمرار حالة التوتر الأمني والتصعيد السياسي.

وتمتلك إيران مخزوناً كبيراً من اليورانيوم المخصب بمستويات متعددة. ووفقاً لتقديرات الوكالة الدولية للطاقة الذرية حتى 17 مايو/أيار، فإن إيران تحتفظ بكميات من اليورانيوم المخصب بنسبة تصل إلى 60%، تكفي نظرياً لإنتاج تسع قنابل نووية إذا خضعت لمزيد من التخصيب.

أما على مستوى التخصيب المنخفض، فتحتوي المخزونات الإيرانية على ما يكفي لصنع مزيد من الأسلحة، بما في ذلك ما يُعادل مادتين لصنع قنبلتين نوويتين عند نسبة تخصيب 20%، وما يكفي لإنتاج 11 قنبلة عند نسبة تخصيب 5%، شريطة خضوعها لمراحل إضافية من التخصيب.

ووفقاً لمصادر تحدثت لوكالة رويترز، فإن الجزء الأكبر من اليورانيوم عالي التخصيب الإيراني محفوظ في منشآت بمدينة أصفهان، وتخضع لأختام مراقبة من الوكالة الدولية للطاقة الذرية. إلا أن الوكالة لم تحدد بشكل رسمي مكان التخزين بدقة، ولم توضح ما إذا كان هذا المخزون قد تأثر بالضربات الإسرائيلية الأخيرة.

وقبيل الهجوم، كانت إيران تدير ثلاث منشآت نشطة لتخصيب اليورانيوم، تُعد أعمدة رئيسية في بنيتها النووية: فوردو، نطنز، ومحطة التخصيب التجريبية في نطنز، التي تتوزع بين مواقع محصنة تحت الأرض وأخرى فوق السطح.

محطة تخصيب الوقود في نطنز 
منشأة شاسعة تحت الأرض مصممة لتحتوي على 50 ألف جهاز طرد مركزي، وهي الآلات التي تخصب اليورانيوم.

لطالما أثيرت شكوك بين خبراء عسكريين حول قدرة أي هجوم جوي، بما في ذلك من إسرائيل، على تدمير منشأة بهذه الحصانة تحت الأرض.

وتشير آخر البيانات إلى وجود نحو 17 ألف جهاز طرد مركزي داخل نطنز، منها ما يقارب 13500 جهاز قيد التشغيل، تخصّب اليورانيوم إلى مستوى يبلغ نحو 5%.

لكن التطور الأبرز جاء عقب الضربات الإسرائيلية الأخيرة، إذ أبلغ المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل جروسي، مجلس الأمن الدولي يوم الجمعة، أن الهجوم ألحق أضراراً جسيمة بالبنية التحتية الكهربائية للموقع، بما في ذلك المحطة الفرعية للطاقة، والمبنى الرئيس لإمدادات الكهرباء، وأنظمة الطوارئ والمولدات الاحتياطية.

وأوضح جروسي أنه "رغم عدم وجود مؤشرات على هجوم مباشر استهدف القاعة تحت الأرض التي تحتوي على أجهزة الطرد المركزي، فإن انقطاع التيار الكهربائي قد يكون ألحق ضرراً بها"، مستنداً إلى "معلومات متاحة للوكالة الدولية للطاقة الذرية" لم يفصح عن تفاصيلها.

ووفقاً للوكالة، زوّدت إيران المفتشين ببعض البيانات، في حين تعتمد الوكالة على صور الأقمار الصناعية لمراقبة الأضرار والتطورات داخل المنشآت النووية.


محطة التخصيب التجريبية للوقود في نطنز 

تُعد محطة التخصيب التجريبية للوقود في نطنز أصغر منشآت التخصيب الثلاث التي تمتلكها إيران، وتمتاز بكونها فوق سطح الأرض، ما جعلها هدفاً أسهل مقارنة بالمرافق المحصنة تحت الأرض.

لطالما كانت هذه المحطة مركزاً لأعمال البحث والتطوير في البرنامج النووي الإيراني، إذ احتوت على عدد محدود من أجهزة الطرد المركزي، غالباً ما كانت مرتبطة ضمن مجموعات صغيرة تعرف بـ"السلاسل".

ورغم طبيعتها التجريبية، ضمت المحطة سلسلتين من الحجم الكامل، تحتوي كل منهما على ما يصل إلى 164 جهاز طرد مركزي متقدماً، كانت تُستخدم لتخصيب اليورانيوم حتى نسبة 60%.

 ومع ذلك، فإن البيانات الأخيرة تشير إلى أن عدد الأجهزة العاملة فعلياً لم يتجاوز 201 جهاز، كانت تعمل لتخصيب اليورانيوم حتى نسبة 2%.

في الفترة الأخيرة، نُقلت معظم أنشطة البحث والتطوير من هذه المنشأة إلى محطة التخصيب الرئيسية الواقعة تحت الأرض في نطنز، إذ يشغّل أكثر من ألف جهاز طرد مركزي متقدم لتخصيب اليورانيوم حتى نسبة 5%.

وأكد المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل جروسي، أن المحطة التجريبية دُمرت بالكامل خلال الهجوم الإسرائيلي الأخير، ما يمثل ضربة مباشرة لقدرات إيران على تطوير أجهزة الطرد المركزي واختبارها في بيئة مستقلة عن المنشآت الأساسية.

محطة فوردو لتخصيب الوقود

أعلن المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل جروسي، يوم الاثنين، أن منشأة فوردو لتخصيب اليورانيوم، الواقعة في عمق جبل بإيران، لم تُظهر مؤشرات على تعرّضها لأي ضرر نتيجة الهجمات الأخيرة، بحسب المعطيات المتوافرة للوكالة.

ورغم أن عدد أجهزة الطرد المركزي العاملة في الموقع لا يتجاوز 2000 جهاز، فإن فوردو تُعد المصدر الرئيس لإنتاج اليورانيوم الإيراني المخصب بنسبة تصل إلى 60%، أي النسبة الأقرب لصناعة السلاح النووي.

 ويُفسَّر هذا الإنتاج المرتفع بأن الموقع يستخدم يورانيوماً مخصباً بنسبة 20% كمواد تغذية ضمن السلاسل، مقارنة بنسبة 5% فقط تُستخدم في المنشآت الأخرى، مثل محطة نطنز التجريبية.

وخلال الربع الأخير، أنتجت فوردو 166.6 كيلوغرام من اليورانيوم المخصب بنسبة 60%. ووفقاً لمعايير "الوكالة الدولية للطاقة الذرية"، تُعد هذه الكمية كافية -إذا ما خضعت لمزيد من التخصيب- لإنتاج أقل بقليل من أربع قنابل نووية.

بالمقابل، بلغ إنتاج محطة نطنز التجريبية نحو 19.2 كيلوغرام من اليورانيوم المخصب بالنسبة نفسها، وهي كمية لا تتجاوز نصف ما يُعد كافياً نظرياً لصناعة قنبلة واحدة.

 منشآت أخرى

أكدت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أن الهجمات الإسرائيلية الأخيرة استهدفت أربعة مبانٍ داخل المجمع النووي في مدينة أصفهان، من بينها منشأة تحويل اليورانيوم ومرافق أخرى تُجرى فيها أبحاث مرتبطة بمعدن اليورانيوم.

ويُعد تطوير تكنولوجيا معدن اليورانيوم خطوة حاسمة على الطريق نحو إنتاج سلاح نووي، إذ يُستخدم المعدن في تكوين النواة الانشطارية للرأس النووي. وإذا قررت إيران في أي وقت تصنيع سلاح نووي، فستكون بحاجة إلى تحويل اليورانيوم عالي التخصيب إلى هيئة معدنية.

وتكمن أهمية منشأة تحويل اليورانيوم في دورها الحيوي ضمن سلسلة التخصيب، إذ تُحوّل "الكعكة الصفراء" (أوكسيد اليورانيوم المركز) إلى سداسي فلوريد اليورانيوم (UF6)، وهو المركّب الغازي الذي يمكن تغذيته في أجهزة الطرد المركزي لرفع نسبة التخصيب.

وتحذّر الوكالة من أن أي تعطيل طويل الأمد لمنشأة التحويل، قد يؤدي إلى توقف عمليات تخصيب اليورانيوم في إيران، نظراً لعدم توافر المادة الخام داخلياً، إلا في حال تمكنت طهران من استيراد سداسي فلوريد اليورانيوم من مصادر خارجية، وهو أمر يخضع لعقوبات ومراقبة دولية مشددة.

اكتشف
30 صاروخاً إيرانياً على دفعتين خلال 20 دقيقة نحو إسرائيل ونتنياهو يهاتف ترمب
الاحتلال يقتل 90 فلسطينياً في غزة.. وغوتيريش يُدين المجازر بحق المجوَّعين
سي إن إن: ترمب يدرس توجيه ضربة محتملة إلى إيران.. والبيت الأبيض: الرئيس يجتمع بفريق الأمن القومي
وزير الدفاع التركي يبحث مع نظيره الروسي حرب إيران وإسرائيل
ترمب: نعرف بالضبط أين يختبئ خامنئي ويجب على إيران الاستسلام
"القسام" تعلن استهداف ناقلتَي جند في خان يونس وإيقاع أفرادهما بين قتلى وجرحى
إيران تُدين بيان مجموعة السبع وتتهم إسرائيل بشن "عدوان غير مبرَّر"
البرنامج النووي الإيراني بعد الهجوم.. خسائر محدودة أم ضربة استراتيجية؟
مهدِّداً بمصير صدام حسين.. وزير الدفاع الإسرائيلي يُحذر خامنئي ويصفه بالديكتاتور
حرب خاطفة ومدمرة أم حرب ألف يوم؟!
الضفة.. الاحتلال يعتقل عشرات الفلسطينيين ويواصل اقتحام مناطق وحصار المسجد الأقصى
قطر: وقف التصعيد بين إسرائيل وإيران هو الحل.. وجهود الوساطة لوقف إطلاق النار في غزة مستمرة
عشرات الشهداء بمجزرة جديدة في غزة.. و"الأونروا" تحذر من توقف العمليات الإنسانية كلياً
"أمر أكبر بكثير".. ترمب ينفي مزاعم ماكرون حول مغادرته قمة G7 بهدف وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران
صواريخ إيرانية تضرب مباني في تل أبيب.. وإسرائيل تزعم مقتل قائد عسكري بارز في إيران
ألق نظرة سريعة على TRT Global. شاركونا تعليقاتكم
Contact us