وأفاد نادي الأسير الفلسطيني (غير حكومي)، وهيئة شؤون الأسرى التابعة لمنظمة التحرير الفلسطينية (حكومية)، في بيان اليوم الثلاثاء، بأن "قوات الاحتلال الإسرائيلي، تواصل التصعيد من عمليات الاعتقال والتحقيق الميداني في الضّفة بوتيرة متصاعدة نسبياً، مقارنة مع الأيام التي سبقت بدء الحرب بين إيران والاحتلال".
وذكر البيان أن جيش الاحتلال اعتقل 30 فلسطينياً في الضفة بينهم أطفال وأسرى سابقين، "بذريعة وجود مواد مصورة على هواتفهم للحظات وصول الصواريخ (الإيرانية)، أو أي مواد أخرى يصنفها في إطار (التحريض)، على مواقع التواصل الاجتماعي".
وأضاف أن "الاحتلال انتهج جملة من السياسات والجرائم في مختلف المناطق التي يقتحمها وينفذ فيها عمليات الاعتقال في الضّفة".
وأوضح البيان أن من أبرز هذه الممارسات "التحقيق الميداني الذي طال المئات وشملت عائلات بأكملها، إضافة إلى اعتقال المواطنين رهائن، وتحويل المنازل إلى ثكنات عسكرية بعد إجبار أصحابها على الخروج منها، والنزوح إلى مناطق أخرى، هذا عدا عمليات التدمير المتعمدة للبنى التحتية، إلى جانب عمليات الإعدام الميداني، وعمليات الاغتيال".
وتزامناً مع ذلك، ذكر شهود عيان أن جرافات إسرائيلية تواصل عمليات الهدم في مخيم جنين شمال الضفة، حيث شرعت اليوم الثلاثاء، بهدم منازل جديدة وسط المخيم.
وكان جيش الاحتلال الإسرائيلي أعلن، مطلع يونيو/حزيران الجاري، نيته هدم 95 منزلاً جديداً في مخيم جنين، ما يعني هدم قرابة 33% من المخيم وفق بيان سابق لبلدية جنين.
يأتي ذلك بينما يواصل جيش الاحتلال عدوانه على مخيمات جنين وطولكرم ونور شمس (شمال) منذ 21 يناير/كانون الثاني الماضي.
حصار على الأقصى
ولليوم الخامس، يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي فرض إغلاق كامل على المسجد الأقصى وكنيسة القيامة.
ونقلت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا) عن محافظة القدس، قولها إن "اعتداءات الاحتلال المتفرقة أسفرت عن إصابة 5 مقدسيين بالرصاص الحي في بلدات الطور، وبير نبالا، والرام".
في المقابل، سمحت قوات الاحتلال للمستوطنين بإقامة طقوس دينية قرب المسجد الأقصى، وكثفت اقتحاماتها اليومية لبلدات وضواحي القدس، وسط انتشار عسكري على عشرات الحواجز والبوابات وجدار الفصل العنصري.
وفي حي الحردوب ببلدة الطور، قالت "وفا" إن الاحتلال أطلق الرصاص الحي على طفل (12 عاماً) وشاب (22 عاماً) فلسطينيين في أثناء وقوفهما عند باب منزلهما، ما أدى إلى إصابة الأول بيده فيما استقرت رصاصة في ظهر الثاني، وأصيب فلسطيني ثالث.
ولاحقاً، أطلق جيش الاحتلال قنابل مضيئة خلال اقتحامه البلدة. وامتدت الاقتحامات إلى حي عين اللوزة بسلوان، حيث اعتُقل عدد من الشبان الفلسطينيين بعد مداهمة منازلهم.
كما اقتحمت قوات الاحتلال بلدة شعفاط، وفتشت منزلاً في بلدة العيسوية، وأغلقت مدخل بلدة الرام بعد اقتحام ضاحية الأقباط، فيما اقتحمت بلدتي حزما والعيزرية. كما أُصيب شابان بالرصاص الحي في بير نبالا والرام ونُقلا إلى المستشفى للعلاج.
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 تشن إسرائيل بدعم أمريكي حرب إبادة جماعية في غزة، خلفت أكثر من 184 ألف شهيد وجريح فلسطيني، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين بينهم أطفال.
وبالتوازي مع الإبادة الجماعية في غزة، صعّد جيش الاحتلال الإسرائيلي والمستوطنون اعتداءاتهم بالضفة، بما فيها القدس الشرقية، ما أدى إلى استشهاد 978 فلسطينياً على الأقل، وإصابة نحو 7 آلاف آخرين، واعتقال ما يزيد على 17 ألفاً و500، وفق معطيات فلسطينية.