وأعرب منسق الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة بالسودان، شيلدون بيت، عن صدمته إزاء تقارير أفادت بوقوع هجوم واسع النطاق على الفاشر، بما في ذلك مخيم أبو شوك للنازحين، أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 40 مدنياً وإصابة 19 آخرين، وفق مصادر محلية، متهماً مقاتلين قوات الدعم السريع بالمسؤولية عن الهجوم.
وأشار بيت إلى أن الحصار المفروض على المدينة منذ 10 مايو/أيار 2024 أدى إلى قطع منافذ الخروج، ما فاقم أزمة الغذاء والمياه والرعاية الطبية، لافتاً إلى تقارير عن وفاة أكثر من 60 شخصاً، معظمهم نساء وأطفال، بسبب سوء التغذية خلال أسبوع واحد فقط.
وطالب المسؤول الأممي المجتمع الدولي بإتاحة ممرات آمنة وإيصال المساعدات دون قيود، مكرراً دعوة الأمين العام للأمم المتحدة لهدنة إنسانية عاجلة.
وفي وقت سابق، أعلنت منظمة الهجرة الدولية نزوح 500 شخص من مخيم أبو شوك إلى مواقع أخرى داخل الفاشر مع استمرار التوتر الأمني، بينما قالت قوات الدعم السريع إنها حققت تقدماً ميدانياً في المدينة، دون الرد على الاتهامات.
من جهة أخرى، شهدت ولاية جنوب كردفان أوضاعاً إنسانية متدهورة، حيث أعلنت "شبكة أطباء السودان" وفاة 17 طفلاً في مدينة الدلنج جراء سوء التغذية الحاد، محذرة من كارثة وشيكة إذا لم يجرِ توفير الغذاء والدواء بشكل عاجل.
وأشارت إلى أن الحصار المستمر منذ أكثر من عام تسبب في نقص حاد بالإمدادات وارتفاع أسعار المواد الغذائية.
كما أعلنت منظمة الهجرة الدولية نزوح 3 آلاف و70 شخصاً من مدينة كادقلي، عاصمة الولاية، خلال الفترة من 6 إلى 10 أغسطس/آب الجاري، بسبب المعارك وتدهور الأوضاع المعيشية.
وتشهد ولايات كردفان الثلاث (شمال وغرب وجنوب) في الأيام الأخيرة اشتباكات عنيفة بين الجيش و"قوات الدعم السريع".
ومنذ منتصف أبريل/نيسان 2023، يخوض الطرفان حرباً أسفرت، بحسب الأمم المتحدة والسلطات المحلية، عن مقتل أكثر من 20 ألف شخص، ونزوح ولجوء نحو 15 مليوناً، فيما قدّرت دراسة لجامعات أمريكية عدد القتلى بنحو 130 ألفاً.
وفي الأسابيع الأخيرة، بدأت مساحات سيطرة قوات الدعم السريع تتناقص بشكل متسارع في مختلف ولايات السودان لصالح الجيش، الذي وسّع من نطاق انتصاراته لتشمل الخرطوم وولاية النيل الأبيض.
أما في الولايات الـ16 الأخرى بالسودان، فلم تعد "قوات الدعم السريع" تسيطر سوى على أجزاء من ولايتي شمال كردفان وغرب كردفان، وجيوب في ولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق، إضافة إلى 4 من ولايات إقليم دارفور.