جاء التحذير على لسان النائب عن الحزب علي فياض، خلال مؤتمر صحفي عقده في بيروت، عقب لقائه رئيس "التيار الوطني الحر" جبران باسيل، واعتبر فياض أن "تماسك الموقف اللبناني في وجه الاحتلال الإسرائيلي هو المدخل الأساسي للخروج من الأزمة التي تمر بها البلاد".
وأضاف فياض أن المخاطر المحدقة بلبنان لا تقتصر على مكوّن أو منطقة بعينها، مشدداً على أن الظرف الراهن بالغ الدقة، وأن لبنان "لا يمكنه التفريط بمصالحه الوطنية تحت أي ضغط".
ودعا النائب إلى تبني موقف رسمي موحّد يتمسك بأولوية انسحاب إسرائيل من الأراضي اللبنانية، وتحرير الأسرى، ووقف الاعتداءات، محذراً من أن البلاد تواجه تهديدات "سيادية واستراتيجية، بل حتى وجودية".
يأتي هذا التصريح بالتزامن مع جلسة تعقدها الحكومة اللبنانية عصر الثلاثاء، لبحث آلية تنفيذ محتملة لقرار نزع سلاح الفصائل المسلحة، في أعقاب خطاب وُصف بـ"غير المسبوق" ألقاه الرئيس اللبناني جوزيف عون يوم الخميس، دعا فيه إلى تسليم جميع الأسلحة، بما في ذلك سلاح حزب الله، إلى الجيش اللبناني.
وكان المبعوث الأمريكي الخاص، توماس باراك، قد زار بيروت في يوليو/تموز الماضي، وتسلم رداً رسمياً من الرئيس عون بشأن المقترح الأمريكي حول نزع سلاح حزب الله وانسحاب إسرائيل من جنوب لبنان.
تتزامن هذه التطورات مع استمرار التوتر على الجبهة الجنوبية، حيث تواصل القوات الإسرائيلية خرق اتفاق وقف إطلاق النار المعمول به منذ أواخر نوفمبر/تشرين الثاني 2024.
ورغم اتفاق التهدئة سجلت بيروت أكثر من 3 آلاف خرق إسرائيلي، ما أسفر عن سقوط 262 قتيلاً و563 جريحاً، ورغم تنفيذ انسحاب جزئي، لا تزال إسرائيل تحتل 5 تلال لبنانية، ما يزيد من التوتر على الحدود الجنوبية.
ومنذ بدء العدوان الإسرائيلي على لبنان في أكتوبر/تشرين الأول 2023 ثم تحوّله إلى حرب شاملة في سبتمبر/أيلول 2024، قُتل أكثر من 4 آلاف شخص وأُصيب نحو 17 ألفاً.