وأفاد شهود عيان بأن قوات الاحتلال الإسرائيلية أحضرت معدات هندسية تُستخدم عادة في عمليات تفجير المنازل، في وقت دُفعت فيه تعزيزات عسكرية إضافية إلى محيط الموقع المستهدف.
وذكرت هيئة الإذاعة والتليفزيون الفلسطينية (رسمية) أن الاستعدادات تجري لهدم منزل الأسير عبد الرحمن الهيموني، المحتجز لدى إسرائيل، بذريعة مشاركته في عملية نفذتها مجموعة فلسطينية في تل أبيب.
وكان جيش الاحتلال الإسرائيلي قد أعلن، في 24 يونيو/حزيران الماضي، نيته هدم الشقة التي كان يقيم فيها الهيموني، متّهماً إياه بالضلوع في هجوم استهدف محطة القطار الخفيف في تل أبيب مطلع أكتوبر/تشرين الأول 2024، ما أسفر عن مقتل سبعة أشخاص وإصابة 15 آخرين، بحسب بيان رسمي.
وفي مارس/آذار الماضي، فجر الاحتلال منزلين في الخليل يعودان للمعتقلَين أحمد الهيموني ومحمد مسك، بدعوى مشاركتهما في الهجوم ذاته. وفي حينه، أعلنت "كتائب القسام"، الجناح العسكري لحركة "حماس"، مسؤوليتها عن "عملية يافا"، مشيرة إلى أن منفذيها هما محمد راشد مسك وأحمد عبد الفتاح الهيموني، وكلاهما من مدينة الخليل.
وتأتي هذه العملية ضمن سياسة إسرائيلية متواصلة بهدم منازل الأسرى والمتهمين بتنفيذ عمليات ضد أهداف إسرائيلية، وهي سياسة تعتبرها منظمات حقوقية "عقاباً جماعياً" محظوراً بموجب القانون الدولي الإنساني.
وفي سياق متصل، واصلت قوات الاحتلال حملات الاقتحام والاعتقال في الضفة الغربية، إذ أفادت مصادر فلسطينية باعتقال نحو 30 مواطناً خلال مداهمات شملت عدة مدن وبلدات.
وأفاد مصدر أمني لوكالة "وفا" الرسمية بأن قوات الاحتلال اقتحمت مدينة بيت لحم واعتقلت الشاب حمزة عيسى إبراهيم صومان (24 عاماً) من شارع الفواغرة، وهادي محمد ناصر الوحش (26 عاماً) من منطقة شارع الصف، كما اعتقلت المواطن نضال ياسر داوود (48 عاماً) من بلدة الخضر جنوب المدينة، بعد مداهمة منزله وتفتيشه.
كما شرعت الجرافات الإسرائيلية، بحماية عسكرية مكثفة، في تنفيذ عمليات هدم طالت منشآت سكنية وزراعية في ضاحية الزراعة قرب مخيم الجلزون شمال رام الله، بزعم "البناء غير المرخص".
وشهدت المنطقة انتشاراً واسعاً للقوات الإسرائيلية وفرض قيود مشددة على حركة السكان.
وفي القدس المحتلة، هدمت سلطات الاحتلال منزلاً في حي واد قدوم ببلدة سلوان، وسط إجراءات مماثلة، شملت تطويق المنزل ومطالبة السكان بإخلائه قبل الشروع بالهدم، وفق ما أفادت به مصادر محلية لقناة الجزيرة.
وفي مدينة دورا جنوبي الخليل، نفذت القوات الإسرائيلية حملة اقتحام إضافية ضمن موجة التصعيد المستمرة في أنحاء متفرقة من الضفة الغربية.
ووفق تقرير لهيئة مقاومة الجدار والاستيطان الفلسطينية، نفّذ جيش الاحتلال الإسرائيلي خلال شهر يوليو/تموز الماضي 75 عملية هدم، طالت 122 منشأة، من بينها 60 منزلاً مأهولاً، و11 غير مأهول، و22 منشأة زراعية، و26 مصدر رزق.
وبموازاة إبادة غزة، قتل جيش الاحتلال الإسرائيلي والمستوطنون في الضفة، بما فيها القدس الشرقية، ما لا يقل عن 1013 فلسطينياً، وأصابوا نحو 7 آلاف، إضافة لاعتقال أكثر من 18 ألفاً و500، وفق معطيات فلسطينية.
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، ترتكب إسرائيل بدعم أمريكي إبادة جماعية في غزة تشمل قتلاً وتجويعاً وتدميراً وتهجيراً، متجاهلة النداءات الدولية وأوامر محكمة العدل الدولية بوقفها.
وخلفت الإبادة، بدعم أمريكي 61 ألفاً و158 شهيداً فلسطينياً و151 ألفاً و442 مصاباً، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 9 آلاف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين.