وشهدت جامعة كاليفورنيا-لوس أنجلوس العام الماضي مظاهرات حاشدة. ويقول المحتجون، ومنهم بعض الجماعات اليهودية، إن الحكومة تساوي بشكل خاطئ بين انتقادهم للحملة العسكرية الإسرائيلية على غزة واحتلالها للأراضي الفلسطينية، وبين معاداة السامية، وتصف دفاعهم عن حقوق الفلسطينيين بأنه دعم للتطرف.
وذكرت صحيفة لوس أنجلوس تايمز أن إدارة الجامعة تستعد للتفاوض مع الحكومة بشأن التجميد، ولم يصدر تعليق بعد من البيت الأبيض.
وفي الأسبوع الماضي، وافقت الجامعة على دفع أكثر من ستة ملايين دولار لتسوية دعوى قضائية رفعها طلاب وأستاذ جامعي تتعلق بمعاداة السامية.
كما أقيمت دعوى قضائية ضد الجامعة في وقت سابق من هذا العام بسبب هجوم وقع العام الماضي على متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في ذروة حركة الاحتجاج في الجامعات الأمريكية.
وعبّر المدافعون عن حقوق الإنسان عن مخاوفهم بشأن الحرية الأكاديمية وحرية التعبير.
وحاولت الحكومة أيضاً ترحيل طلاب أجانب شاركوا في الاحتجاجات، لكنها واجهت عقبات قانونية.
وكانت إدارة ترمب قد هددت بقطع التمويل الاتحادي عن الجامعات بسبب الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين والمناهضة لحرب إسرائيل على غزة. وتقول الحكومة إن الجامعات سمحت بمعاداة السامية خلال الاحتجاجات.
دعوى قضائية ضد إدارة ترمب
في السياق، رفعت صحيفة طلابية في جامعة ستانفورد دعوى قضائية ضد إدارة ترمب أمس الأربعاء تتهمها بانتهاك حقوق الطلاب الأجانب في حرية التعبير من خلال التهديد بترحيلهم لكتابتهم مقالات تعدها "معادية للولايات المتحدة أو معادية لإسرائيل".
وقالت صحيفة ستانفورد ديلي وطالبان لم تحدد هويتاهما في الدعوى القضائية أمام محكمة اتحادية في كاليفورنيا ضد وزير الخارجية ماركو روبيو ووزيرة الأمن الداخلي كريستي نويم، إن الطلاب الأجانب في الجامعة الواقعة في مدينة بالو ألتو بولاية كاليفورنيا أحجموا عن كتابة مقالات حول الصراع في الشرق الأوسط خشية اعتقالهم واحتجازهم وترحيلهم.
وجاء في الدعوى القضائية أن "هذا الخوف يتعارض مع الحرية الأمريكية... يقف تعديلنا الأول حصناً ضد الحكومة التي تنتهك حقاً لا يمكن انتزاعه للتفكير والتعبير عن الرأي".
وقال متحدث باسم جامعة ستانفورد إن الصحيفة منظمة مستقلة وإن الجامعة ليست طرفاً في الدعوى القضائية.
وقالت صحيفة ستانفورد ديلي في دعواها القضائية إن الإدارة دفعت كتابها الأجانب إلى ممارسة الرقابة الذاتية لتجنّب استهدافهم.
ودفعت بأن تهديدات الإدارة تمنعهم من "الانخراط في ممارسات التعبير عن الرأي التي يكفلها القانون مثل حضور الاحتجاجات، واستخدام شعارات معينة، والتعبير علناً عن آرائهم الحقيقية حول السياسة الخارجية الأمريكية وإسرائيل وفلسطين".
وطلبت الصحيفة من المحكمة إصدار حكم ينص على أن الدستور الأمريكي يمنع الحكومة من ترحيل الأجانب بسبب انخراطهم في حرية التعبير.
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، ترتكب إسرائيل بدعم أمريكي إبادة جماعية في غزة تشمل قتلاً وتجويعاً وتدميراً وتهجيراً، متجاهلة النداءات الدولية وأوامر محكمة العدل الدولية بوقفها.
وخلفت الإبادة، بدعم أمريكي 61 ألفاً و158 شهيداً فلسطينياً و151 ألفاً و442 مصاباً، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 9 آلاف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين.