وقال الجيش في منشور عبر منصة إكس، في رسالة وجهت باللغة الفارسية، مرفقة بخريطة: "إنذار عاجل إلى السكان والعاملين والموجودين في مربع 3 في طهران في المنطقة التي يجري عرضها في الخريطة المرفقة".
وأردف أنه سيعمل في الساعات المقبلة "في المنطقة (المحددة بالخريطة) وفق ما عمل في الأيام الأخيرة في أنحاء طهران لمهاجمة بنى عسكرية تابعة للنظام الإيراني".
وهذه هي أول مرة ينذر فيها الجيش السكان في إيران، تمهيداً لاستهداف منطقة معينة، منذ الجمعة الماضي اليوم الذي بدأت فيه تل أبيب عدواناً على إيران.
من جهته قال وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس: "بوق الدعاية والتحريض الإيراني في طريقه إلى الزوال. بدأ إخلاء السكان المحليين"، بحسب ما أوردته القناة 12 العبرية.
"نسيطر على سماء طهران"
في السياق، ادّعى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، في تصريحات الاثنين، أن سلاح الجو الإسرائيلي يسيطر على سماء العاصمة الإيرانية طهران.
وأضاف نتنياهو في تصريحات أدلى بها خلال زيارة لقاعدة تل نوف الجوية (وسط): "سلاح الجو الإسرائيلي يسيطر على سماء طهران، نحن نضرب أهدافاً للنظام، على عكس النظام الإيراني المجرم الذي يستهدف المدنيين" على حد زعمه.
وخاطب نتنياهو الطيارين في القاعدة قائلاً: "أنتم تنجزون أعمالاً مذهلة، سلاح الجو الإسرائيلي يسيطر على سماء طهران. هذا تغييرٌ جذريٌّ في الحملة بأكملها".
وأضاف: "نحن في طريقنا لتحقيق هدفينا: القضاء على التهديد النووي والقضاء على التهديد الصاروخي. عندما نسيطر على سماء طهران، فإننا نضرب هذه الأهداف، أهداف النظام".
اغتيال 4 مسؤولي استخبارات
في الأثناء، أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي، الاثنين، اغتيال رئيس جهاز الاستخبارات في الحرس الثوري الإيراني ورئيس هيئة استخبارات فيلق القدس ونائبيهما في غارة بالعاصمة طهران أمس الأحد.
وقال الجيش في تصريح: "أغارت طائرات حربية لسلاح الجو يوم أمس بتوجيه استخباراتي دقيق في منطقة طهران على مبنى كان في داخله عدد من المسؤولين في أجهزة الاستخبارات التابعة للنظام الإيراني".
وأضاف: "قُضي في الغارة على رئيس جهاز الاستخبارات في الحرس الثوري ونائبه إلى جانب رئيس هيئة استخبارات فيلق القدس ونائبه".
وادعى أن المسؤولين الأربعة "لعبوا دوراً مركزياً في بلورة تقييم الوضع في إيران وفي التخطيط لأنشطة معادية ضد إسرائيل والغرب ودول المنطقة".
هجوم على قاعدة ومشفى
في سياق متصل، ذكرت وكالة أنباء فارس الإيرانية أن إسرائيل قصفت قاعدة عسكرية في غرب طهران ما أدى إلى تفعيل نظام الدفاع الجوي.
كما أعلن التليفزيون الرسمي الإيراني الاثنين، أن الجيش الإسرائيلي استهدف "مستشفى الفارابي" بمدينة كرمنشاه غربي البلاد.
وبث التليفزيون الإيراني مشاهد من "مستشفى الفارابي" بعد الهجوم الإسرائيلي، مظهراً الدمار والخراب والدماء.
إيران: الهجمات الإسرائيلية نُفِّذت بتنسيق ودعم أمريكي
على صعيد متصل، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي، إن الهجمات الإسرائيلية على بلاده نُفذت بتنسيق ودعم من الولايات المتحدة الأمريكية.
وأوضح بقائي في مؤتمر صحفي عقده، الاثنين، أن الهجمات الإسرائيلية جاءت في وقت كانت تجري فيه عملية التفاوض مع الولايات المتحدة بشأن برنامج طهران النووي.
وتابع: "عندما واجهنا عدوان النظام الصهيوني، كنا في خضم عملية دبلوماسية ومفاوضات. وكما ذكرتُ سابقاً، فإن هذا الإجراء الذي اتخذه النظام الصهيوني والذي لا نعتقد أنه جرى من دون تنسيق وتعاون ودعم الولايات المتحدة، أفقد العملية الدبلوماسية والمفاوضات معناها".
وأشار إلى أن الدعم الذي تقدمه الولايات المتحدة الأمريكية والدول الغربية لإسرائيل، "عرّض السلام والأمن في المنطقة إلى تهديد غير مسبوق".
وصرح أن طهران “تعتبر جميع الدول التي تدعم النظام الصهيوني أو تحاول إضفاء الشرعية على هذا العدوان متواطئة في العدوان على إيران".
وأكد ضرورة إدانة الولايات المتحدة والدول الأوروبية لهجمات إسرائيل علناً من أجل إثبات عدم تورطها في هذه الهجمات.
وبدعم أمريكي، بدأت إسرائيل فجر الجمعة هجوماً واسعاً على إيران، بقصف منشآت نووية وقواعد صواريخ واغتيال قادة عسكريين وعلماء نوويين، ما خلف إجمالاً 224 قتيلاً و1277 جريحاً.
ومساء اليوم ذاته، بدأت إيران الرد بصواريخ بالستية وطائرات مسيّرة، بلغ عدد موجاتها 11، وخلّفت حتى ظهر الاثنين نحو 24 قتيلاً ومئات المصابين، وأضراراً مادية كبيرة، وفق وزارة الصحة الإسرائيلية وإعلام عبري.
وتعتبر تل أبيب وطهران بعضهما بعضاً العدو الألد، ويعد عدوان إسرائيل الراهن على إيران الأوسع من نوعه، ويمثل انتقالاً من "حرب الظل"، عبر تفجيرات واغتيالات، إلى صراع عسكري مفتوح.