وجاء هذا التحذير بالتزامن مع شنّ القوات الجوية الإسرائيلية سلسلة ضربات جوية مكثفة استهدفت مواقع عسكرية ومنشآت حيوية في العاصمة الإيرانية طهران، من بينها مستودعات نفطية ومقار مرتبطة بالبنية التحتية للبرنامج النووي الإيراني، وفق ما أفادت به مصادر إسرائيلية وإيرانية نقلاً عن تقارير إعلامية.
وقال جيش الاحتلال إن الغارات نُفذت استناداً إلى معلومات استخباراتية دقيقة، وتركزت على مواقع تابعة لوزارة الدفاع الإيرانية، ومنشآت تابعة لـ"منظمة الابتكار والبحوث الدفاعية" التي يشتبه بعلاقتها بتطوير أسلحة نووية. وأضاف البيان أن العملية استهدفت أيضاً مستودعات للوقود ومواقع لإطلاق وتخزين الصواريخ غرب إيران.
وقال وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، تعليقاً على العملية: "طهران تحترق"، في إشارة إلى حجم الاستهداف، فيما نقلت صحيفة "وول ستريت جورنال" عن مسؤول إسرائيلي تأكيده أن العمليات العسكرية لن تتوقف إلا إذا جرى تفكيك البرنامج النووي الإيراني أو تعطيله بالكامل.
من جهتها، أعلنت إذاعة جيش الاحتلال أن عشرات الطائرات الحربية شاركت في تنفيذ الهجوم، بينما واصل الجيش تنفيذ ضربات إضافية خلال الساعات اللاحقة على أهداف في مناطق متفرقة داخل إيران.
في المقابل، أكد الحرس الثوري الإيراني تصديه للهجوم، مشيراً إلى إسقاط ثلاثة صواريخ كروز، وتدمير عشر طائرات مسيّرة، بالإضافة إلى طائرات صغيرة اخترقت المجال الجوي الإيراني.
وأفادت وسائل إعلام رسمية إيرانية بأن الضربات الإسرائيلية استهدفت مستودعاً للنفط غرب العاصمة، وخزان وقود في جنوبها، كما طالت القصف منشآت تابعة لوزارة الدفاع، ما أدى إلى أضرار مادية واحتراق أجزاء من مبانٍ إدارية، حسب وكالة "تسنيم".
وأفادت وكالة "مهر" بأن الدفاعات الجوية الإيرانية تصدت لطائرات مسيّرة في أجواء طهران، في حين سُمع دوي انفجارات عنيفة في العاصمة.
“ندافع عن أنفسنا”
على الصعيد السياسي، اعتبر وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي أن الهجمات الإسرائيلية تمثل "عدواناً سافراً"، مؤكداً أن بلاده ستواصل الرد ولن توقف عملياتها ما استمرت الاعتداءات.
وأضاف أن إسرائيل، وبدعم من الولايات المتحدة، تحاول تقويض المسار الدبلوماسي بشأن البرنامج النووي الإيراني، مشدداً على أن إيران لن تقبل بأي اتفاق ينتقص من حقوقها النووية، ومحمّلًا واشنطن مسؤولية التصعيد.
وبدأت إسرائيل فجر الجمعة، بدعم ضمني من الولايات المتحدة، هجوماً واسعاً على إيران بعشرات المقاتلات، سمّته "الأسد الصاعد"، وقصفت خلاله منشآت نووية وقواعد صواريخ بمناطق مختلفة واغتالت قادة عسكريين بارزين وعلماء نوويين.
وفي مساء اليوم نفسه، بدأت إيران بعملية سمّتها "الوعد الصادق 3"، الرد على الهجوم بسلسلة من الضربات الصاروخية الباليستية والطائرات المسيّرة.
والهجوم الإسرائيلي الحالي على إيران يعد الأوسع، ويمثل انتقالاً واضحاً من "حرب الظل" التي كانت تديرها تل أبيب ضد طهران عبر التفجيرات والاغتيالات، إلى صراع عسكري مفتوح يتجاوز ما شهده الشرق الأوسط منذ سنوات.