جاء ذلك خلال اتصال هاتفي مع الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، بجانب اتصالات مع عدة زعماء آخرين بشأن التصعيد الجاري بين إيران وإسرائيل.
وأفاد أردوغان، خلال الاتصال الهاتفي مع ترمب، بأن “تركيا تتابع من كثب التوتر بين إيران وإسرائيل، وأنها ترى في المفاوضات النووية التي بدأت السبيل الوحيد لحل النزاع”.
وأشار أردوغان إلى دعم تركيا لوجهة نظر الولايات المتحدة الداعية إلى استمرار المفاوضات النووية لحل النزاع.
وفي اتصال آخر مع رئيس الوزراء الباكستاني شهباز شريف اليوم السبت، أكد أردوغان أن الصمت الدولي إزاء مجازر إسرائيل بفلسطين شجع تل أبيب على مهاجمة إيران.
وشدد الرئيس أردوغان على أن الهجمات التي شنتها إسرائيل ضد إيران غير مقبولة وأن إسرائيل باتت تهدد الاستقرار والأمن على الصعيد العالمي.
وأشار إلى أن الهجمات الإسرائيلية تقوّض أيضاً مساعي التوصل إلى توافق بشأن البرنامج النووي الإيراني.
وفي اتصال مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، قال الرئيس التركي إن “تجاوزات إسرائيل للقانون تعد مشكلة استقرار وأمن على المستوى العالمي”، وأن “الهجمات الإسرائيلية على إيران ألحقت ضرراً كبيراً بأمن المنطقة”.
وأضاف أردوغان أنه لا ينبغي مطلقاً السماح لإسرائيل باستخدام هجماتها على إيران لطمس جرائم الإبادة الجماعية التي ترتكبها في غزة.
وفي اتصال آخر مع الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، قال أردوغان إن إسرائيل تسعى لجر المنطقة برمتها إلى النار، واصفاً الهجمات الإسرائيلية بأنها انتهاك صارخ للقانون الدولي، وأشار إلى أنّ الهدف منها جر المنطقة بأسرها إلى دائرة النار.
ولفت إلى أن تركيا تتابع من كثب التطورات المتعلقة باحتمال حدوث تسرب نووي في منشأة نطنز، مشدداً على أن الحل الوحيد للنزاع النووي هو العملية الدبلوماسية.
وفي اتصال مع ملك الأردن عبد الله الثاني، بحث أردوغان العدوان الإسرائيلي على إيران، إذ أكد أن الهجمات الإسرائيلية تمثل استفزازاً من شأنه أن يلحق ضرراً جسيما بأمن المنطقة.
وشدد على أن صمت المجتمع الدولي تجاه الاحتلال والإبادة الجماعية في فلسطين هو ما أوصل العدوان الإسرائيلي إلى هذا المستوى.
كما أجرى الرئيس التركي، اليوم السبت، اتصالاً هاتفياً مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، تناول خلاله الطرفان العدوان الإسرائيلي ضد إيران، إضافة إلى مستجدات إقليمية ودولية.
ووفق بيان صادر عن دائرة الاتصال في الرئاسة التركية، أكد أردوغان خلال الاتصال أن إسرائيل، بقيادة رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو، تمثل "أكبر تهديد لأمن واستقرار المنطقة"، مشدداً على أن الهجوم على إيران يعكس مرة أخرى هذا التهديد المتصاعد.
وحذّر الرئيس التركي بأن مواصلة إسرائيل نهجها العدواني، في ظل صمت المجتمع الدولي تجاه الاحتلال والإبادة الجماعية في فلسطين، يدفعها إلى انتهاك القوانين الدولية وتصعيد التوترات في المنطقة.
كما أشار أردوغان إلى أن الهجوم الإسرائيلي على إيران يتزامن مع استمرار الجهود الدبلوماسية لإحياء المفاوضات النووية بين طهران وواشنطن، معتبراً أن إسرائيل تسعى من خلال تحركاتها العسكرية إلى إفشال أي مسعى نحو تسوية سلمية.
وأكد الرئيس التركي أن مثل هذه الهجمات، التي قد تؤدي إلى تسربات نووية، تشكل تهديداً غير مسؤول للأمنين الإقليمي والدولي.
واختتم أردوغان بالتنبيه إلى أن المنطقة لا تحتمل أزمة جديدة، وأن اندلاع حرب مدمرة قد يتسبب في موجات هجرة غير نظامية تطال كافة دول الجوار، مشدداً على أن الخلافات المتعلقة بالملف النووي لا يمكن حلها إلا عبر مواصلة الحوار والمفاوضات.
وبدأت إسرائيل فجر الجمعة، بدعم ضمني من الولايات المتحدة، هجوماً واسعاً على إيران بعشرات المقاتلات، أسمته "الأسد الصاعد"، وقصفت خلاله منشآت نووية وقواعد صواريخ بمناطق مختلفة واغتالت قادة عسكريين بارزين وعلماء نوويين.
وفي مساء اليوم نفسه، بدأت إيران الرد على الهجوم بسلسلة من الضربات الصاروخية الباليستية والطائرات المسيّرة، بلغ عدد موجاتها حتى الآن ستاً، ما أدى– حسب وسائل إعلام عبرية– إلى مقتل ثلاثة إسرائيليين وإصابة 172 آخرين بجروح متفاوتة، فضلاً عن أضرار مادية كبيرة طالت مباني ومركبات.
وتحدثت وسائل إعلام إسرائيلية عن "حدث خطير جداً" في تل أبيب، عقب قصف إيراني استهدف موقعاً استراتيجياً، دون الكشف عن تفاصيل إضافية بسبب الرقابة العسكرية الصارمة وتعليمات التعتيم المفروضة.
ويعد الهجوم الإسرائيلي الحالي على إيران الأوسع من نوعه، ويمثل انتقالاً واضحاً من "حرب الظل" التي كانت تديرها تل أبيب ضد طهران عبر التفجيرات والاغتيالات، إلى صراع عسكري مفتوح يتجاوز ما شهده الشرق الأوسط منذ سنوات.