وقال عون خلال افتتاح مؤتمر "الاقتصاد الاغترابي الرابع" في العاصمة بيروت، إنّه "تجب إعادة ربط لبنان بدور إقليمي منتج، يكون حاضراً في إعادة الإعمار والمشاريع الإقليمية، والتحولات الكبرى التي تعيد رسم خريطة الاقتصاد في المنطقة".
وأضاف أنّ "منطقتنا تشهد اليوم تحولات كبيرة وتوجد استثمارات عملاقة في مجالات جديدة، ولهذا السبب، علينا العمل على دبلوماسية اقتصادية جدية، تفتح للبنانيين أبواب العمل والاستثمار ليس في الخارج فقط، بل في لبنان أيضاً".
وشدد عون على "ضرورة خلق الفرص هنا، ونعيد الأمل لكل شاب وشابة يبحثون عن مستقبل يليق بطموحاتهم، ويجعلهم يبقون في هذا البلد"، مشيراً إلى "مشاركة نحو 450 شخصية اقتصادية في المؤتمر، أكثرهم من المغتربين الوافدين من 37 بلداً لا سيما من الخليج العربي".
وتابع: "العالم العربي لم يكن يوماً بعيداً عن لبنان لا جغرافياً ولا وجدانياً، وشكلت الدول العربية ولا تزال العمق الاستراتيجي للبنان وسنداً سياسياً واقتصادياً"، مضيفاً أنه "لا يمكن الحديث عن أي خطة تعاف دون إعادة تفعيل العلاقة مع الأشقاء العرب، كل العرب".
ولفت إلى أن لبنان "يحتاج إلى إعادة صياغة للعقد الاجتماعي بين الدولة ومواطنيها وهذا لا يجري من دون دولة قانون، وعدالة، ورؤية اقتصادية واجتماعية، واستراتيجية تنطلق من الإنسان وتنتهي به"، منوهاً إلى أنّ بلاده "أمام لحظة تأسيسية حقيقية، تتطلب مسؤولية وجرأة، وليس أمامنا من خيار سوى الانطلاق مجدداً كدولة فاعلة، ذات سيادة".
وأوضح أن الاقتصاد "يحتاج إلى النمو، والنمو يحتاج إلى استثمار، والاستثمار يحتاج إلى المغتربين الذين بدورهم يحتاجون إلى الاستقرار والثقة"، على حد قوله.
يشار إلى أن المغتربين يشكلون ركيزة أساسية في دعم اقتصاد لبنان، إذ تُعد تحويلاتهم المالية من أبرز مصادر العملات الأجنبية التي تساهم في تعزيز الاستقرار المالي للبلاد، وتقدر قيمة التحويلات الرّسمية وغير الرّسمية بـ10 مليارات دولار سنوياً، وفق القائمين على المؤتمر.
وفي ظل الأزمات المتلاحقة التي يمرّ بها لبنان، ازدادت أهمية هذه التحويلات في تأمين احتياجات آلاف العائلات اللبنانية، ودعم القطاعات الحيوية مثل التعليم والصحة والخدمات.
إلى جانب الدور الاقتصادي، يلعب المغتربون دوراً محورياً في إبقاء اسم لبنان حاضراً في مختلف المحافل الدولية، من خلال نجاحاتهم في مجالات متعددة أبرزها الطب، الهندسة، الإعلام، وريادة الأعمال.