وذكرت مصادر دبلوماسية في وزارة الخارجية التركية أن الوزير فيدان أعرب خلال الاتصال عن قلق بلاده من اتساع نطاق المواجهات وتحوُّلها إلى صراع إقليمي شامل، مؤكداً أهمية تنسيق الجهود الدبلوماسية للحيلولة دون زيادة تفجر الأوضاع.
وبحسب المصادر، شدد الجانبان على ضرورة الإسراع في استئناف المفاوضات المتعلقة بالملف النووي الإيراني، واعتبرا أن الحل السياسي هو المسار الوحيد الكفيل بتجنيب المنطقة تداعيات لا تُحمَد عقباها.
يأتي الاتصال في ظل عملية عسكرية إسرائيلية واسعة النطاق أُطلقت فجر الجمعة تحت اسم "الأسد الصاعد"، استهدفت منشآت نووية وعسكرية في إيران، واغتالت قادة بارزين في الحرس الثوري وعلماء نوويين، وسط دعم ضمني من الولايات المتحدة.
وقد وصف جيش الاحتلال الإسرائيلي الهجوم بأنه "استباقي"، فيما قال رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إنه يهدف إلى تدمير البنية التحتية النووية ومصانع الصواريخ الإيرانية.
وردّاً على ذلك أطلقت طهران عملية "الوعد الصادق 3" مساء اليوم نفسه، فشنّت خلالها 8 موجات من الهجمات الصاروخية والطائرات المسيّرة، ما أسفر بحسب وزارة الصحة الإسرائيلية عن مقتل 14 شخصاً وإصابة أكثر من 345 آخرين، إلى جانب خسائر مادية واسعة.
ويُعَدّ هذا التصعيد العسكري بين تل أبيب وطهران الأخطر منذ عقود، إذ انتقل الطرفان من "حرب الظل" الخفية إلى مواجهة مباشرة تهدّد بتغيير قواعد الاشتباك في الشرق الأوسط، بحسب مراقبين.