وأفادت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني بأن طواقمها تعاملت مع إصابتين ناجمتين عن اعتداء جنود إسرائيليين في المخيم، حيث نُقل المصابان إلى المستشفى لتلقي العلاج.
وشهد مخيم "عسكر الجديد" اقتحام قوة عسكرية إسرائيلية كبيرة فجر الاثنين، تخللته مداهمات لمنازل فلسطينية حولتها القوات إلى ثكنات عسكرية، واعتقلت عدداً من السكان للتحقيق الميداني، فيما فرض الجيش حصاراً على المخيم.
وفي سياق متصل، يواصل جيش الاحتلال لليوم الثالث حصار واقتحام بلدة عزون شرقي قلقيلية، وسط عمليات تفتيش واعتقال وتحقيق، فيما يستمر الحصار الإسرائيلي على الضفة الغربية لليوم الرابع منذ بدء العدوان الإسرائيلي على إيران. كما يواصل الجيش عمليات اقتحام في مخيمات جنين وطولكرم ونور شمس منذ 21 يناير/كانون الثاني الماضي.
توسيع الحواجز العسكرية في الضفة
من جهة أخرى، نصب جيش الاحتلال أمس الأحد، بوابتين عسكريتين جديدتين، في حين نفذ مستوطنون سلسلة انتهاكات ضد الفلسطينيين في مناطق متفرقة من الضفة الغربية. وشملت هذه الانتهاكات اعتداء على شاب ومركبته في سلفيت، وسرقة صهريج مياه في طوباس، وإشعال النيران في أراض جنوب نابلس، وفق وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا).
وفي شرق سلفيت، اعتدى مستوطنون على شاب يُدعى أنس باسم خفش في أثناء مروره بمركبته في منطقة واد ياسوف، وألحقوا أضراراً بسيارته. كما سرق مستوطنون صهريج مياه من مواطن في خربة ابزيق شمال طوباس. وفي نابلس، أضرم مستوطنون النار في أراض ببلدة حوارة جنوب المدينة، وأطلقوا النار على أفراد الدفاع المدني عند محاولتهم إطفاء الحريق.
وعلى صعيد آخر، نصب الجيش بوابتين حديديتين جديدتين في بيت لحم على جسر يربط بين قريتي بيت تعمر وزعترة، وفي مدخل بلدة حزما شمال شرق القدس المحتلة، في حين تواصل السلطات نصب الحواجز العسكرية التي بلغ عددها نحو 898 بوابة وحاجزاً في الضفة الغربية، وفق هيئة الجدار والاستيطان الفلسطينية.
كما قررت السلطات الإسرائيلية اقتلاع أشجار في أراضي قرية الساوية جنوب نابلس، حيث أبلغت مجلس القرية بقرار التجريف ودعت أصحاب الأراضي للاعتراض خلال 24 ساعة.
وخلال مايو/أيار الماضي، سجلت هيئة مقاومة الجدار والاستيطان الفلسطينية 1691 اعتداءً نفذها الجيش والمستوطنون في الضفة، شملت هجمات مسلحة، وعمليات تخريب، وتجريف أراضٍ واقتلاع أشجار، وإقامة بؤر استيطانية جديدة، إضافة إلى هدم منشآت فلسطينية، وفق بيان الهيئة.
حملة اعتقالات واسعة
من جانب آخر، اعتقل جيش الاحتلال فجر الأحد 29 فلسطينياً على الأقل بينهم أطفال، خلال حملة اقتحامات في مدن الخليل وبيت لحم ورام الله ونابلس.
ففي الخليل اعتقلت القوات 6 فلسطينيين بينهم امرأة في دير العسل التحتا، واحتجزت 6 آخرين للتحقيق في الظاهرية قبل الإفراج عنهم، كما اعتقلت 6 في بلدة إذنا واثنين في سعير، وداهمت منازل أسرى محررين وسط المدينة، وعلّقت منشورات تحذيرية تحظر إظهار الفرح بالقصف الإيراني على إسرائيل.
تأتي هذه التطورات في ظل هجوم إسرائيلي واسع بدأ الجمعة على إيران، بدعم ضمني من الولايات المتحدة، استهدف منشآت نووية وقواعد صواريخ، وتلاه رد إيراني بسلسلة ضربات صاروخية خلفت قتلى وجرحى وأضراراً مادية.
وفي بيت لحم اعتقلت القوات 4 فلسطينيين بعد اقتحام قرية العساكرة، فيما اعتقلت في رام الله 11 فلسطينياً بينهم 4 أطفال خلال اقتحامات لمناطق مختلفة في المحافظة، وفق وكالة وفا.
وبالتوازي مع الإبادة الجماعية في غزة، صعّد جيش الاحتلال والمستوطنون اعتداءاتهم بالضفة، بما فيها القدس الشرقية، ما أدى إلى استشهاد 978 فلسطينياً على الأقل، وإصابة نحو 7 آلاف آخرين، واعتقال ما يزيد على 17 ألفاً و500، وفق معطيات فلسطينية.
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 تشن إسرائيل بدعم أمريكي، حرب إبادة جماعية في غزة، خلفت أكثر من 183 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين بينهم أطفال.