وتسلمت السلطات اللبنانية، مساء الثلاثاء، 4 من مواطنيها اعتقلهم جيش الاحتلال الإسرائيلي خلال حربه الأخيرة على البلد العربي، على أن تتسلم المحتجز الخامس، غداً الأربعاء.
وقالت الرئاسة اللبنانية، عبر منصة إكس، إن رئيس البلاد جوزيف عون تبلغ بـ"تسلّم لبنان أربعة أسرى لبنانيين كانت القوات الإسرائيلية قد احتجزتهم خلال الحرب الأخيرة، على أن يجري تسليم أسير خامس يوم غد".
وأوضحت أن هذا التطور جاء "نتيجة المفاوضات التي أجرتها لجنة مراقبة تنفيذ اتفاق وقف الأعمال العدائية في الجنوب" بين لبنان وإسرائيل.
وهذه اللجنة تضم خمسة أطراف هي: لبنان وإسرائيل والولايات المتحدة وفرنسا وقوة الأمم المتحدة المؤقتة في الجنوب اللبناني (يونيفيل).
وفي وقت سابق اليوم، أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، انطلاق مفاوضات مع لبنان بشأن ترسيم الحدود البرية بين الجانبين وانسحاب تل أبيب من 5 نقاط حدود لبنانية.
وقال نتنياهو في بيان لمكتبه: "عُقد اليوم اجتماع رباعي في الناقورة بلبنان، بمشاركة ممثلين عن الجيش الإسرائيلي والولايات المتحدة وفرنسا ولبنان"، وأضاف أنه "جرى الاتفاق على إنشاء 3 مجموعات عمل مشتركة تهدف إلى (العمل على) استقرار المنطقة، وستركز على عدة قضايا".
وأوضح أن إحدى هذه القضايا "هو انسحاب الجيش الإسرائيلي من النقاط الخمس التي سيطر عليها في جنوب لبنان منذ وقف إطلاق النار مع حزب الله. كما ستجري مناقشة الحدود البرية الأصلية بين إسرائيل ولبنان قبل الحرب".
وتابع نتنياهو أن المفاوضات مع لبنان ستتطرق إلى إطلاق سراح اللبنانيين الذين اعتُقلوا منذ بداية الحرب والمحتجزين في إسرائيل، وأردف: "كبادرة حسن نية تجاه الرئيس اللبناني المنتخب (جوزيف عون)، وبالتنسيق مع الولايات المتحدة، وافقت إسرائيل على إطلاق سراح خمسة معتقلين لبنانيين".
وتطالب بيروت بإلزام إسرائيل بالانسحاب من 5 تلال لبنانية حدودية، وإطلاق سراح أسرى لبنانيين، اختطفتهم خلال حربها الأخيرة على البلاد.
وفي 8 أكتوبر/تشرين الأول 2023 بدأت إسرائيل عدواناً على لبنان، تَحوَّل إلى حرب واسعة في 23 سبتمبر/أيلول 2024، ما خلّف 4 آلاف و115 قتيلاً و16 ألفاً و909 جرحى، بينهم عدد كبير من الأطفال والنساء، إضافةً إلى نزوح نحو مليون و400 ألف شخص.
ومنذ سريان اتفاق لوقف إطلاق النار في 27 نوفمبر/تشرين الثاني 2024 ارتكبت إسرائيل أكثر من ألف انتهاك له، ما أسفر عن 86 قتيلاً و285 جريحاً على الأقل، وفق إحصاء، استناداً إلى بيانات رسمية لبنانية.
وتنصلت إسرائيل من استكمال انسحابها من جنوب لبنان بحلول 18 فبراير/شباط الماضي، خلافاً للاتفاق، إذ نفَّذت انسحاباً جزئياً وتواصل احتلال 5 نقاط لبنانية رئيسية.
كما شرعت مؤخراً في إقامة شريط حدودي يمتد لكيلومتر أو اثنين داخل أراضي لبنان، وفق رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري.
وتزعم إسرائيل أن سبب بقائها في التلال اللبنانية هو عدم أداء الجيش اللبناني واجباته كاملة ضمن اتفاق وقف النار، وعدم قدرته على ضبط الأمن على طول "الخط الأزرق".
ومنذ عقود تحتل إسرائيل أراضي في لبنان وفلسطين وسوريا، وترفض الانسحاب منها وقيام دولة فلسطينية مستقلة، وعاصمتها القدس الشرقية، على حدود ما قبل حرب 1967.