غادر مئتان من البدو، في 12 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، أراضيهم في خربة وادي السيق شرق مدينة رام الله ولجؤوا إلى قرية الطيبة القريبة بعد أن أمهلهم الجيش الإسرائيلي ساعة واحدة لتركها.
ترك الرعاة البدو منازلهم وغادروها سيراً على الأقدام مع الماشية بعد أن وصل عشرات المستوطنين يرافقهم شرطيون وجنود إسرائيليون إلى القرية.
ويقول ممثلون عن الخربة إن الجيش لم يستجب لعدة طلبات قُدمت لتأجيل الإخلاء.
وفي تصريح له، قال مستشار الأمن القومي الأمريكي جاك سوليفان إن "أمريكا تعتقد أن نتنياهو مسؤول عن كبح جماح المستوطنين المتطرفين في الضفة الغربية".
وأضاف: "من غير المقبول تماماً ممارسة العنف من المستوطنين ضد الأبرياء في الضفة الغربية".
وتشهد الضفة الغربية تصاعداً في اعتداءات الجيش الإسرائيلي على مدن ومحافظات الضفة الغربية منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الحالي، إذ وصل عدد الشهداء إلى 114 شهيداً وتجاوز عدد المعتقلين حاجز 1500 أسير.
ويعيش في الضفة الغربية أكثر من 490 ألف مستوطن في مستوطنات تعتبر غير شرعية بموجب القانون الدولي.
وخلال الفترة ذاتها قتلت حركة حماس أكثر من 1400 إسرائيلي وأصابت 5132، وفق وزارة الصحة الإسرائيلية، كما أسَرَت ما يزيد على 220 إسرائيلياً، بينهم عسكريون برتب رفيعة، ترغب في مبادلتهم بأكثر من 6 آلاف أسير فلسطيني، بينهم أطفال ونساء.
وفي الضفة الغربية التي تحتلها إسرائيل منذ عام 1967، نزح منذ بدء الحرب الحالية 7607 أشخاص أكثر من نصفهم من الأطفال وفق مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية.
كما اضطر نحو 1100 شخص إلى مغادرة أراضيهم خلال آخر عام ونصف.
ويحظى المستوطنون بدعم قوي من الائتلاف الحكومي اليميني المتشدد الذي يتزعمه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في حين لا يتمتعون بدعم شعبي مماثل.
وتقول رئيسة تحالف حماية الضفة الغربية أليغرا باتشيكو، إن الجيش الإسرائيلي الذي ينتشر بأعداد كبيرة في الضفة الغربية "لا يتدخل دائماً في عنف المستوطنين".
وتضيف رئيسة التحالف، وهو مجموعة من المنظمات غير الحكومية تنسق المساعدات الإنسانية، إن "وجودهم (المستوطنين) عادة ما يؤدي إلى تصاعد العنف".