قالت مصادر طبية وشهود عيان إن 18 فلسطينياً، بينهم 3 أطفال، استشهدوا في 5 غارات إسرائيلية على مناطق متفرقة من خان يونس جنوبي قطاع غزة، وأشارت إلى أن إحدى الغارات استهدفت شقة سكنية في منطقة "بطن السمين"، ما أسفر عن استشهاد الصحفي الفلسطيني محمد منصور مراسل قناة "فلسطين اليوم" المحلية وزوجته وطفله، وهو ما أكدته القناة على صفحتها بمنصة تليغرام.
وأفاد شهود عيان بأن عدداً من الفلسطينيين أصيبوا في قصف إسرائيلي استهدف 5 مركبات متوقفة وخيمة في مناطق متفرقة بخان يونس، ما أسفر عن إصابات.
وفي المحافظة الوسطى، استشهد 10 فلسطينيين وأصيب آخرون بثلاث غارات إسرائيلية، وفق مصدر طبي، أوضح أن الغارات تركزت على خيمة للنازحين بمخيم النصيرات وتجمعاً للمدنيين قرب مدخل بلدة المغراقة وخيمة أخرى بمنطقة السوارحة وورشة لصيانة المركبات في مدخل مخيم المغازي.
وفي محافظة غزة شمالي القطاع، استشهد 4 فلسطينيين في غارتين استهدفتا منزلين في حي الشجاعية شرقي مدينة غزة. وأفاد شهود بإصابة فلسطينيين اثنين في قصف إسرائيلي استهدف مركبة فارغة في منطقة المشتل غربي غزة.
وفي محافظة الشمال، استشهد كذلك 4 فلسطينيين في غارتين إسرائيليتين استهدفت إحداهما مراسل قناة "الجزيرة مباشر" حسام شبات ما أسفر عن استشهاده، وفق ما أعلن المكتب الإعلامي الحكومي بغزة. بينما استهدفت الثانية مخزناً إغاثياً في حي التوام شمال غربي بيت لاهيا ما أسفر عن استشهاد 3 فلسطينيين، بحسب شهود عيان.
إلى ذلك، أعلن المكتب الإعلامي الحكومي بغزة ارتفاع عدد شهداء الصحفيين منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول إلى 208 بعد استشهاد مراسل قناة "الجزيرة مباشر" حسام شبات بقصف إسرائيلي استهدفه شمال القطاع.
وأدان المكتب في بيان "استهداف وقتل واغتيال الاحتلال الإسرائيلي للصحفيين"، ودعا المنظمات الحقوقية والأجسام الصحفية في كل دول العالم لإدانة هذه الجرائم الممنهجة ضد الصحفيين بغزة. وحمّل "إسرائيل والإدارة الأمريكية والدول المشاركة في جريمة الإبادة الجماعية، مثل المملكة المتحدة وألمانيا وفرنسا، المسؤولية الكاملة عن ارتكاب هذه الجريمة الوحشية".
ودعا المجتمع الدولي والمنظمات الدولية إلى ممارسة "الضغط الفاعل لوقف جريمة الإبادة الجماعية وحماية الصحفيين والإعلاميين بغزة".
وتداول ناشطون مقطع فيديو بعد لحظات من استهداف شبات، إذ ظهر ملقى على الأرض مضرجاً بدمائه وبجانبه فلسطيني آخر قتل في الاستهداف ذاته.
من جهتها، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة أن الإصابات في صفوف الأطفال وصلت إلى 33 ألفاً و900 بنسبة تصل إلى 30% من إجمالي مصابي القطاع البالغ 113 ألفاً و408 في الفترة الممتدة من 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 وحتى 23 مارس/آذار الجاري.
وأوضحت في بيان "إنفوغرافيك" نشرته الوزارة على منصة تليغرام أن إسرائيل قتلت في الفترة ذاتها 825 رضيعاً بعمر أقل من عام، وأن عدد الأطفال الذين ولدوا واستشهدوا خلال الإبادة الجماعية بلغ نحو 274.
نزوح عشرات الآلاف
في السياق ذاته، أعلنت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، الاثنين ، نزوح 124 ألف شخص خلال أيام فقط في غزة.
وقالت الأونروا ، في منشور على صفحتها بموقع فيسبوك، إن النازحين "أجبروا على الفرار من القصف الذي لا هوادة فيه. تحمل العائلات ما لديها من القليل من دون مأوى ولا أمان، ولا يوجد مكان تذهب إليه".
وأشارت إلى أن "السلطات الإسرائيلية قطعت كل المساعدات. الطعام شحيح والأسعار ترتفع، هذه كارثة إنسانية"، مشددة على ضرورة أن ينتهي الحصار.
ومنذ استئنافها الإبادة الجماعية، في 18 مارس/آذار الجاري، قتلت إسرائيل 730 فلسطينياً وأصابت 1367 آخرين، معظمهم أطفال ونساء، وفق وزارة الصحة.
ويمثل هذا التصعيد، الذي قالت تل أبيب إنه يجري بتنسيق كامل مع واشنطن، أكبر خرق لاتفاق وقف إطلاق النار في غزة، الذي امتنعت إسرائيل عن تنفيذ مرحلته الثانية بعد انتهاء الأولى مطلع مارس/آذار الجاري.
ورغم التزام حركة "حماس" بنود الاتفاق، فإن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، المطلوب للعدالة الدولية، رفض بدء المرحلة الثانية، استجابة لضغوط المتطرفين في حكومته.
وبدعم أمريكي مطلق ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 إبادة جماعية بغزة خلفت أكثر من 163 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود.