تزداد الأزمة الإنسانية تفاقماً في قطاع غزة، مع دخول العدوان الإسرائيلي على القطاع يومه الـ147، مسفراً عن سقوط مزيد من الضحايا، وفي ظل عرقلة الاحتلال دخول المساعدات لا سيما إلى الشمال الذي بات على شفا "المجاعة".
وفي آخر حصيلة محدَّثة، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي إلى 30 ألفاً و228 شهيداً و71 ألفاً و377 مصاباً منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وأضافت الوزارة أن "الاحتلال الإسرائيلي يرتكب 16 مجزرة ضد العائلات في القطاع خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية راح ضحيتها 193 شهيداً و920 مصاباً".
وأفادت مصادر طبية باستشهاد 8 أطفال داخل مستشفى "كمال عدوان" فقط، شمال القطاع، بسبب الجوع وسوء التغذية.
كانت وزارة الصحة قد أعلنت، أمس (الخميس)، استشهاد 13 طفلاً بسبب المجاعة وسوء التغذية شمال القطاع.
ونقلت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا) عن مصادر محلية أن قوات الاحتلال استهدفت، فجر الجمعة، منزلاً مأهولاً بمخيم البريج وسط القطاع، ما أدى لارتقاء 4 شهداء على الأقل، وإصابة عدد آخر.
كما استُشهد فلسطيني وأُصيب آخرون في قصف جوي إسرائيلي استهدف منزلاً في بلدة الشوكة شرق رفح، جنوبي القطاع.
وفي وقت سابق الخميس، أطلق جيش الاحتلال الإسرائيلي النار تجاه تجمع للفلسطينيين كانوا ينتظرون وصول شاحنات تحمل مساعدات في منطقة "دوار النابلسي"، جنوبيّ مدينة غزة، ما أسفر عن استشهاد 112 فلسطينياً على الأقلّ، وإصابة 760 آخرين، وفق وزارة الصحة في القطاع.
وحسب "وفا"، ما زال عشرات الشهداء والمصابين في المكان المستهدَف، وتمنع قوات الاحتلال مركبات الإسعاف من الوصول إليهم.
دعوات لدعم "أونروا"
استجابةً لمطالب المنظمات الدولية وعلى ضوء تدهور الأوضاع الإنسانية في القطاع لا سيما الشمال، أعلنت المفوضية الأوروبية، الجمعة، أنها ستقدم 50 مليون يورو لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا).
كما تنوي المفوضية، زيادة الدعم الطارئ للفلسطينيين إلى 68 مليون يورو في عام 2024.
في السياق ذاته، قال رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال: "إننا بحاجة ماسة إلى وقف إطلاق النار للسماح بوصول المساعدات الإنسانية التي تقدمها وكالة أونروا".
كان مكتب لجنة الأمم المتحدة المعنية بممارسة الشعب الفلسطيني حقوقه غير القابلة للتصرف، قد ناشد في وقت سابق الجهات المانحة التي أوقفت تمويلها لـ"أونروا"، التراجع عن مثل هذه القرارات.
وجدد المكتب الأممي تأكيد دعمه الثابت للوكالة ولمهمتها التي "لا غنى عنها".
وأبدى قلقاً بالغاً إزاء الظروف الكارثية في غزة والعوائق التي تعترض تنفيذ ولاية "أونروا"، مشيراً إلى أن التقارير الأخيرة تسلّط الضوء على الحاجة الملحّة إلى زيادة دعم "أونروا" لتنفيذ التدابير المؤقتة التي أمرت بها محكمة العدل الدولية.
وأشار إلى أن دعم أونروا "يعني الوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني حتى يجري التوصل إلى حل عادل ودائم لقضية فلسطين وفقاً لقرارات الأمم المتحدة والقانون الدولي".
بدورها أعربت 17 منظمة دولية غير حكومية عاملة في مجال الإغاثة عن قلق بالغ إزاء التعليق الحالي والمحتمل لتمويل وكالة "أونروا".
وشددت في بيان مشترك، على ضرورة أن يحافظ الاتحاد الأوروبي والدول الأعضاء على تمويل "أونروا".
قلق دولي بشأن هجوم رفح
في غضون ذلك، تتواصل التحذيرات الدولية بشأن الهجوم الإسرائيلي المحتمل على مدينة رفح، جنوبيّ غزة.
وقالت الممثلة الدائمة للاتحاد الأوروبي لدى الأمم المتحدة لوتي كنودسن، في كلمة بمدينة جنيف السويسرية، الخميس، إن التكتل "قلِق للغاية" بشأن العملية البرية الوشيكة في رفح.
وشددت كنودسن على أن الاتحاد الأوروبي "يعارض بشدة عنف المستوطنين" في الضفة الغربية، داعيةً إلى المساءلة بهذا الخصوص.
بدورها، قالت مبعوثة فنلندا لدى الأمم المتحدة هايدي شروديروس فوكس، إن الهجوم الإسرائيلي على رفح "سيؤدي إلى تفاقم الوضع الإنساني الكارثي بالفعل" في القطاع.
كما دعت فوكس، متحدثة باسم دول الشمال والبلطيق، إلى وقفٍ فوريٍّ لإطلاق النار في غزة.
ومؤخراً، بحثت حكومة الحرب الإسرائيلية "الكابينت" خطة "إجلاء" الفلسطينيين من رفح في إطار عزم تل أبيب على اجتياحها، رغم التحذيرات الدولية من خطورة ذلك على المدينة المكتظة بالنازحين الذين لجؤوا إليها بوصفها آخر ملاذ جنوب قطاع غزة على الحدود مع مصر.