وقالت الوزارة في بيانها الإحصائي اليومي، إنّ “مستشفيات القطاع استقبلت خلال 24 ساعة الماضية 60 شهيداً و344 إصابة، جراء استمرار الهجمات الإسرائيلية”.
وأوضحت أن حصيلة الضحايا من منتظري المساعدات ارتفعت منذ 27 مايو/أيار الماضي إلى "ألف و965 شهيداً، وأكثر من 14 ألفاً و701 إصابة"، وذلك بعد استشهاد27 فلسطينياً وإصابة 281 آخرين خلال الـ24 ساعة الماضية.
وفي السياق، ذكرت الوزارة أن حصيلة الضحايا الفلسطينيين منذ استئناف إسرائيل إبادتها في 18 مارس/آذار الماضي ارتفعت إلى "10 آلاف و460 شهيداً، و44 ألفاً و189 إصابة".
وسجلت مستشفيات قطاع غزة خلال الساعات الـ24 الماضية، 5 حالات وفاة بينها طفلان نتيجة المجاعة وسوء التغذية، ليرتفع العدد الإجمالي منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 إلى 263 حالة وفاة من ضمنها 112 طفلاً، وفق البيان ذاته.
وأشارت الوزارة إلى وجود عدد من الضحايا تحت ركام المنازل المدمرة وفي الطرقات، تعجز طواقم الإسعاف والدفاع المدني عن الوصول إليها بسبب نقص المعدات أو لوجودها في مناطق يكثف فيها الجيش الإسرائيلي عملياته العسكرية.
نزوح من غزة
من حانبها، بدأت بعض العائلات الفلسطينية النزوح من المناطق الشرقية من مدينة غزة، التي تتعرض لقصف إسرائيلي متواصل، إلى نقاط في الغرب خشية وقوع هجوم إسرائيلي قريب، فيما يفكر آخرون في التوجه إلى الجنوب.
وقد يؤدي التوغل الإسرائيلي بالمركبات المدرعة في مدينة غزة إلى نزوح مئات الآلاف من السكان، ونزح كثير منهم بالفعل مرات عديدة في وقت سابق من الحرب.
وقال مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية الأسبوع الماضي إن 1.35 مليون شخص يحتاجون بالفعل إلى مستلزمات عاجلة للإيواء في غزة.
وفود بالقاهرة
وفي سياق متصل، أعلن وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، اليوم الاثنين، أن وفوداً فلسطينية وقطرية موجودة في بلاده لبحث جهود التوصل لوقف الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة.
جاء ذلك في كلمته بمؤتمر صحفي مشترك من أمام الجانب المصري من معبر رفح الحدودي مع غزة، مع رئيس الوزراء الفلسطيني محمد مصطفى الذي يحضر لأول مرة بالمعبر.
يأتي ذلك على هامش اليوم الثاني والأخير من زيارة مصطفى إلى مصر لبحث التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بغزة.
"أوهام إسرائيل الكبرى"
وقال الوزير المصري إن "سلطات الاحتلال الإسرائيلي تفرض قيوداً في تشغيل الجانب الفلسطيني من معبر رفح الحدودي" مع قطاع غزة، وأردف أن بلاده مستعدة "لإغراق غزة بكل المساعدات مع إنهاء العقبات الإسرائيلية".
ومنذ 2 مارس/آذار الماضي، تغلق إسرائيل جميع المعابر المؤدية إلى غزة، مانعة دخول أي مساعدات إنسانية، ما أدخل القطاع في حالة مجاعة رغم تكدس شاحنات الإغاثة على حدوده، وتسمح بدخول كميات محدودة لا تلبي الحد الأدنى من احتياجات الفلسطينيين.
وعن جهود وقف إطلاق النار بالقطاع الفلسطيني، قال الوزير المصري إن وفوداً من فلسطين ومن قطر موجودة بمصر لبحث جهود التوصل لوقف الحرب بغزة، دون تفاصيل عن أعضاء تلك الوفود.
ومخاطباً فلسطينيي غزة قال وزير الخارجية المصري: "نحن معكم في صمودكم وثباتكم على أرضكم"، وأضاف: "موقفنا تجاه القضية الفلسطينية ثابت لا يتغير، ونجدد رفضنا كل السياسات الهادفة لتصفية القضية الفلسطينية".
وأردف: "فلسطين تعيش مأساة إنسانية كبيرة، ونرفض تصريحات ما يسمى إسرائيل الكبرى، لأنها أوهام لن يسمح بتنفيذها على الأرض، بينما نحن نتحدث عن التعايش المشترك والسلام الشامل".
وفي 12 أغسطس/آب الجاري، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في مقابلة مع قناة "i24" العبرية، إنه "مرتبط بشدة برؤية إسرائيل الكبرى"، رداً على سؤال عن شعوره بأنه في "مهمة نيابة عن الشعب اليهودي".
وتشمل هذه الرؤية، وفق المزاعم الإسرائيلية، الأراضي الفلسطينية المحتلة وأجزاء من دول عربية، من الفرات إلى النيل، ما أثار موجة استنكار واسعة النطاق.
"شروط تعجيزية"
في السياق، أعرب عبد العاطي عن رفض بلاده أي محاولات لتهجير الفلسطينيين في قطاع غزة، وطالب المجتمع الدولي بمواصلة الضغط على إسرائيل لوقف إطلاق النار في القطاع.
وبشأن مفاوضات تبادل الأسرى غير المباشرة بين إسرائيل وحركة حماس، أكد وزير الخارجية المصري أن "العمل الآن يستند إلى أساس مقترح (مبعوث الرئيس الأمريكي للشرق الأوسط ستيف) ويتكوف لوقف إطلاق النار بغزة الذي يتضمن تهدئة لمدة 60 يوما"، وأضاف: "نرفض أي شروط تعجيزية بمفاوضات غزة، ونأمل وقفاً دائماً لإطلاق النار".
وعن الوضع الإنساني بالقطاع المحاصر، قال الوزير المصري، إن "سلطات الاحتلال الإسرائيلي تفرض قيوداً في تشغيل الجانب الفلسطيني من معبر رفح الحدودي" مع قطاع غزة والذي أغلقته إسرائيل منذ مايو/أيار 2024، وأكد أن "فلسطين تعيش مأساة إنسانية كبيرة، ونرفض أي محاولات لتهجير الفلسطينيين في قطاع غزة".
ومساء الأحد، استقبل رئيس وزراء مصر مصطفى مدبولي نظيره الفلسطيني، وذلك بمقر الحكومة بمدينة العلمين الجديدة، لبحث واستعراض مستجدات الأوضاع في الأرض الفلسطينية المحتلة، وفق بيان للحكومة المصرية.
ونقلت قناة القاهرة الإخبارية المصرية عن مصادر لم تسمها، الخميس، أن القاهرة التي تقود مع قطر وساطة بين إسرائيل وحركة "حماس" لوقف إطلاق النار بقطاع غزة وتبادل الأسرى "تكثف اتصالاتها مع مختلف الأطراف لتجاوز نقاط الخلاف والتوصل لاتفاق تهدئة يقود لإنهاء الحرب".
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، ترتكب إسرائيل بدعم أمريكي إبادة جماعية بغزة تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة النداءات الدولية كافة وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.
وإضافة إلى الشهداء والجرحى ومعظمهم أطفال ونساء، خلفت الإبادة ما يزيد على 9 آلاف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين.