وأكّد أن حرمان المدنيين الغذاء يشكّل جريمة حرب وربما جريمة ضد الإنسانية، مطالباً بوقف العنف فوراً وجعل إنقاذ الأرواح أولوية قصوى لجميع الأطراف. وأشار إلى أن إسرائيل لا تزال تفرض قيوداً صارمة على وصول المساعدات الإنسانية إلى القطاع، وهو ما يزيد معاناة المدنيين ويهدّد حياتهم.
في الوقت نفسه جدّد تورك الدعوة إلى الإفراج الفوري عن الأسرى الإسرائيليين المحتجَزين في غزة، محذّراً الدول الأخرى من المشاركة أو التساهل في الانتهاكات القانونية خلال النزاع.
تأتي هذه التصريحات وسط استمرار الحصار الإسرائيلي المفروض على غزة منذ مارس/آذار 2023، ما أدّى إلى تفشي المجاعة وارتفاع معدلات الجوع إلى مستويات كارثية. وأسفر هذا الوضع عن استشهاد وإصابة أكثر من 210 آلاف فلسطيني غالبيتهم من النساء والأطفال، بالإضافة إلى آلاف المفقودين ومئات آلاف النازحين.
بدوره أعلن نائب المتحدث باسم الأمم المتحدة فرحان حق أن نحو 1500 فلسطيني استشهدوا منذ مايو/أيار 2025 في أثناء محاولتهم الحصول على الغذاء، بسبب إطلاق النار عليهم عند نقاط توزيع المساعدات وعلى طول طرق الإمداد التي "عَسْكرتها" إسرائيل.
وأوضح أن المساعدات التي سُمح بدخولها لم تلبِّ الاحتياجات الأساسية، بخاصة مع توقف دخول مواد البناء منذ مارس/آذار، مما أثر سلباً في قدرة السكان على بناء الملاجئ وتأمين المأوى. وأكّد حقّ أن الجوع، بخاصة بين الأطفال، بلغ مستويات مقلقة تستدعي تدخلاً عاجلاً.
وأفاد حقّ بأن الشاحنات التي تصل إلى معبر رفح لا تدخل غزة مباشرة بسبب تدمير الجانب الفلسطيني من المعبر، بل تُحوَّل إلى معبر كرم أبو سالم حيث تخضع لتفتيش دقيق من السلطات الإسرائيلية.
وأشار إلى أن إسرائيل تسمح بعبور عدد محدود من الشاحنات، ما أدى إلى تكدس المساعدات وتأخير وصولها. وفي يوليو/تموز 2025 كشفت تقارير عن إتلاف جيش الاحتلال الإسرائيلي مواد غذائية وطبية ضمن أكثر من ألف شاحنة مساعدات متكدسة على الجانب الفلسطيني.
وأكّد مكتب الإعلام الحكومي في غزة أن إسرائيل سمحت بدخول 674 شاحنة فقط منذ أواخر يوليو/تموز، وهو ما لا يمثل سوى 14% من الحد الأدنى المطلوب يوميّاً.
وتستمرّ إسرائيل بدعم أمريكي في شن حرب إبادة على قطاع غزة منذ أكتوبر/تشرين الأول 2023 مدمّرة البنية التحتية ومُسقِطةً عشرات آلاف القتلى والجرحى، أغلبهم من النساء والأطفال.