وأفادت هيئة الإسعاف والطوارئ بانتشال جثامين 4 فلسطينيين، استشهدوا خلال محاولتهم الوصول إلى مساعدات إنسانية قرب محور نتساريم وسط القطاع.
وشهدت الساعات الماضية سلسلة غارات إسرائيلية استهدفت منازل وخياماً تؤوي نازحين، إلى جانب تجمعات لمواطنين بانتظار مساعدات غذائية، في ظل استمرار العمليات العسكرية التي دخلت شهرها الثاني والعشرين، وفقاً لمصادر طبية وشهود عيان.
وفي دير البلح، استشهد خمسة فلسطينيين جراء قصف استهدف خيمة للنازحين، و22 آخرين في هجمات متفرقة، بينهم خمسة من طالبي المساعدات قرب نقطة توزيع غرب رفح، جنوبي القطاع.
وفي حادث منفصل، استشهد 25 مدنياً فجر اليوم إثر انقلاب شاحنة مساعدات غذائية وسط القطاع، في أثناء تزاحم مئات المواطنين حولها.
وأوضح المكتب الإعلامي الحكومي أن الشاحنة أُجبرت على المرور عبر طرق غير آمنة، سبق أن تعرضت للقصف، ما أدى إلى انقلابها وسقوطها على المدنيين.
وأكد المكتب أن الحادث يندرج ضمن سياسة إسرائيلية تهدف إلى خلق الفوضى وتعزيز التجويع، من خلال فرض مرور الشاحنات عبر مسارات مكتظة بالجوعى.
وفي السياق نفسه، قالت وزارة الداخلية في غزة إن عمليات الإسقاط الجوي للمساعدات أسفرت عن سقوط ضحايا وتدمير خيام وممتلكات، واتهمت إسرائيل باستخدام هذه العمليات وسيلةً لتعزيز الفوضى ضمن سياسة "هندسة التجويع".
تقارير حقوقية وأممية: لا أماكن آمنة في غزة
إلى ذلك، أكدت منظمة "هيومن رايتس ووتش" في تقرير صدر اليوم الخميس، أن الهجمات الإسرائيلية على المدارس التي تؤوي نازحين في غزة كانت عشوائية وغير قانونية، واستخدمت فيها ذخائر أمريكية، وأسفرت عن استشهاد مئات المدنيين وتدمير شبه كامل للبنية التعليمية.
ووثّقت المنظمة عدة هجمات على مدارس لاجئين في القطاع، منها مدرستان في دير البلح وحي الزيتون عام 2024، أسفرا عن استشهاد 49 شخصاً، من دون العثور على أدلة لوجود أهداف عسكرية فيهما. كما أشارت إلى أن إسرائيل لم تقدم أي توضيحات بشأن تلك الضربات.
وأكدت هيومن رايتس ووتش أن استهداف مدارس تؤوي نازحين يعد انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي، إذ إن تلك المنشآت تُعتبر مواقع مدنية محمية، واستخدامها لإيواء المدنيين لا يُغير من وضعها القانوني.
وخلال الفترة من 1 إلى 10 يوليو/تموز 2025، أفادت الأمم المتحدة بأن إسرائيل قصفت ما لا يقل عن 10 مدارس تُستخدم ملاجئ، ما أدى إلى استشهاد 59 مدنياً، بينما أشارت الأونروا إلى أن أكثر من 836 نازحاً قتلتهم إسرائيل داخل المدارس منذ بداية الحرب، وأُصيب أكثر من 2500 آخرين.
وبحسب بيانات أممية، تعرضت 97% من مدارس غزة لأضرار، و92% منها بحاجة إلى إعادة بناء أو ترميم واسع، ما يعمّق الأزمة التعليمية ويؤثر بشكل كبير في الأطفال وأسرهم.
من جهتها، عبّرت وكالة "أونروا" عن قلقها إزاء تصاعد الأزمة، مؤكدة أن قتل المدنيين في أثناء بحثهم عن الطعام "لا يمكن أن يستمر"، ودعت إلى فتح المعابر فوراً ومن دون شروط، وتمكين الوكالات الإنسانية من أداء مهامها.
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، ترتكب إسرائيل بدعم أمريكي إبادة جماعية في غزة تشمل قتلاً وتجويعاً وتدميراً وتهجيراً، متجاهلة النداءات الدولية وأوامر محكمة العدل الدولية بوقفها.
وخلفت الإبادة، بدعم أمريكي 61 ألفاً و158 شهيداً فلسطينياً و151 ألفاً و442 مصاباً، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 9 آلاف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين.